حديثي في إطار “معا رشاد”عن:
– قيام العصابة الإنقلابية في مصر بإصدارها حكم، في يوم واحد، على 529 من معارضيها بتهم مفبركة، ومن بينهم المرشد العام للإخوان المسلمون.
-و بعثرة الأموال الجزائرية على شراء مزيد من السلاح، أو بعبارة أدق، الخردة الغربية و الروسية بشكل خاص، فقد ذكرت مصادر دولية متخصصة أن الجزائر إشترت العام الماضي، 2013، ما يزيد عن 12 مليار دولار أ ي مايزيد عن 120ألف مليار سنتيم.
مبلغ ضخم كان يمكن أن ينشء عشرات مصانع الأسلحة، كما فعلت دول أصغر و أفقر من الجزائر مثل بلغاريا وبولونيا و أوكرانيا على سبيل المثال.
والواقع أن جزء مهم من الأموال المخصصة لشراء السلاح تذهب كرشاوي لجيوب كبار الجنرالات، كما أن ذلك يضمن دعما دوليا لهم للبقاء في سلطة مغتصبة.
– وأخيرا ردي على رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش، الذي قال في حوار مطول مع جريدة الخبر يوم أمس 24 مارس 2014، من أن الوحيد الذي يمكنه إحداث التغيير هو الجيش أي كبار الجنرالات الذي يتحكمون في البلاد كلها.
في إعتقادي لقد إرتكب حمروش خطيئة كبرى بقوله ذلك، و أنه مازال أسير النظام الذي كان يوما ما جزء منه رغم أن توصيفه للواقع كان دقيقا إلى حد كبير.
يذكرني ذلك بفرحات عباس، رحمه الله، الذي أصبح فيما بعد أول رئيس لحكومة الثورة، والذي شخص الإستعمار و أمراضه بإمتياز في الأربعينات من القرن العشرين، ولكنه عندما جاء لتقديم العلاج طالب بإصلاحات ضمن النظام الحكم الإستعماري، وقد أثبت التاريخ أنه إرتكب خطيئة كبرى ندم عليها، أيما ندم، فيما بعد.
السلام عليكم اخي الكريم،
شكرا جزيلا على هذا الرد المفعم ضد كل من تسول له نفسه الزج بالجزائر في مستنقع الفوضى والهمجية. ان من ترعرع في حضن النظام وقبل يوما ان يكون جزءا منه، لا يمكن له ولو حدثت المعجزات ان ياتي بالحلول خارج اطار هذا النظام. نعم قد نتضامن ونتآزر مع من كان البارحة يصنع ويزكي هذا النظام ولكن لا يمكن ان نضع الثقة في من تآمر على الشعب وسبح ضد تيار الحرية والكرامة التي لم ننعم بها قط ومنذ اكثر من نصف قرن من زمان.
ان جزائر الكفاح والنضال لا يمكن ان تحكمها هذه المسوخ من اشباه الساسة والعسكرواصحاب الطابور الخامس. وانه لمن سخرية القدر ان يتولى هؤلاء الاقزام وحثالة القوم شؤون بلد بحجم الجزائر. كما انه من العار ان نستنجد بسفاحي الامس و من يحمل مشعل التغيير عبر الرشاش والدبابة. كفانا ضحكا على الاذقان يا اصحاب المعارضات الصورية ويا من شاركتم يوما في تمديد عمر هذا النظام المسخ ويا تقع عليكم المسؤولية التاريخية فيما وصلت اليه الاوضاع من تعفن وفساد في الجزائر. واذا كنتم حقا تؤمنون بالله واليوم الآخر فقولوا خيرا او اصمتوا يرحمكم الله. ان الحرية لا تشترى بثمن، بل هي تؤخذ ولا تعطى واما مغازلة جنرالات فرنسا – اللهم الا اذا كان الكلام موجها لجيل الاستقلال من كبار الضباط فهذا امرا آخرا – من اجل احداث التغيير فهو كطلب التوبة من ابليس. يقول الرسول الكريم ص { خياركم في الجاهلية خياركم في الاسلام اذا فقهوا } ولنتمعن في عبارة خياركم في الجاهلية اي معناها من كان ذو اخلاق وشهامة ومروءة في الجاهلية، وليس من كان ينهب ويفسد ويسفك الدماء بلا حق ولا رحمة.
حتى وان تكلمنا عن الجيش الشعبي الوطني اليوم، فسياسة الفساد والافساد التي انتهجتها الطغمة الحاكمة في الجزائر ومنذ الاستقلال خلقت لنا قوات عسكرية ترتكز على عقيدة علمانية بحتة تفتقر الى وازع ديني يجعلها تغار على عقيدة الامة وشخصيتها، وهذا ما تجلى وبكل وضوح عندما شن جنرالات فرنسا الحرب على الشعب بعد اختياره للجبهة الاسلامية للانقاذ كبديل سياسي لنظام فاسد وفاشل، حيث كان الجيش يطبق الاوامر دون عصيان او تردد على عكس ما كان يمكن ان تقوم به الجيوش المخلصة والمدافعة عن كرامة الشعوب وحريتها.
ان اي ثورة او معارضة او مقاومة لا يكون لها رصيدا عند الشعب محكوما عليها بالموت، وان الارتقاء بالشعب والمجتمع الى فكرسياسي راقي هو العامل الرئيسي في ايجاد وعي حقيقي وبديل صحيح لهذا الواقع. ان المعارضة الشعبوية والمعارضة الجمعوية التي لا تطرح البديل لنظام دخل غرفة الانعاش لا يمكن لها ان تقود الامة الى بر الامان. فالاشكالية ليست في العهدة الرابعة او في وجود شيخ اللصوص في قمة الهرم ومعه شيخ المجرمين السفاحين على رأس المخابرات بل هي في غياب رؤية استشرافية كاملة ومتكاملة لبناء دولة قوية تعبر بصدق عن طموحات شعب يتوق الى الكرامة والحرية في نطاق مبادئ الاسلام وحضارته. ان النظام الجاثم على قلوبنا ومنذ عقود لم يكن له ان ينجح في ادارة شؤون البلاد لاكثر من خمسة عقود لولا ضعف الارادة وغياب الوعي السياسي في اوساط النخبة التي تقف ضد التيار التغريبي الذي كرس الرداءة والتبعية الفكرية والاستلاب الحضاري منذ نصف قرن حتى قيل بأن ما حققته دولة الاستقلال من هذا النصيب لم تستطع فرنسا تحقيقه ابان الحقبة الاستعمارية كلها.
كما انه من المستحيلات السبعين ان يتم التغيير من داخل النظام ومن اناس يحملون نفس التصور ونفس الطروحات الفكرية التي يرددها اصحاب الاصلاح الترقيعي للنظام. هذا الاخير يجب اقتلاعه من الجذور حتى يكون الاصلاح جذريا وتتحقق الغاية المرجوة من التغيير. هذا الاصلاح وحتى يتم يجب عليه ان يطرح الافكار والمفاهيم والمشاريع التي تتماشى مع عقيدة الامة وتحترم شخصيتها. وسيبقى المشكل الرئيسي مطروحا وبالحاح حتى وان غاب الرئيس وغابت معه قيادات الفساد والنهب والتزوير من عسكر ومدنيين. ان المستوى الهابط الذي نزلت اليه بعض اطياف المعارضة ليدل بما لا يدع مجالا للشك عن قلة الزاد الفكري وغياب الرؤية المستقبلية فيما يخص بناء دولة جزائرية بديلة. نتمنى من اخيار هذه الامة ان يتفطنوا ويقفوا ضد ما يحاك من دسائس ومؤامرات ضد بلد الشهداء. كما نتمنى من اصحاب الفكر النير والراشد ان يتحملوا مسؤولياتهم من اجل تنوير المجتمع وتحصينه ضد الافكار والقناعات التي تمجد الاستبداد وتقدس التبعية للغرب على حساب مبادئ الامة وعقيدتها.
مشَّى الباطل يوماً مع الحق
فقال الباطل: أنا أعلى منك رأساً.
قال الحق: أنا أثبت منك قدماً.
قال الباطل: أن أقوى منك.
قال الحق: أنا أبقى منك.
قال الباطل: أنا معي الأقوياء والمترفون.
قال الحق: ?وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون ?.
قال الباطل: أستطيع أن أقتلك الآن.
قال الحق: ولكن أولادي سيقتلونك ولو بعد حين.
ملاحضة صائبة
فالسيد حمروش يريد ركوب موجة التغير ليحافظ علئ مكاسب قديمة