لندن ـ خدمة قدس برس
انتقد الديبلوماسي السابق العضو المؤسس في حركة “رشاد” الجزائرية محمد العربي زيتوت قرار الحكومة البريطانية بإجراء تحقيق عاجل حول جماعة “الإخوان المسلمين” ونشاطها في بريطانيا بسبب المخاوف من قيامها بأنشطة متشددة، واعتبر ذلك “قرارا بائسا وخاطئا” قال بأن “من شأنه أن يضيق مساحات العمل أمام التيارات السياسية السلمية ويشجع التشدد في العالم العربي من حيث دعمه لأنظمة حكم استبدادية فاسدة”.
وأكد زيتوت في تصريحات لـ “قدس برس” عن ثقته بأن أي تحقيق نزيه لا يمكن أن يدين الإخوان على الإطلاق، لأنهم لا يؤمنون بالعنف وسيلة للعمل السياسي، وقال: “لا أخشى من التحقيق بشأن مزاعم حول علاقة الإخوان بالإرهاب، لأنني أعرف أن تيار الإخوان المسلمين مسالم ولم ينزلق للعنف منذ ستينات القرن الماضي، وقد أثبتت الجماعة بالملموس أن سلميتها أقوى من الرصاص، وأنها قاومت حملة عبد الناصر والسادات ومبارك بل وحتى الانقلاب العسكري الذي قتل منهم الآلاف ويتم الآلاف وشرد عشرات الآلاف لم يواجهوه إلا بالسلمية والصدور العارية، ومن هنا فإن أي تحقيق نزيه لا يمكن إلا أن ينتهي إلى هذه النتيجة”.
لكن زيتوت أعرب عن خشيته من أي انحياز سياسي غربي لصالح دعم الأنظمة العربية الدكتاتورية لتصفية حساباتها مع تيار الإسلام السياسي ممثلا في الاخوان المسلمين، وقال: “نحن في الجزائر نمتلك تجربة مرة وقاسية، حيث أن الذين نفذوا الانقلاب عام 1992 وقتلوا مئات الآلاف من الجزائريين وشردوا مثلهم ويتموا عشرات الآلاف من الجزائريين ورملوا عشرات الآلاف من الجزائريات، تمكنوا من إقناع الغرب من أنهم يحاربون جماعات إرهابية، لأن هذه الحكومات كانت لديها القابلية للاقتناع بذلك، وقد انحاز لهم الغرب في ذلك.
وقرار الحكومة البريطانية اليوم بشأن الإخوان يأتي في سياق الحرب التي تشنها ذات العصابات الانقلابية في الأجهزة العسكرية العربية ضد الإخوان، وهو استجابة صريحة لضغوط لوبيات المال العربي المتصهين، خصوصا السعودي والإماراتي، ولكن أيضا تحت ضغوط القوى الصهيونية، الذين يعرفون أن الحكام العرب هم خط الدفاع الأول عن احتلالهم لفلسطين، وأقوى هذه المجموعات العسكرية هي المجموعة المصرية بقيادة عبد الفتاح السيسي، الذي يخنق فلسطين بالتنسيق المباشر مع الاحتلال الصهيوني”.
ورأى زيتوت أن الحكومة البريطانية سترتكب خطأ في قرارها المتهم للإخوان بـ “الإرهاب”، وقال: “علاوة على أن القرار البريطاني بشأن الإ خوان هو نوع من أنواع الخضوع للوبي المال العربي المتصهين، حيث دخلت السعودية والإمارات في معركة مع الشعوب العربية، فإنه قرار يعطي فهما خاطئا لدى الرأي العام العربي والإسلامي، حيث أنه يتضمن إيجاء بأن هناك شكوكا حول تورط الاخوان في الارهاب، وهذا سيعطي المبرر للقوى المتشددة التي تؤمن بالعنف لإزالة أنظمة التعذيب و القهر و النهب لتقول للإخوان بأن سلميتكم التي تقولون بأنها أقوى من الرصاص لم تنفعكم وأن الكل يرفضها حتى الحكومات الغربية التي تدعي الديمقراطية و الدفاع عن حقوق الإنسان، وها هو يتحالف مع سجانيكم وقاهريكم ضدكم”.