الكاتب تركي الجاسر
نشر في : الثلاثاء 15 يوليو 2014 –
التعاطف مع ما يجري في غزة والغضب على الصهاينة لا يعني بالضرورة إدراك كثير من المتعاطفين لما يجري في أبعاده الحقيقية ولا استيعاب جذور المشكلة. وبسبب تقادم الزمن وتغير المعطيات الاجتماعية والديموغرافية والحملات الموجهة، انطمست كثير من الحقائق وزُوّرت حقائق أخرى فصارت الأجيال الأخيرة بحاجة ماسة لإعادة تصور القضية الفلسطينية من جديد. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بإحياء الحقائق المطموسة وإزالة التزوير والتحريف عن حقائق أخرى، وتصحيح الصورة الكاذبة التي صنعتها المؤامرة العالمية عن هذه القضية. هذه محاولة لطرح نماذج من هذه الحقائق بمفرداتها البسيطة كمنصة انطلاق لفهم القضية الفلسطينية (١).
الحقيقة الأولى: حدود فلسطين
الصورة المنطبعة في ذهننا عن فلسطين بخريطتها الحالية المستطيلة وخطوط حددها المستعمر، ليس لها أصل في تاريخنا الإسلامي. فلسطين جزء من بلاد الشام في قلب الكيان الإسلامي في كل مراحل الحكم الإسلامي من الخلافة الراشدة إلى الأموية إلى العباسية إلى العثمانية. صحيح أن اسم المنطقة فلسطين اسم قديم، لكن لم تتشكل بهذه الحدود إلا بعد الاستعمار البريطاني، وتأسيس الأقطار المجاورة بشكل مصطنع. وطول أمد التشكيلة القطرية التي أقيمت على أساس “سايكس بيكو” ورسوخها في الذهنية العربية يجب أن لا يشطب هذه الحقيقة، فلا تصح عقيدة المسلم إلا بمفهوم إسلاميّ للانتماء ووحدة الأمة. وهذا يعني أنه لا يمكن أن يكتمل الشعور بالمسؤولية تجاه فسلطين إلا باعتبارها قلب كياننا الإسلامي الكبير يحمل مسؤوليتها كل مسلم بنفس ما يحمله الفلسطيني المقيم هناك (٢).
الحقيقة الثانية: تهجير شعب وتوطين شعب
جوهر قضية فلسطين هو إزاحة شعب عربي مسلم من أرضه وتهجيره وإحلال يهود قادمين من أصقاع الأرض محله، ثم صناعة دولة اسمها إسرائيل. ومع الزمن شطبت هذه الحقيقة وفرض واقع جديد اعترفت به المحافل الدولية وكل الدول العربية، وتفرغ الإعلام الموجه (عالميًا وعربيًا) لصياغة ذهنية عربية لا تعرف شيئًا عن أصل القضية. صاحبَ ذلك قمع شديد لجذوة المقاومة من قبل أجهزة المخابرات العربية مدعومًا بمؤامرات متواصلة لإنهاء المقاومة عسكريًّا وسياسيًّا ومعنويًّا. في هذا الجو المحرّف، ظهرت الأجيال الجديدة وهي تُـلقّن أن قضية فلسطين محصورة في احتلال “دولة إسرائيل” لأراض عربية سنة ١٩٦٧ دون أي إشارة إلى أن هذه الدولة من أصلها باطلة. وبناء على هذا الفهم المحرف أعيد تشكيل القضية حتى صار أقصى مراد الفلسطينيين إخراج إسرائيل من المناطق المحتلة عام ٦٧. ولولا العامل الديني لم يعد أحد يفكر بالعودة للأصل، وهو أن إسرائيل كلها دولة مسخ ولا حل إلا بأن يحكم الإسلام المنطقة كلها ويعود أهل فلسطين ويتم التعامل مع اليهود بما يفرضه الإسلام (٣).
الحقيقة الثالثة: الصهيونية واليهودية
كثير من الناس لا يعرف حقيقة المشروع الصهيوني الذي يناقض اليهودية في مسألة أساسية وهي اجتماع اليهود في فلسطين. الشريعة اليهودية تمنع اجتماع اليهود في إسرائيل إلا تحت راية المخلص، ولم يمكن جمعهم بهذه الطريقة إلا بالحيلة الصهيونية التي قلبت الفكرة وجعلت اجتماع اليهود في فلسطين وتأسيس دولة يهودية ضرورة لظهور المخلّص. ومما لا يعرفه الكثير، فإن الصهاينة علمانيون بل إنّ كثيرًا منهم ملحدون وتبنوا اليهودية كمشروع قومي لخدمة “قومهم” بطريقة فيها التفاف على الديانة نفسها (٤). وبعد أن قامت الدولة اليهودية (إسرائيل) أصبح للصهاينة اليد العليا على اليهود المخالفين، فنجحوا في تغيير المؤسسة الدينية اليهودية لتكون متبنية للمشروع الصهيوني. ولم يقتصر هذا التغيير على داخل إسرائيل، بل اضطرت كلّ المؤسسة الدينية اليهودية في العالم أن تتغير لصالح المشروع الصهيوني ولم يبق من الحاخامات معترضًا على المشروع إلا القليل (٥).
الحقيقة الرابعة: الاستعمار والصهيونية
لم يكتب للمشروع الصهيوني التمكين إلا بعد أن تبنته القوى الاستعمارية (الأوربية) في بداية القرن العشرين الميلادي، وذلك لتحقيق عدة أهداف استعمارية. أول الأهداف التخلص من الفائض اليهودي المزعج في أوروبا، وثاني الأهداف تصدير هذا الفائض ليكون كتلة بشرية في وجه العرب. وهذا لا يمكن إلا بتأسيس دولة لليهود في قلب العالم العربي يوفر على الاستعمار مواجهة روح النضال العربية التي كانت أقوى أشكال الإزعاج للاستعمار الغربي. وهنا اتفق مراد الصهاينة مع الرغبة الاستعمارية فحظي بدعم هائل كان مشروع بريطاني متكامل أقوى نماذجه، بدأ بوعد بلفور وانتهى بإعلان دولة إسرائيل سنة ١٩٤8 (٦). وحظي المشروع الصهيوني بتأييد كل الأحزاب الأوربية تقريبًا بما في ذلك الحزب النازي الألماني؛ لأن الصهيونية توفر على النازية تحقيق مرادها الكبير وهو التخلص من اليهود دون أن تضطر لطردهم أو إفنائهم (٧).
الحقيقة الخامسة: الصهيونية والغرب مَن الخادم ومَن المخدوم؟
بقي المشروع الصهيوني خادمًا لمراد الاستعمار إلى أن تأسّست دولة إسرائيل، حيث توفرت للصهاينة فرصة صناعة لوبيات قوية في كل الدول الغربية، ومن ثمّ قلب المعادلة والتحكم بالدول الغربية. ونجح المشروع الصهيوني من خلال الإعلام والمال والاختراق السياسي في تسخير قدرات هذه الدول وقوتها لصالح إسرائيل. ووصل هذا المشروع ذروته في حرب حزيران ١٩٦٧ حيث كان التعاطف الغربي مع إسرائيل شعبيًّا ورسميًّا في قمته. وبدأ هذا التعاطف ينحسر ببطء شديد بعد أن أدرك بعض الساسة الغربيين أن إسرائيل تحولت إلى عبء أكثر من خادم لمصالحهم. لكن هذا الإدراك ليس بالقوة الكافية التي تواجه ثقل وقوة وضغط اللوبيات الصهيونية التي أوجدت هيبة حقيقية لإسرائيل في الوجدان الغربي (٨).
الحقيقة السادسة: الدعم الأمريكي متى وكيف؟
الدعم الأمريكي الهائل لإسرائيل الذي نراه اليوم لم يكن مرتبطًا بالجزء الأول من المشروع الصهيوني، وكانت أول خطوة نوعية في تأييد إسرائيل متأخرة نسبيًّا، هي الاعتراف بالكيان الصهيوني سنة ١٩٤٨. والسبب هو أنّ الصهاينة ركّزوا على أوروبا في بداية مشروعهم؛ لأن القوى الاستعمارية كانت في أوربا وحين لاحظوا صعود نفوذ أمريكا استخدموا الجزء الثاني من مشروعهم، وهو اللوبيات للتأثير على القرار الأمريكي لصالح إسرائيل. وفي الحقيقة بقي التأثير الصهيوني على أمريكا أقل من أوروبا إلى بداية الستينيات، والدليل الموقف الأمريكي الرافض للعدوان الثلاثي على مصر (٩). وبعدها تنامت قوة اللوبيات الصهيونية في أمريكا حتى صارت مصالح إسرائيل مقدمة على مصالح أمريكا القومية (١٠). وقد اكتشف الصهاينة النزعة البروتستانية الإنجيلية في أمريكا، التي توافق الصهاينة في فكرة وطن لليهود في أرض الميعاد، للتهيئة للمخلّص فاستثمروها إلى أبعد حد في التأثير على المتدينين الأمريكان (١١).
الحقيقة السابعة: السبب نحن وليس هم
لم يكن الصهاينة لينجحوا رغم كل الدعم الاستعماري لو كان المسلمون في حالة تماسك وقوة، لكن المسلمين حين انطلق المشروع الصهيوني كانوا في أدنى حالاتهم في الثقة بالنفس وقوة الانتماء والشعور بالمسؤولية. وقد تراكم الهبوط الحضاري للمسلمين في أواخر عهد الدولة العثمانية إلى أن وصلوا لما سماه مالك بن نبي بـ “القابلية للاستعمار” (١٢). واستمر الهبوط الحضاري وضعف الانتماء عند العرب والمسلمين بعد مشروع سايكس بيكو، وإحلال مفاهيم الوطنية والقومية وأتمّ الصورة تسلط حكام خادمين للمشروع الصهيوني في إبعاد العرب والمسلمين عن انتمائهم الحقيقي. وتدهور حال الحكومات العربية من موقف المحارب لإسرائيل ولو شكليًّا، إلى الاعتراف بدولة إسرائيل والدخول في سلام معها إلى التطبيع مع إسرائيل، وأخيرًا إلى التعاون مع إسرائيل ضد المقاومة الفلسطينية. وإذا كانت بعض الحكومات تعلن التنسيق الصريح مع إسرائيل ضد المقاومة الفلسطينية وخاصة الإسلامية منها، فإن حكومات أخرى تعمل الشيء ذاته أو ما يشبهه دون أن تعلن أو تصرح (١٣).
الحقيقة الثامنة: من هو الضامن لأمن إسرائيل؟
من الملاحظات العجيبة أن إسرائيل لم تتعرض خلال الأربعين سنة الماضية (منذ ١٩٧٠م) إلى هجوم للمقاومة من أي دولة عربية محاذية لإسرائيل إلا من لبنان. التفسير الوحيد لهذه الملاحظة يمكن استنتاجه من معرفة الفرق بين لبنان والدول العربية الأخرى، وهو أن كل الدول فيها سلطة مركزية قوية إلا لبنان. ولنفس السبب كانت الأردن مصدر هجمات للمقاومة قبل أيلول الأسود، حين كانت سلطة الحكومة المركزية لا تكفي للسيطرة على حركة المقاومة الفلسطينية. الاستنتاج البسيط من هذه الملاحظة هو أن الحكومات العربية هي التي تحمي إسرائيل وتمنع الهجمات عليها، وبذلك فإن هذه الحكومات عمليًّا هي الضامنة لأمن إسرائيل. ولنفس السبب لم تتوقف الهجمات من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة إلا بعد تأسيس السلطة الفلسيطينية، ومن ثم أدائها لنفس المهمة التي تؤديها الحكومات العربية بل بمستوى أكثر فعالية من خلال التنسيق الأمني الصريح مع الصهاينة. أما في لبنان فقد تمكنت القوى العالمية من الاستفادة من حزب الله كبديل للسلطة المركزية، حيث سُمح له بالسلطة المطلقة في جنوب لبنان مقابل منع الفصائل الفلسطينية من أي نشاط ضد إسرائيل (١٤). ولم يبق بعد ذلك مصدرٌ لإزعاج إسرائيل إلا غزة بسبب سيطرة حماس عليها ولو كُتب أنها تحت يد السلطة لانتهت المقاومة تمامًا (١٥).
الحقيقة التاسعة: الخط البياني السياسي والخط البياني الشعبي
حين خنعت الحكومات أمام جبروت المشروع الصهيوني، كان الناس يعودون رويدًا رويدًا لهويتهم، بدءًا بـ”الصحوة” ومرورًا بالظاهرة الجهادية وانتهاء بالربيع العربي. ولو كان الأمر متروكًا للحكومات، لربما نجحت إسرائيل أن ترغم أنوفنا بالأمر الواقع، ومع كل ذلك فالزخم العام في مسيرة الانتماء لم يكن -ولن يكون- خاضعًا لطغيان حاكم ولا لسلطة مستبد. ولولا وحدة الهوية وقوة الانتماء، لما كانت الثورات العربية قادرة على اقتحام الحدود لتنفجر في أكثر من بلد، وتلحظها بركانًا على وشك الانفجار في بلدان أخرى. والمتبنون للمقاومة ليس لديهم إمكانات إسرائيل الإعلامية والسياسية والعسكرية، فضلًا عن أنهم لم يسلموا من خذلان الحكام الخونة وملاحقتهم ومساعدة إسرائيل في حصارهم. لكن العودة الكبيرة للهوية هونت عليهم المهمة وغيرت المعادلة وقلبت ميزان المعركة بجدارة؛ لأن المعركة تغذت بزخم شعبي غير خاضع لكيد الحكام. وفي حين كان الخط البياني للقوة السياسية والعسكرية العربية الإسلامية في انحسار، كان الخط البياني للهوية والانتماء في صعود بطيء لكنه أكيد. هذا الزخم الشعبي سيصنع عاجلًا أو آجلًا تغييرات “خلاقة” تقضي على الحكومات العربية المدافعة عن إسرائيل، ويجعل الشعوب العربية المجاهدة وجهًا لوجه مع الكيان الصهيوني بدون جيوش عربية تحمي إسرائيل (١٦).
الحقيقة العاشرة: القومية والوطنية مقابل الإسلامية
موقفنا تجاه قضية فسلطين، هل هو تعاطف عنصري (قومي) مع شعب من شعوبنا العربية طرد من أرضه؟ أم هو رفض لجسم غريب تمت زراعته داخل كيان الأمة العربية المسلمة؟ النموذج الأول، وقوده لا يتجاوز غضب مؤقت لجيل أو جيلين ومصيره الذبول والانحسار والرضا بالأمر الواقع، مهما كانت المعاناة كما حصل في برامج الاستيطان الأوروبية في الأمريكيتين واستراليا ونيوزيلندة. أما النموذج الثاني، فوقوده تاريخ وثقافة ووجدان وإيمان وانتماء ومسؤولية متجددة، لا يذبل مع الزمن ولا ينحسر مع الضغوط. النموذج الأول لا يتحمل مسؤوليته إلا الشعب المعنيّ بالأمر، وقليل ممن يتعاطف معه من أفراد ومؤسسات وشعوب بنشاط مؤقت محدود التأثير. أما النموذج الثاني، فيتحمل مسؤوليته كل المسلمين بشعور مصيري مرتبط بذات الهُوية والانتماء. النموذج الأول لا يهمه من له الغلبة والسلطة والمهم أن يعود العربي إلى أرضه وبيته ومزرعته. النموذج الثاني لايرضى إلا بعودة الغلبة والهيمنة للمسلمين وسلطانهم ومنهجهم وشريعتهم. ولهذا السبب تحولت كثير من فصائل المقاومة الوطنية (النموذج الأول) إلى أدوات تنسيق مع إسرائيل، بعد أن تخلت عن مبادئها بينما صمدت الفصائل الإسلامية (النموذج الثاني) بتحمل كامل تبعات القضية (١٧).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش:
(١) حتى المتخصصين بالقضية الفلسطينية تفوت عليهم بعض الحقائق، ليس بسبب جهلهم بها لكن بسبب تعرضهم لما تعرض له كثير من أبناء الأمة من إعادة تركيب لذهنيتهم طبقًا لمنهجية غير منضبطة بمرجعية إسلامية في فهم التاريخ والأحداث.
(٢) هذه إحدى الخرائط التي تبيّن توزيع الولايات التابعة للدولة العثمانية في أواخر عهدها، وفيها يتضح أن المعالم الحالية لفلسطين ليس لها دخل بذلك التوزيع.
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:Ottoman_Syria_1900-ar.svg
(٣) حتى الفصيل الأكبر من الفصائل الفلسطينية الوطنية “فتح” جعلت أقصى أمانيها التمتع بسلطة داخل أراضي ٦٧ بما يصاحبها من خنوع كامل لإسرائيل وقمع للمقاومة. للمزيد راجع كتاب: “القضية الفلسطينية: خلفياتها التاريخية وتطوراتها المعاصرة” للدكتور محسن محمد صالح.
(٤) النظرية الصهيونية التي قلبت فكرة اليهود من رفض الدولة بسبب انتظار المخلّص إلى الإيمان بالدولة سعيًا للاستعداد لخروجه، شبيهة جدًّا بنظرية ولاية الفقيه التي قلبت الفكرة عند الشيعة من رفض الدولة بسبب انتظار المهدي إلى الإيمان بالدولة سعيًا لتهيئة الأرض لخروجه.
(٥) من الجماعات اليهودية القليلة التي صمدت حتى الآن في التشبث بالتعاليم اليهودية الأصلية برفض التجمع هي حركة “ناطوري كارتا” التي تتحرك بنشاط ضد دولة إسرائيل ولها مراكز في عواصم كثيرة في العالم. وعلى كل حال، فمن إرادة الله أن يجتمع اليهود حتى يتحقق وعد الله للمسلمين بالقضاء عليهم كما جاء في الحديث الصحيح: “لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، حتى يقول الحجر وراءه يهودي: تعال يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله!”.
(٦) من أجمل من كشف الدور البريطاني الممنهج والمدروس في التمكين للصهاينة في فلسطين وثائقي “النكبة” في قناة الجزيرة:
(٧) راجع كتاب الصهيونية والنازية ونهاية التاريخ للدكتور عبد الوهاب المسيري -رحمه الله- حيث كمية ضخمة من المراسلات بين المنظمتين تثبت اتفاق الأهداف تجاه اليهود.
(٨) هذا لا يعني أن الغرب لم يعد مستفيدًا من بقاء إسرائيل؛ فبعض الساسة الغربيين يعتقدون أن إسرائيل ازدادت أهميتها بعد عودة الروح الإسلامية للشعوب العربية، بل إنّ خوسيه أزنار رئيس وزراء إسبانيا السابق قال صراحة “الغرب ينهار بانهيار إسرائيل”.
http://aljazeera.net/news/international/2010/6/17/%D8%A3%D8%B2%D9%86%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D9%8A%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%B1-%D8%A8%D8%A7%D9%86%D9%87%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84
(٩) العدوان الثلاثي هو الحرب التي شنتها بريطانيا وفرنسا وإسرائيل للسيطرة على قناة السويس سنة ١٩٥٦ ورفضتها أمريكا تجاوبًا مع تهديد الاتحاد السوفيتي وضغطت على الجميع للانسحاب.
(١٠) تحدث بعض الأمريكان بخجل عن هذا الموضوع لكن كتاب: The Israel Lobby and U.S. Foreign Policy للمؤلف John J. Mearsheimer ناقش المسالة بصراحة وبسببها اتهم بمعاداة السامية.
ويمكن الرجوع لكتاب: “من يجرؤ على الكلام” للسيناتور بول فيندلي لمعرفة حجم تأثير اللوبي اليهودي على صانع القرار الأمريكي.
(١١) راجع كتاب البعد الديني في السياسة الأمريكية تجاه الصراع العربي الإسرائيلي أطروحة دكتوراه، للدكتور يوسف الحسن.
(١٢) كتاب شروط النهضة لمالك بن نبي والذي اشتهرت فيه عبارة “القابلية للاستعمار”. وهو من أفضل الكتب في تفسير حالة الهبوط الحضاري في مقابل شروط النهضة الحضارية.
(١٣) المشكلة ليست إعلان دولة من الدول العربية ولاءها الصريح لإسرائيل وعدائها الصريح لحماس، لكن المشكلة هي نجاح الإعلام والتعليم في البرمجة الكلية للرأي العام لإيجاد دعم شعبي، ولو جزئي، لهذا الوضع الخاين.
(١٤) لم يكن إخراج الفلسطينيين من لبنان سنة ١٩٨٢ بذاته سببًا في توقف العمليات، والدليل استمرار العمليات ضدّ إسرائيل بعد خروج الفسلطينيين من بيروت ولم تتوقف مشاكل إسرائيل من لبنان إلا بعد التفاهم مع حزب الله سنة ٢٠٠٦.
(١٥) من توفيق الله أن بادرت قيادة حماس بالسيطرة على غزة سنة ٢٠٠٧ فأجهضت مؤامرة كبيرة بالقضاء عليها، فكانت إلهامًا ربانيًّا لإبقاء جذوة المقاومة بكلّ قوتها.
(١٦) من المفارقات أن بعض النبوءات في الكتاب المقدس تتحدث عن نجاح الفلسطينيين بتسلق الجدار العازل الذي ربما يقصد به الجدار الذي أقيم لمحاصرة الضفة الغربية سنة 2002.
(١٧) لا يُنكر صدق فريق من القومين في قوميتهم، لكنّ فريقًا آخر (من جنس صبّاحي وهيكل) يقدمون قيمهم العلمانية والليبرالية على مسؤوليتهم القومية ولذلك يكرهون الإسلاميين حتى لو رأوا بلاءهم العظيم في محاربة المشروع الصهيوني ويؤيدون السيسي رغم صهيونيته ويؤيدون بشار رغم تدميره لشعبه ولسان حالهم يقول: “كذاب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر”.
شكرا على المقال يا أخي…..
و لكني مقتنعة أن الخنوع و الخيانة و الخوف الذين أصبحوا سمات الحكام العرب هو الذي أطال في عمر هذه المآساة.
فالحاكم العربي اليوم خائف من زوال نفوذه فيترك فريسة لمواطنيه يحاكمونه و ينتقمون منه. و الطريقة الوحيدة التي تضمن له هذا النفوذ هي الخيانة و العمالة مع الغرب الذي يشترط عليه الكثير من أجل حمايته و بالتالي بقائه في النفوذ و الحكم . و إزاء هذه الشروط يصبح الحاكم العربي خانعا لا يريد أن يقوم بأي دور في حل أية أزمة تمر بها الأمة. و لهذا نحن نرى أن الحاكم العربي أصبح عبد لثلاثة “خاآت” (خوف ف خيانة ف خنوع ) يدور في حلقاتها و لا يستطيع الخروج منها لأنه يعلم أنه لو حاول الخروج منها فالثمن سوف يكون غاليا بالنسبة إليه: يديه مثقلة بالجرائم و شعب ضده ينتظر الإنتقام منه.و إلى أن تحل بعض ال”شينات” مكانة ال”خاآت” ( شجاعة ف شهادة ف شرف ) ستبقى محنة الفلسطنيين وصمة عار في جبين الأمة الإسلامية ككل.
شكرا جزيلا على المقال، ٱعتقد أن كل هذه الحقائق العشرة هي صحيحة، لكن حول الأحداث الحالية فإن إختيار حماس للتصعيد و رفضها لمبادرات التهدئة يجعلني اعتقد أن هذه الحرب هي بأوامر ايرانية و هي ورقة تريدها إيران في مباحثات الملف النووي، و ليست من أجل فك الحصار وقضية رواتب الموظفيين كما قال اسماعيل هنية، و اسرائيل هي المستفيد الاكبر من خلال تكريس صورة الضحية أمام العالم و أمام اليهود اللبيرالين في ٱمريكا المعارضين لها، اسرائيل تقتل وتبكي
و الفلسطنييون يقتلون (بضم الياء ) و يضحكون