لندن ـ خدمة قدس برس
رأى العضو المؤسس في حركة “رشاد” الجزائرية الديبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت، أن سقوط صنعاء بيد الحوثيين بهذه السرعة، ما كان له أن يحدث لولا التواطؤ المحلي والإقليمي والدولي، الذي يستهدف في الظاهر استئصال تجمع الإصلاح المقرب من الإخوان المسلمين، لكنه في الحقيقة يريد إيقاف حركة التاريخ التي بدأت رياحها في الهبوب على المنطقة العربية.
واتهم زيتوت في تصريحات خاصة لـ “قدس برس” مباشرة الإمارات العربية المتحدة والسعودية بالتواطؤ مع إيران وقوى غربية من أجل إجهاض الثورة اليمنية، وقال: “سقطت صنعاء بأيدي الحوثيين، يدعمهم أسيادهم في طهران، ويتآمر معهم الرئيس المخلوع علي صالح المدعوم من مشايخ الإمارات، والأخطر من ذلك الدور السعودي المتواطئ أيضا، في محاولة للحرب على الإخوان، لكنهم في الحقيقة يناوئون الثورات العربية ويريدون إيقاف حركة الأمة الساعية للتحرر والتقدم، وهو أمر غير ممكن”.
وأضاف: “إذا كان الدور الإيراني المتمثل في دعم الحوثيين معروف ومعلن وهو يحارب السنة الذين يريدون تحرير أوطانهم الأسيرة، فإن الدور الأخطر والأقذر والأبشع هو دور الإمارات والسعودية، فهما يحاربان الإخوان والثورة العربية، وهم في الحقيقة بذلك يفتحون أبواب الجحيم على أنفسهم ولو بعد حين، لأنه ما كان لصنعاء أن تسقط هذا السقوط المذل والمهين لولا السعودية والإمارات، حيث تتركز الثورة المضادة وحيث يقيم بعض كبراءها “.
وقلل زيتوت من قدرة الإمارات والسعودية وإيران على وقف طموح الشعوب العربية إلى التحرر والكرامة، وقال: “لقد مضت الثورات العربية أشواطا مهمة في الإطاحة بعروش الاستبداد، ولكن تعثرت جهودها بسبب هذا المكر الذي تقوم به هذه الأنظمة الفاسدة، التي برهنت على رفضها لهذه الشعوب أن تتحرر سلميا، ابتداء من انقلاب الجزائر في تسعينات القرن الماضي وصولا إلى انقلاب الحوثيين في صنعاء مرورا بالعراق وسورية ومصر…، لكن في نهاية المطاف ستسقط هذه الأنظمة البائسة وستبقى الشعوب وستنتصر إرادة الحرية على إرادة الذل والخنوع بحول الله”،
على حد تعبيره.