بإقالته بلخادم بطريقة مذلة وغير مسبوقة، بحيث أقصاه أيضا من مناصبه الحزبية بمرسوم رئاسي، أراد السعيد بوتفليقة وهو الرئيس الفعلي اليوم، ولا أقول الحاكم الفعلي، أن يقول لحلفاءه وخصومه، بأنه لن يتأخر على “كسرعظام من لايسمع الكلام”.
ولكي يبدو أن عبد العزيز المتهالك صحيا هو من أصدر قرار الإقالة، أو بالأحرى الإهانة، أُستدعي الشيخ راشد الغنوشي على عجل، ورُتب لقاء مع من يفترض أنه رئيس البلاد والعباد، إتضح فيما بعد، أن جزء من اللقاء الذي عُرض على التلفزيون كان مفبرك.
الواقع أن إقالة بالخادم جاءت لأسباب أربع:
1- لم يرض بأن يتخلى لعمار السعيداني على رئاسة حزب جبهة التحرير، مما ضاعف من الصراعات داخل الحزب الذي يجب أن تمر عبر قطاره، المدني، خلافة عبد العزيز التي تقترب يوما بعد يوم.
2- أبدى طموحا متصاعدا بأنه الأولى بخلافة الرجل المريض، وأنه سيستميت هذه المرة في خوض “أم المعارك”، وهو الذي حرمه الجنرالات من رئاسة مؤقتة، كانت دستوريا من حقه، بعد إقالة الشادلي بن جديد في 11 يناير92.
3- “إقترب” أكثر مما يجب من شخصيات أصبحت معارضة، وقد كانت حتى وقت قريب في هرم السلطة، وعلى رأس هؤلاء علي بن فليس.
4- هاجم، على إستحياء، موقف الجنرال السيسي من غزة دون أن يستأذن، كما جرت العادة. ونسي أن السيسي حليف طبيعي لكل جماعات الحكم في البلاد وإن تخالفت وتخاصمت.
البعض يعتقد أن بلخادم، المتلون المواقف، نال فقط جزء ممايستحق على يد من لن يتوانى على نحر أقرب مقربيه على معبد السلطة.
محمد العربي زيتوت
الإنسان العاقل يجب أن يفكر مئة مرة قبل أن يقبل على شيء , و بلخادم على حسب ظني أنه إنسان عاقل و لكنه تغابى لما قبل دعوة الرئيس للعودة إلى الحكومة. ربما تفاؤلا منه أن الحظ سيبتسم له هذه المرة و يدخله المرادية من أوسع الأبواب…
فها هو يدعى و رسميا إلى العودة و يقلد منصبا يحسد عليه من الكثير.
أكاد أجزم أن بلخادم قد ظن أن الأمر سيكون في صالحه و أنه سيبني الدائرة التي ينطلق منها إلى سدة الحكم و قصر المرادية……
و لكن هيهات فالذي لم يدريه بلخادم أن الرئيس لم يعد رئيسا و أن دخول الحمام ليس بالضرورة فقط لللإستمتاع بالإغتسال و الإرتخاء و لكن قد يكون أيضا للغرق في الماء العكر السائل من بالوعات القوم “أعزكم الله”……
فمرات كثيرة أتساءل هل يمكن أن يكون رجلا مشلولا مريضا بمثل هذه القوة؟!!!
يعين و يقيل على هواه و يلغي و يرسم كما يحلو له متجاهلا شعبا بأكمله؟!!!
ثم أتذكر أن الأمر ليس بيده
و ها هم اليوم يعطوننا برهانا جديدا على أن الرجل لم يعد يقدر على شيء و أن “أيادي” خارجية ( كما يحلو لمسؤولينا أن يفسروا الأمور في البلاد) هي الحاكم الفعلي
فإقالة الرجل من منصبه و تجريده من كل شيء و بمثل هذه البساطة ( الحمد لله أنهم تركوا له الجنسية الجزائرية ) لدليل على أن الحاكم في الجزائر لا يريد أيا كان أن يكون حجر عثرة في طريقه و أن الوجوه القديمة التي تشكل خطرا أو إعاقة في الطريق سيقضي عليها بدون خجل و لا خوف و انظروا إلى كل الوجوه الجديدة الداخلة إلى الحكم !!!!!… نحن بصدد تغير جذري فظيع….. اللهم استر…
السياسة لعبة قذرة وابطالها متمرسون في رص حجارة الدومنو التي سياتي يوم بدفعة واحدة يقع الجميع لكني متاكدة ان بلخادم سيقوم من جديد بحلة جديدة لانه رجل ذكي متواضع يتماشى مع ما يريده الشعب من تصريحات