محمد العربي زيتوت في حديث “معا رشاد”، يتطرق أساسا إلى العهدة الرابعة لبوتفيلقة، الذي أصبح يحكم بالرسائل وهو مُقعد على كرسي وفي حالة صحية يرثى لها، والذي لم يسمع له الجزائريون صوتا منذ ما يقارب العامين حين قال “طاب جناني” في 8 ماي2012.
ويتحدث على عقلية التملك للبلاد السائدة لدى االمسؤولين الجزائريين والذين يعتبرون الدولة و أجهزتها “حاجتهم الخاصة” يتصرفون فيها كما يشاؤون وبعبثية كبيرة.
ويؤكد على أن المشكلة ليس فقط بوتفليقة، الذي يعتبره أحد أعراض المرض، وإنما نظام العصابات السائد ككل والذي جاء ببوتفليقة قبل 15 سنة حكم الفساد فيها و الإفساد والرداءة، وقد يأتي بغيره ويخادع الشعب مرة أخرى.
في الأخير، يذكر مرة أخرى، بأنه إذا لم يتم تغيير هذه الوضعية فإن الجزائر في خطر متعاظم، ويختم قوله بأن الشعب الجزائري اليوم يسعى لتقرير مصيره كما كان عليه الوضع قبل 60 عاما.
بعد فوز بوتفليقة سينصب سلال نائب للرئيس، لكي يصبح رئيس بشكل تلقائي عند موت بوتفليقة في السنة المقبلة
السّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أليس من العجيب أن يحبّوا السّلطة إلى حدّ أن نسوا أنّ الموت نهاية دنيا يعقبها الوقوف بين يدي من لا تخفى عليه مثاقيل الذرّ من العمل. وما بعدها عظائم لا تنتهي بالموت .. يا لطيف.
ربّما لم يحن الوقت لمجادلة من يشكك في حتميّة التغيير ولكنّ الوقت يطرح قيام الجمهوريّة الثانية التي ستمحو بإنجازات المخلصين أسماء من قادوا البلاد إلى ما هي عليه.
السلام عليكم اخي الكريم
لا الكلمات ولا الصور تستطيع التعبير عن مدى خيبة الامل التي اصابتنا واصابت كل انسان شريف يتوق للحرية والعزة والكرامة. تعجز القواميس حتى عن ايجاد المصطلح الذي يستطيع وصف واقعنا المرير الذي نتمرغ في اوحاله. في هذه المرحلة العسيرة التي يمر بها الوطن لم اجد سوى هذه الصرخة المعبرة بحق عن المشاعر الصادقة للاخت مسعودة بوطلعة في مقال نشرته اليوم جريدة الخبر تحت عنوان { ارحلوووووووا } وهو كالتالي :
ارحلوووووووا
من أكثر القصائد التي تهز كيان الإنسان، وربما الكثيرين ممن قرأوها، قصيدة الشاعر الفلسطيني الثائر الراحل محمود درويش “أيها المارون بين الكلمات العابرة”، التي عبّر فيها بصدق عن إحساس إنسان انتهكت أرضه وأحلامه وآماله. وإن كان وضع محمود درويش يختلف إذ أنه يتكلم عن ظاهرة استعمار استيطاني مدمر وغاشم، فإننا يمكن أن نستحضر هذه القصيدة ونحن نتكلم عن الجزائر. ليس المستعمر فقط من يصادر ماضي وحاضر ومستقبل الإنسان والشعوب على العموم، فهناك الإنسان الآخر، ابن الوطن نفسه، ابن الأرض نفسها، ابن البطن ذاتها، من يمكنه أن يصادر أحلام الوطن وآماله وطموحاته، ويرهن مسيرته نحو التقدم والرقي والتغيير والمضي نحو الأفضل، سواء بسبب الأنانية المفرطة لبعض الأشخاص أو بنظرتهم القاصرة للأمور، أو بسبب لؤمهم ونفسهم المريضة، حتى يدفعوك أحيانا إلى التشكيك في نواياهم ومقاصدهم وانتمائهم ومشاعرهم..
لم يبق للوطنيين الأحرار اليوم إلا أن يصرخوا بأعلى صوتهم، أيها السارقون والناهبون خذوا أموالكم التي في البنوك، مهما زادت، ومهما كان مصدرها وقيمتها، خذوها وارحلوا.. اتركوا لنا فقط التراب نأكله لكن نعيش بكرامة فوق هذه الأرض.. خذوا كل شيء مع قلة أخلاقكم.. استغبائكم.. انتهازيتكم.. خذوا كل شيء وارحلوا.. أيها الكاذبون المتورطون في كل ما يمس هذا الوطن، اتركوا لنا ذكرى الشهداء والمجاهدين الصادقين ورجال الأمة الصالحين.. اتركوا لنا بعضا من الصدق في قلوبنا والحب النقي لهذه الأرض، وخذوا كل ما لدينا وارحلوا.. اتركوا لنا نخيل الصحراء وبعض ماء البحر وزيتون بلاد القبائل وأشجار الأوراس ومياه وهران المالحة وهواء عنابة النقي وارحلوا.. خذوا كل شيء أيها المنافقون الجاثمون على أنفاس الشباب ورقاب العباد.. غير المكترثين بآلام شعبكم وآهاته.. لكم فيلاتكم في أمريكا وشققكم بباريس وأخرى بدبي.. لكم أرصدة البنوك السويسرية والأمريكية واللندنية.. لكم اليخوت والبواخر والسمك في عرض البحر والمرجان والفنادق خمس نجوم.. لكم احتكار السكر والزيت.. خذوا كل هذا وارحلوا.. اتركوا لنا سواعدنا وإيماننا بهذا الوطن وارحلوا.. أيها المارقون المفسدون، لكم مؤامراتكم على الوطن، لكم حساباتكم فوق الطاولات وتحت الطاولات، لكم عمولاتكم، لكم حصانتكم وجنسياتكم المزدوجة، لكم المدارس الأجنبية لأبنائكم.. ولنا الأرض الخضراء المخضبة بدماء العربي بن مهيدي ومصطفى بن بولعيد وزيغود يوسف وسي الحواس وحسيبة بن بوعلي وبلوزداد ووو.. القائمة طويلة يا وطني وقائمة المفسدين أيضا أصبحت طويلة بعدد الشهداء.. فخذوا ما أردتم وارحلوا.. وإن قلتم وإن ادّعيتم أنكم تحبون الجزائر فاسمعوا.. لا يمكن لمن يحب هذا الوطن أن يسير بسيارة “مرسيدس” على طريق مليء بالحفر.. ولا يمكن أن يعيش في فيلا من يحب الوطن، ويمر كل مساء على البيوت القصديرية.. لا يمكن أن يعيش في هذا الوطن من يعالج في مستشفيات خارج الوطن، والمواطن يموت من نقص الدواء.. من يحب هذا الوطن لا يفسح له الطريق المرافقون الخاصون، بينما يموت الناس انتظارا في زحمة الطريق.. من يحب هذا الوطن لا يقضي عطلته يستمتع بجمال دبي وما توفره من أسباب الراحة، بينما فنادق بلاده تسكنها الصراصير.. من يحب هذا الوطن، لا يشرب الماء المعدني، بينما مازال أبناء الشعب يشربون الماء فيه خليط من مياه الصرف الصحي.. من يحب الوطن لا يدخل أبناءه إلى المدارس الأجنبية ويصرف من المال العام، بينما ترهن الإضرابات مستقبل أبناء الشعب، لأن الأساتذة من أبناء الشعب قهرتهم الحياة والمعيشة الصعبة.. من يحب هذا الوطن لا يرهن مستقبله فوق كرسي متحرك ويجعل صورته مهزوزة وذابلة أمام باقي الأمم.. أيها الناهبون اللامبالون بقيمة هذا الوطن، خذوا ما جنيناه منذ 50 سنة وارحلوا.. إن أردتم ضمانات لنهبكم وسرقتكم وفسادكم، لكم كل ما أردتم.. اتركوا الوطن في سلام.. ببعض من الأمل والعمل نعيد بناء الوطن.. لكن ارحلوووووووا..
مسعودة بوطلعة