العهدة الرّابعة بين فرنسا وأمريكا وسعداني..

ظُهرَ هذا اليوم، السبت 26-10-2013،أعطيت التّعليمات لعمّار سعيداني، و هو الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، الذي

و ضعه السّعيد بوتفليقة على رأس الحزب بعد معركة دامت حوالى سنة، ليعلن رسميّا أنّ عبد العزيز بوتفليقة سيكون مرشّح الحزب لعهدة رابعة في “انتخابات” الرّئاسة في أبريل 2014.
عهدة رابعة لرجل مريض مقعد مصاب بسرطان المعدة ،و بسكتة دماغيّة ويكون حينها قد جاوز عمره 77 عاما.
الأسوأ من ذلك أنّه يختصر الجزائر كلّها في ذاته، بعد أن كان توفيق و جنرالات المخابرات الآخرين، يقتسمونها معه كاقتسام الذّئاب للفريسة.
لقد أفرغت كلّ مؤسّسات الدّولة من محتواها وهي مشلولة تماما، أمّا مؤسّسات المجتمع فقد فكّكت في العشرين سنة الأخيرة تفكيكا كاملا لم يحدث حتّى في الحقبة الاستعماريّة المظلمة..

عمّار سعيداني الذي كان في الثمانينات طبًالا وراقصا في فرقة غنائيّة شعبيّة، هي فرقة المطرب الصّحراوي عبد الله منّاعي، ثمّ زعيما لمليشيا تختطف و تقتل و تعذّب في منطقة واد سوف في التّسعينات، فرئيس للبرلمان في منتصف عقدالألفين، ثمّ متّهما -بشكل غير رسمي- بنهب حوالي 3 آلاف مليار سنتيم -حوالي 600 مليون دولار- من أموال الدّعم الفلاحي، ناهيك عن آلاف الهكتارات من الآراضي الفلاحيّة… يعلن عن ترشيّح “الرّئيس” لعهدة رابعة في انتظار ردود الفعل..!

دوليّا.. ليس هناك مشكل، وباختصار شديد، فإنّ اللاّعبين الرئيسييْن هما:
-الولايات المتحدة و هي مرتاحة جدّا للتّعاون غير المحدود فيما يسمّى مكافحة الإرهاب العالمي، حيث حصلت على تسهيلات لطائرات دون طيّار والتي تراقب الأجواء في منطقة السّاحل بما فيها أجزاء من الصّحراء الجزائريّة انطلاقا من قاعدتها في النّيجر، إضافة إلى أنّ طائرات التجسّس التي تديرها الس أي أي انطلاقا من إيطاليا و إسبانيا، تتجسّس على  كامل التّراب الجزائري بموافقة السّلطات، وقد تمّ فضح ذلك في وثائق ويكيليكس، كما تتلقّى البواخر الحربيّة الأمريكيّة تسهيلات واسعة في الموانئ الجزائريّة.
ثمّ إنّ الشّركات البتروليّة الأمريكيّة تحظى برعاية متميّزة، كما أنّ بعض كبرى الشّركات، مثل جنيرال إلكتريك، حصلت على مشاريع بملايير الدولارات بعيدا عن قانون الصفقات..وتدريب بعض كبار ضبّاط الجيش الجزائري يمرّ عبر الحلف الأطلسي أو برامج أمريكيّة متخصّصة،ناهيك  عمّا يقارب 70 مليار دولار من الأموال المكتتبة في الخزينة الأمريكيّة..!!

-أمّا اللاّعب الأهمّ وهو فرنسا -المستعمر القديم -فقد حصلت على أكثر ممّا كانت تأمل في كافة المجالات، بما فيها خدمات لعسكرها و لطائراتها لم يسبق لها مثيل في جزائر الاستقلال، حتّى قال وزير خارجيتها، إبّان غزو مالي في يناير الماضي:إنّ “الرّئيس الجزائري فتح لنا الأجواء بلا حدود و لا قيود”، أكثر من ذلك تحدّثت الصّحافة القريبة من أوساط النّظام من أنّ هناك تعاون لوجستيكي و مخابراتي في مالي بين الجيشين و ذهب عبد المالك سلاّل، الوزير الأول، أبعد من ذلك عندما صرّح في بماكو في سبمبر الماضي، من أنّ “الجزائر مستعدّة أن تطارد عسكريّا الإرهاب في شمال مالي”. و شخصيّا أعتقد أنّ ذلك هو مايحدث الآن باسم مكافحة الإرهاب..
أمّا شركاتها فهي تسيطر على السّوق الجزائريّة ليس فقط تجاريّا، و لكن أيضا على سوق الخدمات كالماء و الكهرباء، وحتى ملفّات حسّاسة أمنيّا كجوزات السّفر البيوميتريّة و بطاقات الهويّة – الجديدة -..
من النّاحية الثّقافيّة لم يسبق للّغة الفرنسيّة أن انشرت بين الجزائريّين بهذا الشّكل حتّى أيّام الاستعمار على الرّغم من أنّ الجيل الجديد لا يتقنها إلاّ لمما.
وكون الحليفان الغربيّان، قد ساعدا الرّئيس على التخلّص من خصومه في المخابرات، فإنّهما ينتظران مزيدا من السّخاء في شكل ” خدمات و تسهيلات و نفوذ و أشياء أخرى…”
و من بين الخدمات أن يصبح الجيش الجزائري كالجيش الأثيوبي -مثلا- يتدخّل حيث يؤمر لقمع “الإرهاب الاسلامي”.
و لا يخفي المسؤولون الغربيّون ذلك، فقد قيل عدّة مرات أنّ الجزائر قوّة إقليميّة يجب أن تساهم في استقرار المنطقة، بأن تكافح الإرهاب. بل إنّ الرّئيس فرانسوا هولاند، ذهب أبعد من ذلك حين قال في أوت الماضي إنّ “على مصر و الجزائر أن ترسلا جيشهما لمحاربة الجماعات الإسلاميّة في الصّحراء اللّيبيّة”.

معركة شرسة على السّلطة، انتهت لصالح رئيس مقعد ومنهك و مريض، بدعم عسكر الأركان و فرنسا و أمريكا..
رئيس حملته دبّابات جيش الحدود  مغتصب السّلطة في صائفة 62، و لا يريد أن يغادرها إلى القبر إلاّ و هو “رئيس جمهوريّة”، حتّى و لو أدّى ذلك إلى انهيار الدّولة تماما بعد أن تفكّك المجتمع، و أصبحت قوى الاستعمار الجديد و القديم، تمرح في الأرض و في الأجواء دون أدنى انزعاج أو اعتراض من قوى المجتمع السّياسيّ المحطّم… وذلك حديث آخر..

 

محمّد العربي زيتوت

Comments (10)
Add Comment
  • Didine

    Bravo Mr Zitout pour ces commentaires avisés qui illustre le vrai visage des larbins de la juntes militaire en Algérie.

  • الياس مخلوفي

    تحية عطرة وبعد،
    فالحقيقة أن تعليق إنما يخص الشكل لا المضمون، الذي له الأولوية، كما يؤكد الشعار المدرس في كليات الإعلام”أولوية المضمون على الشكل”..
    فقد ورد العوان كالاتي: “..بين فرنسا، أمريكا و سعداني.” ..لقد اسمعت لملاحطة أحد أعضاء لجنة مناقشة رسالة ماجيستير أو أطروحة دكتوراه، لم أعد أذكر، قال معلقا على جملة مشابهة: هذا من خصائص الفرنسية، أما العربية فلا تخشى تكرار الواو مهما تردد.. وعليه يبدو لي أن الأصح القول: ..بين فرنسا وأمريكا وسعداني. والله أعلم
    شكرا

  • salim

    ya khouna alarbi vous ete acharne contre drs il les a abime c est bon !! le problem de notre pays est plus grand que ces maroionnets du president et drs notre problem est outre mere vont jamais accepter un pays normal democrate ….

  • عبد الرحمان بوراس

    تعليق مختصر و مقتضر” أليس في الجزائر رجل رشيد؟”

  • توفيق العربي

    شكرا لك السيد محمد العربي…

    و سؤالي هو:
    هل نبقى بهذه الطريقة كمراقب نرى ما يحدث و نسجل فقط؟؟

    ما هي الحلول لهذه الكوارث التي تزداد يوما بعد يوم؟؟ و ما هي المخططات المستقبلية للقضاء على الاستبداد و الجور؟؟

    ما هو الخطاب الذي يوجه إلى عامة الشعب حتى يعي ما يحدق به من مكر و خداع؟؟

    ما هو السبيل للنهوض من مستنقع العبودية إلى بحر العزة و الشرف؟؟

    أسئلة كثيرة تبحث عن إجابة ………….

  • ali

    شكرا لك السيد محمد العربي

  • مانعرفش

    المشكل ليس في نهاية الدي ار اس كما يزعمون او تفرعن بوتفليقة مع هيئة أركانه او صعود لويزة حنون في المزاد او سقوط بلخادم .
    المشكل أن هناك دائما من يقبلون ممارسة دور القودا ( حاشاكم ) لا يهم من كان المهم ام هناك تنافس على رتبة القواد الاعظم او من الدرجة الاولى فبالتالي لا يهم من فاز او سقط لانهم كلهم قوادين . المشكل هو في كيفية نزع هذه العقلية من الجزائريين لانها اصبحت توصف بأنها فهامة وقفازة وحسن تدبير .
    لم أجد مرادفا للكلمة التي قد تضر البعض لأن ما يمارسه هؤلاء ينطبق تماما بتلك الكلمة و الجزائر هي تلك الساقطة المسكينه التي تستباح في كل مرة .

  • la vendetta di civitas dei

    يا بنت العرجون طلي عليا…مع احترامي للسوافة الاحرار على قلتهم ولكن…ادا استمرت البوتفليقية على سياستها فيجب علينا تطهير عرقي لبعض المناطق سامحنا الله و الكل يعرف من وراء انتشار مافيا المخدرات والكحول و العقار في عنابة خصوصا