في مثل هذا اليوم قبل 24 عاما، إحتل صدام حسين الكويت في بضع ساعات.
بررصدام ذلك بأن الكويت والإمارات تتآمران عليه، وفعلا فقد قامت إمارات الخليج كلها بزيادة هائلة للبترول المعروض في السوق الدولية، مما أدى إلى إنهيار الأسعار حتى وصلت ما بين 6 و8 دولار للبرميل. وقد كان العراق يعتمد كليا على أموال البترول لإعادة بناء إقتصاده التي دمرته الحرب مع إيران.
ومما ضاعف غضب صدام أنه كان يعتقد أنه حارب إيران حتى لا يسقط الخليج كلها أسيرا في يد إيران الخمينية.
لم تكتف إمارات الخليج بذلك ولكنها راحت تطالب العراق بمئات المليارات من الدولارات التي مولت بها الحرب العراقية الإيرانية، والتي كانت قد دامت ثماني أعوام 80-1988.
إحتلال صدام للكويت أرعب إمارات الخليج، مما أدى بالسعودية إلى أن هرولت لطلب الحماية الأمريكية، فسارعت أمريكا لإحتلال الخليج كله، وتحالفت معها 32 دولة أخرى.
من بين الذين تحالفوا معها، وبرروا تواجدها بإعطاءها تغطية عربية لحربها المدمرة على العراق، الرئيس المصري آنذاك حسني مبارك، فقد وصل به الأمر إلى أن أرسل عسكره لقتال العراق، على الرغم أنه كان على علاقة قوية جدا بصدام عندما كان هذا الأخير يحارب إيران.
ومن الذين حاربوا صدام أيضا، حافظ أسد، الذي كان يلعن الشيطان الأكبرأمريكا في السر والعلن، ولكنه تحالف معها لقتال إخوته في العقيدة البعثية.
كان للجزائر بقيادة الشادلي بن جديد موقفا مبدئيا، فقد أدانت الجزائر إحتلال الكويت وطالبت صدام بالخروج منها، وفي نفس الوقت رفضت “رفضا مطلقا التدخل الغربي في الأرض العربية”.
كان هذا الموقف يعبر،جمالا، عن موقف الشعب الجزائري الذي ساند العراق في آخر المطاف وهو يرى تحالف الغرب كله ضده.
لم تدم الحرب طويلا فقد حسمتها الولايات المتحدة ومن تحالف معها في بضعة أيام في شتاء 91، لكن تأثيرات تلك الحرب ستكون كارثية بكل المقاييس ليس على العراق فحسب بل وعلى كل المنطقة العربية.
فالخليج، بشكل أوبآخر، سيحتل كله وأمراءه سيتحالفون علنا مع القوى الغربية.
والقوة العسكرية التي إمتلكها العراق ستمحق وسيتم محاصرة العراق لأكثر من 12 عام حتى يتم إحتلاله في 2003.
وكل أنظمة الحكم العربية التي رفضت الغزو الغربي للخليج سيتم معاقبتها ومن بينها الجزائر، التي سيشجع الغرب فيها إنقلاب جنرالاتها على الشادلي بن جديد وعلى الإرادة الشعبية.
محمد العربي زيتوت
فعلا مؤسف جدا ما حدث و يحدث للعراق .. حضارة وشعب يعانون في السر و في العلن و على مدار عشرات السنين بل و القرون فبعد الهيمنة العثمانية و بعدها الانتداب البريطاني.ثم صراع السياسيين الى الحرب الايرانية العراقية ثم الخليجية الى الاحتلال الامريكي الى الحرب الطائفية و في الاخير ظهور ما يعرف داعش ” و هو اخطرهم .. ما يعانيه العراق لا يختلف كثيرا عن معاناة الجزائريين منذ بدا التاريخ المعاصر ..