في مثل هذا اليوم، منذ 22 عاما جاء الجنرالات ببوضياف، من منفاه بالمغرب، ليغطي على انقلابهم ضد إرادة الشعب ومؤسسات الدولة.
و لكن الرجل، و هو أحد صانعي الثورة، سرعان ما تفطن الى خداعهم و فسادهم محاولا التغيير و الإصلاح…
فجاءه الرد برصاص غادر في الظهر و على الملأ ليكون عبرة لمن يعتبر.
فيمايلي رابط لحديث كنت قد شاركت فيه بمناسبة الذكرى العشرين لإستقدام بوضياف في 16 يناير 1992
سألفت إنتباهكم إلى قصة حدثت تقريبا ثلاثة أيام بعد إستقبال محمد بوضياف في مطار الجزائر كنت طالبا في جامعة باب الزوار و كانت الجامعة في داخلها تعج بالمظاهرات الرافضة للإنقلاب و كانت المسيرات تدور داخل الجامعة ثم تتوقف داخل البهو المركزي أمام منصة نصبها المنظمون لإلقاء الكلمات و كانت كل هذه الكلمات تتحدث عن كيف تم الإنقلاب … ثم صعد طالب فوق المنصة يظهر عليه آثار التدين و الله أعلم يحمل بيده مجلة حمراء و بيضاء مكتوبة بالفرنسية و لكنني لا أذكر إسمها ثم قال أنه يتتبع كثيرا هذه المجلة و يحتفظ بجميع أعدادها و لقد قرأ هذا الموضوع منذ سنين في إحدى أعدادها و أثر فيه كثيرا و ها قد أتيحت لي الفرصة كي أطلعكم عليه ثم قرأ الموضوع بالفرنسية و ترجمه للعربية و هو عبارة عن حوار بين هذه المجلة و محمد بوضياف يسأل الصحافي عن دور جمعية العلماء في الثورة التحريرية فأجاب بوضياف “الإستقلال جابوه الرجالة ما جاباتوش الله أكبر أنتاع جمعية العلماء” ثم عقب الطالب فوق المنصة في ذالك الوقت ما يدريكم أيها الطلبة لعل “هذا الله الأكبر ” الذي تجرأ عليه بوضياف بهذه الكلمات جاء به للجزائر ليدفع ثمن هذه الكلمة فلا تقلقوا و إننا و الله رأينا تنبأ هذا الطالب الصغير بعد شهور قليلة فقط
و الله على ما أقول شهيد على صحة هذه القصة.
حسب رأيي ان الكلمة اللتي عجلت بقتل الرئيس بوضياف ولم يتطرق لها الإخوة و هي قولته المشهورة “إن أعدائنا بالأمس هم أعداؤنا اليوم .