10 الجزائر 20 التاريخ والتوقيت: 6/1/ 2010 المصدر: السفارة/ الجزائر التصنيف: سرّي E.O. 12958: DECL: 01/05/2020 الموضوع: الجزائر تحتجّ بشدة على إدراجها في قائمة هيئة سلامة النقل
1. أعرب المدير العام لوزارة الخارجية لشؤون الأميركيتين، صبري بوقدوم، للسفير في 6 كانون الثاني/ يناير عن “عميق استياء” الحكومة الجزائرية من إدراج الجزائر على قائمة هيئة سلامة النقل للتفتيش المشدد. وقال إن هذه الرسالة جاءت مباشرة من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وأكد بوقدوم أن قرار هيئة سلامة النقل لا يعكس بدقة مستوى علاقاتنا الثنائية ونوعيتها، وخصوصاً في ما يتعلق بتعاوننا في مكافحة الإرهاب. إن وضع الجزائر على القائمة خلق انطباعاً أن الجزائر هي جزء من المشكلة، وهذا سوء فهم تتداوله الصحافة العالمية. وأخبر بوقدوم السفير أن القيادة الجزائرية ترغب في أن يصدر مسؤول أميركي بياناً يبدّد هذا الانطباع. وقد أجاب السفير بأن الهدف من الإجراءات الجديدة هو ضمان سلامة السفر الجوي وليس التمييز أو إحراج أصدقائنا وشركائنا. وأكد السفير أن الولايات المتحدة تقدّر تعاونها مع الجزائر في مكافحة الإرهاب، وأعرب عن أمله بأن تستمر العلاقات الثنائية في النمو والتطور. الحكومة الجزائرية غير راضية، وتسعى إلى إزالة اسمها من القائمة
2. استدعى المدير العام لوزارة الخارجية الجزائرية لشؤون الأميركيتين صبري بوقدوم السفير إلى وزارة الخارجية يوم 6 كانون الثاني/ يناير لنقل تعليمات عبّرت عن “استياء عميق” لدى السلطات العليا في الجزائر، بسبب إدراجها على قائمة هيئة سلامة النقل للدول التي ستخضع لإجراءات تفتيش مشددة. وقد حضر اللقاء كل من مدير قسم حماية المغتربين الجزائريين في وزارة الخارجية، حسين صحراوي ، وممثلة عن الرئاسة، حورية خيري، وكذلك موظف من مكتب الولايات المتحدة في الوزارة، عبد المطلب بوعشة. وشدد بوقدوم عدة مرات، في بداية الاجتماع، على أن تعليمات خطوته هذه تأتي مباشرة من “أعلى سلطة”، أي من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
3. أخبر بوقدوم السفير أنه طُلب منه نقل نقطتين رئيسيتين، إحداهما تتعلق بإدراج الجزائر على قائمة هيئة سلامة النقل. وأضاف أن الجزائر تتفهّم حاجة الولايات المتحدة إلى تأمين سلامة مواطنيها ومصالحها، ولكن إدراج الجزائر لا يعكس بدقة مستوى علاقاتنا الثنائية ونوعيتها ، وخاصة طبيعة هذه العلاقات في ما يتعلق في مكافحة الإرهاب. إن وضع الجزائر على القائمة التي تضم دولاً راعية للإرهاب خلّف انطباعاً أن الجزائر هي جزء من المشكلة، وأنها ليست شريكاً كاملاً في مكافحة الإرهاب. الحكومة الجزائرية تطلب إصدار بيان يؤكد مشاركتها في مكافحة الإرهاب
4. قال بوقدوم إن النقطة الثانية، إضافة إلى رغبة حكومته في إزالة اسمها عن القائمة، فإن قيادة البلاد تأمل بصدور بيان رسمي أميركي يؤكد شراكة الجزائر المهمة في مساعي مكافحة الإرهاب، من أجل المساعدة في تصحيح الصورة الخاطئة التي نتجت من تغطية نبأ إدراج الجزائر على القائمة في وسائل الإعلام الدولية وعلى شبكة الإنترنت. وأضاف بوقدوم “نحن شركاء”، وتابع “السلطات العليا لم تقدّر ذلك”.
5. قال بوقدوم إن السفير الجزائري لدى الولايات المتحدة، عبد الله بعلي، سيسلّم الرسالة نفسها إلى واشنطن، وإن بعلي لديه تعليمات أيضاً للقاء وزير الأمن الداخلي نابوليتانو. أميركا تركّز على سلامة السفر الجويّ
6. قال السفير إنه سيبلّغ واشنطن فوراً كل وجهات نظر الحكومة الجزائرية. وقد قال بوقدوم إن الرئيس أوباما تناول القضية مباشرة في بيان صحافي في اليوم السابق، وأن المشكلة تتمثّل في أن إرهابياً تمكن في يوم عيد الميلاد من اختراق النظام الأمني. وكان هذا إخفاقاً في النظام. ونتيجة لذلك، فقد أمر الرئيس بإجراء مراجعتين، الأولى تتعلق بنظام لائحة المراقبة، والثانية بإجراءت التفتيش الخاص بالملاحة الجوية. ولم يكن الهدف من الإجراء الجديد التمييز أو إحراج أي شخص أو جماعة أو بلد، ولا سيّما أصدقائنا وشركائنا. ولكن الهدف كان القيام بما يلزم لضمان سلامة السفر الجوي. ولذلك أوضح الرئيس أوباما في 5 كانون الثاني/ يناير أنه أمر شخصياً بتنفيذ تلك الإجراءات ووافق عليها. وقد وعد بأنه ستُتّخذ تدابير جديدة في الأيام المقبلة، سواء في ما يتعلق بتكامل المعلومات أو بتفتيش الركاب. الولايات المتحدة تقدّر التعاون مع الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب
7. تابع السفير قائلاً إن الرئيس أوضح أن جزءاً مهماً من مقاربتنا سيكون بتعميق التعاون مع شركائنا الدوليين. وفي هذا السياق ذُكر التعاون الأميركي ـــــ الجزائري. وأشار السفير إلى أننا عملنا معاً لتحسين نوعية التبادلات الثنائية ومستواها في السنوات الأخيرة، وأعرب عن أمله بأن يستمر التعاون في هذا الاتجاه. وغنيّ عن القول مدى تقدير الولايات المتحدة لتعاون الجزائر في مكافحة الإرهاب، وكذلك لعلاقتنا الشاملة مع الجزائر، التي نأمل أن تتطور على أساس التقدم الذي حققناه.
8. كرر بوقدوم أن اعتراض الجزائر ليس على الإجراءات بحدّ ذاتها، بل على إدراجها على قائمة هيئة سلامة النقل، لأن ذلك يعطي انطباعاً أن الجزائر لا تتعاون. “ولكننا نتعاون في مكافحة الإرهاب وسنستمر بالقيام بذلك”، على حدّ قوله. في الوقت نفسه، أكد بوقدوم أن بلداناً أخرى ارتكب رعاياها أعمالاً إرهابية لكنها لم تدرَج على القائمة. وجادل بوقدوم في أن الإيحاء بأن الجزائر جزء من المشكلة هو ببساطة أمر غير منصف، وأعرب عن أسفه للتغطية الصحافية الدولية لإجراءات هيئة سلامة النقل، التي أوحت بذلك ولم تصوّرها بلداً، كان ولا يزال، ضحية للإرهاب. تعليق
9. النقطة الرئيسية في هذا اللقاء هي أن إدراج الجزائر على قائمة هيئة سلامة النقل “لا يعكس مستوى علاقاتنا ونوعيتها، أو طبيعة العلاقات في مجال مكافحة الإرهاب”. ولهذا، فإن الحكومة الجزائرية أعادت تقويم نوعية العلاقة برمّتها. إن ما أثار غضب الحكومة هو أنه بدلاً من اعتبارها بلداً عانى من الإرهاب، ونشط جداً في مكافحته، فإنهم يشعرون أنهم عُدّوا جزءاً من المشكلة، وخصوصاً بوضعهم في الخانة نفسها مع الدول الراعية للإرهاب. وممّا لا شك فيه، أن ما أثار “الاستياء العميق” لدى الرئيس بوتفليقة هو الضرر الذي لحق بسمعة الجزائر، وخاصة الطريقة التي تناولت بها الصحافة والإنترنت الموضوع. ومن المشجّع أن الجزائر فصلت بعناية في لقاء أمس، بين إبلاغنا بموافقتها على تحليق طائرات إي- بي 3، من قبل قيادة القوات الأميركية في أفريقيا ضد القاعدة في المغرب الإسلامي في منطقة الساحل، وإجراءات هيئة سلامة النقل. وهذا يشير إلى أنهم يحاولون فصل القضيتين للحدّ من الضرر. غير أنه يجب أخذ الرأي المحلّي والإقليمي في الاعتبار، ولذا ترغب القيادة الجزائرية، بطريقة ما، في معالجة ما تعدّه صفعة لكرامتها الوطنية وسمعتها الدولية. ومن هنا يأتي طلبها أن يصدر مسؤول أميركي رفيع المستوى بياناً يبدّد صورتها السلبية في الصحافة الدولية.
10. تجدر الإشارة إلى أنه ليس هناك بلد أهمّ من الجزائر في مكافحة تنظيم القاعدة في الساحل والمغرب العربي. لذا، فإن البحث عن فرصة جيدة لجعل هذا الأمر معروفاً للملأ من قبل أرفع المستويات، موضوع يستحق الدرس. وإذا لم نفعل ذلك، فنحن نشكّ في إمكان أن نرى إيماءات أو خطوات دراماتيكية مفاجئة من قبل الجزائر. وفيما التعاون في مجال مكافحة الإرهاب سيستمر على الأرجح، بقدر ما هو في مصلحة الجانبين، إلا أن من المرجّح أن تكون الخطوات غير مرئية، مثل تجميد العلاقات العسكرية بين البلدين بدل تقدمها، وتباطؤ التعاون لإنفاذ القانون، وتوقيع عقود تجارية كبيرة مع مناقصين من غير الولايات المتحدة، والحد من قدرة السفارة على الوصول إلى كبار المسؤولين في الجزائر، أو مثلاً إبداء استعداد أقل للتنسيق في القضايا الإقليمية وفي مختلف المحافل. بيرس
http://www.al-akhbar.com/node/2776