أيها السادة المجتمعون في الجزائر العاصمة اليوم في إطار التنسيقية، إذ نشجعكم على هذه المبادرة التي تجمع من تنازعوا وتفرقوا لسنين مديدة، فإننا نذكركم، ونذكر أنفسنا معكم، أن الجماعة الحاكمة لم تؤمن يوما بالحوار ولا بالتغيير الذي يهدف لإصلاح الأوضاع، حقا، إلا مرة واحدة عندما فرض عليها الجزائريون ذلك، قسرا، في إنتفاضة أكتوبر88.
ولأنكم تريدون الحل السلمي المتفاوض عليه، فإنهم لن يلقوا لكم بالا و لن يعيركم إهتماما، إذا لم يكن بأيدكم أدوات ضغط لفرض ذلك، ومن بينها:
أولا، أن تقولوا لهم صراحة، وتؤمنوا أنتم بذلك، أن رفض التغيير سيحتم اللجوء إلى الشارع، فعلا وفي أسرع وقت، خاصة في العاصمة.
ثانيا، أن تنسحبوا، حقا وفي أسرع وقت، من “المجالس المنتخبة” مجالس العار، التي أنتم أول من يقول أنها ثمار التدليس و التزوير.
دون ذلك فإنكم تضيعون وقتكم وتوهموا الناس بالسراب، مما سيعمق اليأس ويضاعف الخراب الزاحف والكوارث المتعاظمة.
سينهار هذا النظام لا محالة، بكم أو بدونكم، ولعل ذلك أقرب مما يتصور الكثيرون، إنما هي فرصة لكم لتكونوا حقا فاعلين و جادين وصادقين فيما تقولون.
وبالله التوفيق.
محمد العربي زيتوت