لندن ـ خدمة قدس برس – انتقد العضو المؤسس في حركة “رشاد” الجزائرية المعارضة الديبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت، بشدة دعوة رئيس المجلس التأسيسي التونسي الدكتور مصطفى بن جعفر لرئيس مجلس الأمة الجزائري عبد القادر بن صالح ورئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة لحضور الجلسة العامة للبرلمان التونسي بمناسبة الاحتفال بالمصادقة على المشروع النهائي للدستور الجديد لتونس اليوم الإثنين (27|1)، واعتبر ذلك نقيصة في حق الثورة التونسية.
وأعرب زيتوت في تصريحات لـ “قدس برس” عن خيبة أمله لخضوع من يمثل الثورة التونسية للنظام الجزائري، وقال: “نشعر بكثير من الاستغراب أن يدعو من يمثل الثورة التونسية النظام الجزائري لحضور هذا الحفل التاريخي بانجاز الدستور، وهو يعلم علم اليقين أنه يعادي الثورة التونسية.
لذلك نحن نعتبر أن الدعوة التونسية للنظام الجزائري نقيصة في حق الثورة وخطأ يرتكبه الذين يديرون البلاد، ذلك أنهم كلما خضعوا لهذا النظام كلما أمروا أن يخضعوا أكثر”.
وأضاف: “نحن نعرف أن تونس تخشى من تصدير الأزمات وخنقها من طرف النظام الجزائري، لكننا نستهجن أن تتحول الخشية إلى دعوة من كان يعتبر ابن علي مثله الأعلى ليحضر انجازا للثورة التونسية”.
على صعيد آخر أشاد زيتوت بالدستور التونسي، وقال: “على الرغم مما فيه من نقائص و من قصور، وعلى الرغم من أنه لا يرقى لطموحات ثورة تونس التي أسقطت طاغية ظن أنه من الخالدين، وأفزعت طغاة العرب، فإن دستور تونس الذي صودق عليه اليوم يعتبر أفضل الدساتير العربية الموجودة اليوم لأنه جاء بإرادة من يمثل، ولو إجمالا، عموم الشعب”.
وأضاف إن “القاعدة المنطقية تقول إن ما لايدرك كله لا يترك جله، فهذه خطوة شرط أن تتبعها خطوات أخرى لكي تستعيد تونس كرامتها وحريتها ممن إستعبدها لعقود طويلة من عصابات الداخل والخارج.
إن أفضل الدساتير لا تصنع أقوى الدول ولا أسعد المجتمعات، وإنما الذي يحقق ذلك هو شعب واع، متعلم، متخلق يؤدي واجباته ويفرض حقوقه دون إفراط أو تفريط”.
ورأى زيتوت أن تونس “ستظل مهددة قوى الردة الداخلية وحكومات الإستبداد العربية ومستعمر الأمس الذي لم يهضم بعد أن أعوانه وخدمه في طريقهم إلى زوال بلارجعة.
ستظل كذلك حتى تتحرر الجزائر من عصابات الإجرام لتبدأ، حقا وصدقا، مسيرة شعوب المغرب الكبير لبناء الدولة المغاربية الكبرى”، على حد تعبيره.
الإثنين 27 يناير 2014