يتألف هذا الكتاب من مجموعة أوراق قُدّمت في مؤتمرٍ علمي عقده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في 18 – 21 نيسان / أبريل 2011 تحت عنوان “الثورة والإصلاح والتحول الديمقراطي في الوطن العربي من خلال الثورة التونسية”. وقد تميّز هذا المؤتمر بالأوراق العلمية الرصينة التي أعدّها باحثون عرب جاء أغلبهم من تونس، وكذلك بمشاركة شبان مثقفين كانوا ناشطين في الثورتين المصرية والتونسية أيضًا، قدّموا شهاداتٍ حيّة عن تجاربهم في كلتا الثورتين.
تعالج الأوراق شتّى أوجه الحراك التونسي، وتتناول منظومة التسلط في النظام السياسي قبل الثورة، موصولة بقراءات للخلفيات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ومتناولة الأحزاب والمنظمات الوطنية، مرورًا بدور كلٍّ من الإعلام والجيش، ووصولًا إلى تحدّيات الانتقال الديمقراطي والتفاعلات العربية للثورة.
يضم مجموعة من الدّراسات كتبها باحثون متخصصون في ميادين معرفية ذات صلة بالمجتمع التّونسيّ. وقد احتوى الكتاب الموضوعات والبحوث التالية: منظومة التّسلط في النّظام السياسيّ التّونسيّ قبل ثورة 14 كانون الثاني (لطفي طرشونة)؛ الخلفية الاقتصاديّة والاجتماعيّة للثّورة (عائشة التّايب)؛ قراءة في الخلفيات الاقتصاديّة والاجتماعيّة (وليد حدوق)؛ الطّابع المدنيّ والعمق الشّعبيّ للثّورة (المولدي الأحمر)؛ الأهمية الاجتماعيّة والسياسيّة للطّبقة الوسطى (حسين الدّيماسي)؛ قراءة أولية في الخلفيات الاجتماعيّة والثقافيّة (مهدي مبروك)؛ الأحزاب والمنظمات ودورها في الثّورة (عبد اللطيف الحناشي)، المشهد الحزبيّ بعد الثّورة (صلاح الدّين الجورشي)؛ الاتحاد العام التّونسيّ للشغل (عدنان المنصر)؛ الإعلام والثّورة (عز الدين عبد المولى)؛ دور الجيش في الثّورة (نور الدين جبنون)؛ الحدث التّونسيّ وأسئلة الإصلاح العربيّ (كمال عبد اللطيف)؛ الأسس الدستوريّة للجمهوريّة الثّانية (امحمد مالكي)؛ في تفسير العجز الدّيمقراطي العربيّ (سمير المقدسي)؛ الانتقال الدّيمقراطي في التفكير العربيّ المعاصر (سهيل الحبيب).
اللافت أن هذه الدراسات، لتنوعها وتعدد أبعادها واختلاف كتَّابها، أضفت على هذا الكتاب شموليّة وعمقاً وغنًى، وحاولت دراسة هذا الحدث التّاريخيّ من جوانبه المختلفة، ليس لأن الثّورة التونسيّة أولى الثّورات العربيّة فحسب، بل لأنها -على الأرجح- النّموذج الّذي سينتقل إلى العالم العربيّ كله في ما لو قيّض له الثّبات والاستمرار والنّجاح.