تمر اليوم، الذكرى ال55 لواحدة من أكبر وأخطر التفجيرات النووية الفرنسية، التي سميت ب”اليربوع الأزرق”، والتي أجريت بالضبط على الساعة 7.04 صباحا يوم 13 فبراير 1960، في منطقة رقان الواقعة في الجنوب الغربي و تبعد بحوالي 1570عن الجزائر العاصمة.
لم تكن هذه هي التجربة الوحيدة، بل تبعتها عشرات التجارب الأخرى، كما سبتقها ولحقتها تجارب على أسلحة كيمياوية وبيولوجية وصاروخية… إستمرت، في سرية تامة، حتى عام 1977.
المعلومات كشفت مؤخرا، بعد أن رُفع عنها السرية، أن تجربة “اليربوع الأزرق” الأولى كانت من القوة بحيث امتدت إشعاعاتها في ظرف 13 يوماً إلى أفريقيا جنوب الصحراء ومعظم شمال أفريقيا وصولاً حتى السواحل الإسبانية والبرتغالية.
أحد الخبراء الفرنسيين ويدعى بونو باريو، نشر كتابا تحت عنوان«ضحايا التفجيرات النووية يتناولون الكلمة»، من بين ما جاء فيه” لا يمكن لأحد أن ينكر اليوم أن هذه المواد المشعة الضارة هي السبب الرئيسي للكثير من الأمراض السرطانية وأمراض القلب والشرايين في المنطقة»، واصفاً سلسلة التفجيرات النووية الفرنسية ب”تجارب الإبادة حيث تم استعمال سكان المنطقة كفئران تجارب”.
وأضاف “أن فرنسا، وعلى مدار 11 شهراً، من 13فبراير إلى 27 ديسمبر 1960، استخدمت 42 ألف جزائري في تجاربها النووية في الصحراء الجزائرية، بينهم 150 مجاهداً من سجناء جيش التحرير. وقد وضعتهم في «منطقة الصفر» لحقل التفجيرات، بهدف دراسة المتغيرات الإشعاعية الطارئة عليهم وقياس مدى تأثيرها في أجسادهم.
وذكر أن الرئيس الفرنسي آنذاك شارل ديغول سمح لخبراء إسرائيليين بحضور تجربة 13 شباط (فبراير) التي سمّيت «اليربوع الأزرق» تيمناً باللون الأزرق في علمي فرنسا وإسرائيل.
أخونا الدكتور عباس عروة، الاختصاصي في الفيزياء الطبية، والذي لديه أبحاث موسعة في هذا المجال يلخص الأمر بالقول”أن صحراء الجزائر كانت مسرحاً لـ 57 تجربة نووية، 17 ساخنة و40 باردة، مضيفاً: «تجربة اليربوع الأزرق فاقت 5 مرات قنبلة هيروشيما، وجاء بعدها اليربوع الأبيض بقوة تفجير 5 كيلوطن، واليربوع الأحمر بقوة 10 كيلوطن، واليربوع الأخضر بقوة 5 كيلوطن».
الواقع، أن جرئم التفجيرات والتجارب النووية وتجارب الأسلحة الأخرى، هي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية غير قابلة للتقادم، ولئن كان النظام القائم اليوم خاضع تماما للحكومة الفرنسية إلى درجة أنه يساعد فرنسا، بدعم لوجستيكي ومخابراتي مباشر ناهيك عن فتح أجواء الجزائر، لإحتلال بلدان إفريقية، مثل دولة مالي بدعوى محاربة الجماعات الإرهابية، فإنه سيأتي يوم على الدولة الجزائرية الحرة، والمستقلة حقا، لتواجه فرنسا بما إقترفته من جرائم بشعة يعجز اللسان عن وصفها في حق الشعب الجزائري، على مدار أكثر من 132 عام من إستدمار إستيطاني شديد البربرية والهمجية وأدى إلى دمار هائل بما فيه هلاك ومقتل الملايين .
محمد العربي زيتوت
لن ننسا ما فعلته فرنسا أستاذ العربي ولن ننسا كل الشرفاء والأحرار الذين دافعو عن الجزائر الأحياء منهم والأموات
لا حول ولا قوة على ما فعلته فرنسا في حق الابرياء