قلَل العضو المؤسس في حركة “رشاد” الجزائرية المعارضة الديبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت من أهمية انعقاد أعمال الدورة الـ 17 للمؤتمر الوزاري لدول حرکة عدم الإنحياز علي مستوي وزراء الخارجية اليوم الاربعاء (28|5) في الجزائر، واعتبر ذلك محاولة “يائسة” لإحياء “كيان أصبح للأسف ميتا واستخدامه الآن لتبرير سياسات قهر الشعوب وقتلها وإخضاعها لأنظمة الاستبداد والفساد”.
ورأى زيتوت في تصريحات خاصة لـ “قدس برس” أن إطار دول عدم الانحياز الذي تأسس في أعقاب الحرب العالمية الثانية على هامش الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي والشرقي، قد انتهى وتآكل وأن كثيرا من دوله الفاعلة عند التأسيس استحالت الآن إلى دول دكتاتورية أو داعمة لها، وقال: “لم يعد هناك كيان يمكن القول بأنه ضمن محور دول عدم الانحياز، ربما كان ذلك في السنوات الأولى ابان حركات التحرر الوطني من الاستعمار المباشر، أما اليوم فإن الدول والتنظيمات الثورية التي أسست حركة عدم الانحياز نفسها إما أنظمة تقهر شعوبها أو أنها منخرطة في حروب لقهر شعوب دول أخرى، ومثال ذلك النظام الجزائري والنظام المصري واليوغسلافي سابقا والإيراني”.
وأضاف: “لقد استحالت حركة عدم الانحياز إلى منبر لإطلاق خطابات لا أثر لها على الواقع، وأعطت آمالا سرعان ما تبين أنها سراب. فالأنظمة الجزائرية والمصرية والإيرانية وكلها من الدول الفاعلة في إطار دول عدم الانحياز تحولت إلى أدوات لقهر الشعوب، إذ أن إيران احتضنت الاجتماع الأخير لهذه الدول عام 2012 تلتها بعد ذلك الجزائر هذه الأيام، وكلاهما متورط في قهر شعبه والمساهمة في قهر شعوب عربية وإسلامية أخرى، فالنظام الجزائري ليس منخرطا في ذبح شعبه فقط، بل إن رئيسه نفسه أكد لجنرال أمريكي هو قائد ما يسمى بالآفريكوم في2009 ، أنه لو كان على حدود غزة لفعل ما فعله الرئيس المصري حسني مبارك من حيث حصاره لقطاع غزة، بينما كانت فلسطين على رأس أولويات دول عدم الانحياز يوم تأسست، أكثر من ذلك فالنظام الجزائري اليوم متورط في إعادة الاستعمارلدول في إفريقيا خاصة في منطقة السحل ويدعم التواجد الفرنسي و الأمريكي بلا حدود”.
وأضاف: “كذلك النظام الإيراني متورط ليس فقط في ذبح بعض شعوبه غير الفارسية، بل متورط في دماء العراقيين والسوريين، وقد كان شريكا “هادئا” في الاحتلال الغربي للعراق وأفغانستان، كما أن جنرالات مصر اليوم لايخنقون الشعب المصري وحده فقط من خلال الانقلاب العسكري، وإنما أيضا من خلال معاداتها المعلنة لفلسطين وللمقاومة ولحركة “حماس” أحد أهم التعبيرات السياسية والعسكرية للمقاومة الفلسطينية، وبالتالي حركة عدم الانحياز تلاشت وانتهت ولم تعد كيانا له أي معنى”.
وأشار زيتوت إلى أن دول عدم الانحياز تحول إلى إطار للثورات المضادة، وقال: “لقد أفرغت دول عدم الانحياز من محتواها، ويتم استخدام هذا الإطار اليوم كأحد أدوات الثورات المضادة، فالنظام الجزائري مثلا ليست منحازة للغرب فقط وإنما هي عميلة له بشهادة المسؤولين الفرنسيين، ومصر كذلك، والنظام الإيراني مشروعه في العراق وسورية وحتى في أفغانستان لا يحتاج إلى دليل، وبالتالي الاجتماع الذي تحتضنه الجزائر هذه الأيام لدول عدم الانحياز ليس مهزلة فقط، بل هو جريمة تنتهك بحق أموال الجزائريين من حيث صرفها على أجهزة وبيروقراطيين شركاء في قتل الشعوب وإخماد تطلعها إلى الحرية”، على حد تعبيره.
لندن ـ خدمة قدس برس
http://www.qudspress.com/?p=155722