بسم الله الرحمن الرحيم
مركز الثورة العربية للأستشارات العسكرية
التحالف الثلاثي الأمريكي الروسي الايراني في مواجهة الثورة الشعبية في العراق
من خلال قرأة ومتابعة أحداث الثورات العربية نجد أن هناك توافقاً امريكيا روسيا ايرانيا على أجهاض الثورات وعرقلة بلوغها أهدافها، ووقوفها الى جانب الأنظمة المستبدة التي ترفضها الشعوب في مختلف المجالات السياسية والمحافل الدولية وفي مجال الدعم العسكري واللوجستي والمخابراتي والأعلامي. هذا التوافق يبرز بوضوح تام في الثورات السورية والعراقية ودعم نظام بشار والمالكي التابعين للمشروع الإيراني التوسعي.
وفي الثورة العراقية لم يسجل لهذهالدول موقفاً واحداً داعماً لحقوق الشعب منذ أنطلاقة الأعتصامات الشعبية في مطلع 2013 ضد حكومة طائفية فاسدة الحقت بمارساتها القمعية الظلم والتهميش والاقصاء والتهجير بحق شرائح رئيسية في المجتمع.
لقد سارع هذا التحالف بدعم واسناد حكومة المالكي وأجهزتها القمعية حال أنطلاق الثورة المسلحة من أرض الانبار والفلوجة دفاعا عن الشعب ومدنه الآمنة قبل ستة أشهر بأدعاء مكافحة الارهاب لتظليل وخداع شعوبها والرأي العام الدولي. لقد أزداد هذا الدعم وبالشكل العلني منذ تحرير مدينة الموصل وهزيمة الجيش الحكومي في 10 حزيران الماضي لإيقاف زخم تقدم الثوار وعرقلة تحرير المدن من سيطرة القوات الحكومية المعتدية ومن ثم الاندفاع نحو العاصمة بغداد.
نسلط الضوء على نوع وماهية الدعم الذي يقدمه التحالف الثلاثي على ارض الواقع
الولايات المتحدة الامريكية
تقدم أمريكا الدعم العسكري والسياسي والمخابراتي أنطلاقاً من كونها دولة الاحتلال وراعية العملية السياسية الحالية والتزام الجانب الامريكي في بنود الاتفاقية الاستراتيجية الامنية الموقعة بين الجانبين العراقي والامريكي. وقدم الجانب الامريكي الاتي في الوقت الراهن
– أرسال 500 مستشار عسكري تتراوح المهام بين التخطيط وادارة العمليات والاستخبارات والحماية
– فتح 2 مركز لادارة العمليات في مقر السفارة الامريكية في بغداد وقد حققت عناصر تلك المراكز لقاءات تنسيقية مع قيادة عمليات بغداد وقيادة القوات البرية
– أرسال فرق تقييم أداء القوات الحكومية المنهارة.
– تجهيز القوات الحكومية ب 15 مليون قطعة ذخيرة و7000 منظومة سلاح وقذائف دبابات وصواريخ (هل فاير) .
– – نشر طائرات مسيرة بدون طيار للرصد ومراقبة التحركات باتجاه العاصمة بغداد
– تخصيص 35 طلعة جوية للاستطلاع المسلح فوق الاراضي العراقية وبالذات المدن المحررة
– تزويد الجانب الحكومي بالمعلومات المخابراتية عن نشاط وتحركات الثوار .
النظام الايراني
ينطلق النظام الايراني بدعمه لحكومة بغداد من كونها تمثل أحد أقطاب المشروع الايراني الطائفي التوسعي ، لقد أستنفر هذا النظام كل قدراته السياسية والاعلامية والدينية والعسكرية والمخابراتية للوقوف الى جانب الحكومة وأجهزتها القمعية، والنظام الايراني يخشى نجاح الثورة وفقدان الهيمنة على العراق ومن ثم الانتقال الثورة الى داخل إيران لاسيما وأن الظروف مهيئة تماما ً لانطلاق ثورة الشعب والقوميات التي تعاني من الاقصاء والتهميش. نوجز مايقدمه النظام لصالح حكومة المالكي وقمع الثورة
– أطلاق التفاوى والتصريحات لدعم الحكومة وقتال الثوار لأعتبارات طائفية.
– دعم سياسي وأعلامي على نطاق واسع
– نشر 10 فرق متطوعين وحرس على الحدود الايرانية – العراقية جاهزة للتدخل عند الطلب تحت غطاء حماية المقدسات
– فتح مركز تنصت وأستمكان في قاعدة الرشيد الجوية في بغداد للتنصت على مكالمات ومحطات الثوار ورصد تحركاتهم
– نشر طائرات بدون طيار نوع أبابيل في قاعدة الرشيد الجوية للاستطلاع ورصد نشاطات الثوار تحديدا في العاصمة ومحيطها.
– أرسال 300 خبير من فيلق القدس تحت آمرة الجنرال قاسم سليماني للمساعدة في التخطيط وادارة العمليات وتقدير الاحتياجات وتقييم الاداء
– أرسال الاسلحة والمعدات وأجهزة الاتصال والذخائر عبر رحلات يومية بطائرات النقل الكبيرة.
– تدريب وأستنفار المليشيات الطائفية للحشد في العاصمة وديالى وصلاح الدين
– تنشيط العمل الاستخباري لجمع المعلومات عن الثورة وتزويد قوات المالكي بها
– تزويد الحكومة بثلاثة طائرات نوع سوخوي 25 تقاد من قبل طيارين ايرانيين
– تخصيص فرق صيانة وتسليح في القواعد الجوية والمطارات تقوم بمهام تسليح الطائرات بالقنابل والبراميل المتفجرة.
– الايعاز الى النظام السوري التابع لأرسال طائراته وتنفيذ طلعات جوية ضد الثوار داخل الاراضي الوطنية العراقية
الجانب الروسي
روسيا بوتين تسعى ان يكون لها دور مهم في المنطقة الى جانب الدور الامريكي وضمان مصالحها، والدور الروسي في العراق يأتي أنسجاماً مع ماتقدمه لنظام الأسد في سوريا وبما يتناغم مع الموقف الايراني،ويتحدد الدور الروسي بالاتي:
– دعم سياسي تمثل بأتصال الرئيس الروسي بوتين بالمالكي وأسناده في مايسمى الحرب ضد الارهاب، فضلا على تصريحات وزير الخارجية الروسي (لافروف) المؤيدة للحكومة .
– تجهيز الحكومة بعشرة طائرات سوخوي 25 مستعملة على جناح السرعة وبطيارين روس مرتزقة لضرب الثورة.
– الاسراع بتنفيذ عقود التسليح وتزويد الحكومة بالاسلحة والذخائر والمدفعية .
– تقديم معلومات مستخلصة من الأقمار الصناعية.
تبقى أرادة الشعب العراقي أقوى من المؤامرات والتدخلات الدولية وبسالة الثوار في الميدان أقوى من ترسانة الاسلحة التي صرفت عليها المليارات من الدولارات وهذا ما أثبتته معارك تحرير الموصل وصلاح الدين والانبار وديالى وهروب الجيش الحكومي تاركاً أسلحته ومعداته في أرض المعركة.
الدكتور صباح العجيلي
4 يوليو 2014