هناك من إنزعج من إستقبال “حكومة” الجزائر بما فيها “الرئيس”، لممثل جنرالات مصر، مايسمى بوزير الخارجية؟
و لم أفهم لما الإنزعاج؟
فقبل 22 عام قام جنرالات الجزائر بما يقوم به اليوم عسكر مصر: إنقلاب يطيح بالرئيس و بالإنتخابات و بالدستور…والبقية معلومة للجميع.
و الزيارة تدخل في إطار تعاون أنظمة إنقلابية فيما بينها وهم لا يخفون ذلك. فجماعة مصر تأتي لتأخذ أموالا و خبرة و دعما متعددا ممن سبقهم في التجربة “الرائعة” و”الناجحة”، وجماعة الجزائر يدركون أن سقوط طغاة العرب سيعجل برحيلهم، و من ثمة يسعون بكل ما أوتوا لمساعدة ومساندة، إخوة الطغيان، سرا و علنا.
الغريب، أن بعض المنزعجين ساندوا إنقلاب عسكر الجزائر يومها، وبعضهم فعل ذلك علنا.
الأغرب من ذلك، أن بعض المنزعجين يشاركون في كل أعراس الإنقلاب الجزائري بما فيها إنتخاباته، التي هم أول من يقول عنها، دائما، أنها مزيفة ومزورة؟ ويشاركون في برلمانه ومجالسه المحلية؟
الأشد غرابة أن بعضهم كانوا وزراء لدى إنقلابي الجزائر وقد يصبحون في أي وقت؟
يبدو أن هناك من يجرم جنرالات مصر ومن يمثلهم، وهم بلا شك مجرمين وظلمة وقتلة، ولكنه يتعاون مع جنرالات الجزائر، و أحيانا هو يمثلهم، وهم لا يقلون عن عسكر مصر إجراما، إن لم يكونوا أكثر قتلا و أشد ظلما و أبشع فسادا.
كان من باب أولى على هؤلاء، على الأقل، أن يعتذروا للشعب الجزائري، ولو بعد حين، على مساندتهم لإنقلابي الجزائر.
يا جماعة الخير،الإنقلاب هو الإنقلاب، و”الأقربون أولى بالمعروف”.
محمد العربي زيتوت