وزير الخارجية: قائمة هيئة سلامة النقل غير مقبولة وغير مناسبة

برقية رقم: 10 الجزائر 39 التاريخ والتوقيت: 2/1/2010. الساعة: 5:50 المصدر: السفارة الأميركية/ الجزائر التصنيف: سرّي الموضوع: وزير الخارجية: قائمة هيئة سلامة النقل غير مقبولة وغير مناسبة الجزائر 00000039 001.2 من 004 تصنيف: السفير دايفد بيرس موجز 1. استدعى وزير الخارجية مراد مدلسي، في 11 كانون الثاني/ يناير، السفير واعترض بشدة على وضع الجزائر على قائمة إدارة سلامة النقل المشددة. ووصف القرار بأنه قرار غير مقبول وغير مناسب، وأنه لا يعكس واقع الوضع الأمني في الجزائر ولا جهود الجزائر في مكافحة الإرهاب ولا حتى تعاوننا الثنائي الوثيق. علاوة على ذلك، فإن الولايات المتحدة لم تبلغ الجزائر هذا القرار قبل نشره في الصحافة. وعلى الحكومة الجزائرية ألا تقتنع فقط بالإذلال الجماعي الذي شعر به الرأي العام المحلي، ولكن أيضاً بالمعلومات غير المكتملة وغير الدقيقة في ما يتعلق بجهود الجزائر الخاصة بمكافحة الإرهاب، التي تتداولها الصحافة الدولية نتيجة لذلك التقرير. وعزز مدلسي سياسة وزارة الخارجية الجزائرية رسمياً، وطالب بإزالة الجزائر عن القائمة، وببيان أميركي رفيع المستوى للمساعدة في تصحيح سجل الجزائر في ما يتعلق بتعاونها في مجال مكافحة الإرهاب. وطلب من السفير مباشرة أن ينقل هذه الرسالة إلى وزيرة الخارجية الأميركية. وقال إن الحكومة الجزائرية سترصد ردّ فعل الولايات المتحدة عن كثب. قرار إدارة سلامة النقل يتجاهل حقيقة التعاون في مكافحة الإرهاب 2. بدأ مدلسي بالإشارة إلى أنه أنهى زيارة مثمرة إلى واشنطن في أوائل كانون الأول/ ديسمبر. وقال إنه تأثر إيجاباً بنوعية لقاءاته ومستواها، وقدّر تركيز المسؤولين الأميركيين على التعاون الثنائي في مجالي الأمن ومكافحة الإرهاب. وقد أكدت الزيارة الأهمية الاستراتيجية لشراكة بلدينا في مكافحة الإرهاب. وقال “إننا واثقون بالاتجاه الذي يؤدي إليه هذا التعاون”. وأضاف “بعد زيارتي، كنت توّاقاً لأبلغ الرئيس بوتفليقة محادثاتي في واشنطن والاجتماعات التي تدل على أن علاقاتنا بلغت مستوى جديداً”. 3. أكد الوزير الجزائري أن المناقشات التي أجراها في واشنطن تعكس واقع العلاقة بين البلدين. وقد أدرك المسؤولون الأميركيون جهود الجزائر الخاصة في مجال مكافحة الإرهاب ومساهمتها في هزيمة الإرهابيين. وقد ظلت الجزائر مصممة على مواصلة هذا التعاون وتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة. وقال مدلسي “إننا ندرك المخاطر التي يمثّلها هذا التهديد. ولذا يجب أن نظل يقظين، وأن نحافظ على التقدم الذي أحرز”، ويؤكد التقدم الذي أحرزه كلا الجانبين على أرض الواقع، إضافة إلى الثقة والانفتاح في الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. 4. قال الوزير إنه لذلك أصيبت الحكومة الجزائرية بخيبة أمل شديدة بسبب إدراج الجزائر على قائمة هيئة سلامة النقل، فضلاً عن التغطية الصحافية التي تناولت الموضوع. ولذلك كان القرار غير مقبول وغير مناسب، وفي غير أوانه، ولا يتناقض فقط مع التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال الأمن ومع الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب، ولكن أيضاً مع التعاون لمكافحة الإرهاب في بلدينا، إذ لم يشترك أي جزائري في هجمات ضد الولايات المتحدة. وكانت الجزائر قد حققت تقدماً كبيراً في السنوات الأخيرة في ما يتعلق بأمنها الداخلي. فقد استقر الوضع الأمني الداخلي، وأصبحت المطارات آمنة، وأصبحت الجزائر الآن شريكاً دولياً في مكافحة الإرهاب. ولم تشر هيئة سلامة النقل الأميركية إلى أيّ من هذا. الإجراءات عُدّت تمييزية 5. وقال مدلسي إن الأمر لم يكن مجرد مسألة إدراج الجزائر في القائمة. وقد احتجت الحكومة الجزائرية على الطابع التمييزي للقائمة بأكملها، إذ إن 13 دولة من أصل 14 مدرجة على القائمة هي من الدول الإسلامية. وقد أرسلت هذه الخطوة رسالة تتعارض مع خطاب الرئيس أوباما في القاهرة، وسياسة الإدارة المعلنة بالتواصل مع المجتمعات المسلمة. ومن المحتمل أن يمنح القرار زخماً لأولئك الذين يتشكّكون بالأساس في صدق نهج الإدارة. 6. تابع مدلسي أن الحكومة الجزائرية أصيبت بخيبة أمل لأنها لم تبلغ القرار قبل نشره، وأن القيادة الجزائرية علمت به من وسائل الإعلام. وقال الوزير إن الحكومة الجزائرية امتنعت في البداية عن إصدار بيان حرصاً على العلاقات مع الولايات المتحدة، ولكن الآن، نظراً إلى المسرحية الكبيرة في الصحافة، وبسبب الشعور بالإذلال الجماعي في أوساط الجمهور الجزائري، فقد شعرت الحكومة بالحاجة إلى الرد. الولايات المتحدة تركّز على سلامة السفر الجويّ ————————— 7. أفاد السفير بأن الهدف من إجراءات هيئة سلامة النقل ليس إلحاق الضرر أو التمييز ضد أي مجموعة أو بلد، فضلاً عن أصدقائنا وشركائنا. ولكن الهدف هو جعل السفر الجوي آمناً للجميع قدر الإمكان. والمشكلة هي أنه، في يوم عيد الميلاد، تمكّن إرهابيّ من اختراق النظام. وكان ردّ فعل الرئيس أوباما فورياً، وطلب مراجعة نظام لائحة المراقبة وإجراءات تفتيش ركاب الطائرات. وأكد أيضاً أن نهجنا يجب ألا يكون ثابتاً، ولكن يجب أن يتطور كلما تطور تقويمنا للخطر. وستبلّغ الإدارة كل مخاوف الجزائر. وقد اطّلعت واشنطن على الرسالة الجزائرية من السفير الجزائري. وأضاف السفير الأميركي أن الولايات المتحدة تدرك أيضاً تاريخ الجزائر الصعب مع الإرهاب، وأعرب عن تقديره لريادتها في الجهود الدولية لمكافحة العنف والتطرف. وترغب الولايات المتحدة في الاستمرار بتعاوننا المهم جداً في مكافحة الإرهاب، وكذلك شراكاتنا الجديدة في مجالات أخرى، بما في ذلك العلاقات العسكرية، وتطبيق القانون، والتعاون الاقتصادي والتجاري. المضي قدماً 8. قال مدلسي إن الحكومة الجزائرية ترغب في مواصلة بناء علاقاتنا الثنائية. وأعاد تأكيد موافقة الحكومة الجزائرية، أخيراً، على طلب الولايات المتحدة السماح لطائرات الاستطلاع EP-3E الأميركية بعبور الأجواء الجزائرية. كان وزير العدل الأميركي إيريك هولدر قد أنهى العمل على معاهدة المساعدة القانونية. وأكد الوزير مدلسي كذلك استعداد الحكومة الجزائرية لمساعدة وزارة التجارة في بعثتها التجارية المقبلة في الجزائر في شباط/ فبراير، واقترح لقاء رئيس الوفد الأميركي إذا سمح الجدول الزمني للزيارة بذلك. وفي الوقت نفسه، طلب من السفير نقل رسالته إلى الوزيرة كلينتون في ما يتعلق بمخاوف الجزائر إزاء تدابير هيئة سلامة النقل. إن الحكومة الجزائرية تقاسم الولايات المتحدة الرغبة في مواصلة بناء علاقات ثنائية. ولكنها ستراقب أيضاً عن كثب لترى كيف ستستجيب الولايات المتحدة لمخاوفها وتتطلّع إلى “حل عادل” في ما يتعلق بهذه المسألة. بيان الحكومة الجزائرية 10. في ما يأتي ترجمة غير رسمية لبيان السفارة الصادر في 11 كانون الثاني/ يناير من قبل وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية: استدعى وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي، يوم الاثنين، سفير الولايات المتحدة الأميركية في العاصمة الجزائر، للتعبير عن احتجاج الحكومة الجزائرية القوي على القرار الذي اتخذته السلطات الأميركية شمل المواطنين الجزائريين في قائمة الدول التي يخضع رعاياها لتدابير تفتيش مراقبة محددة لدى وصولهم إلى المطارات الأميركية ومغادرتهم لها: “في أعقاب القرار الذي اتخذته السلطات الأميركية شمل المواطنين الجزائريين في قائمة البلدان التي سيخضع رعاياها لتدابير تفتيش محددة لدى وصولهم إلى إلى المطارات الأميركية ومغادرتهم لها، استدعى وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي السفير الأميركي في الجزائر العاصمة للتعبير عن احتجاج الجزائر القوي على الإجراءات التمييزية المؤسفة التي لا مبرر لها”. “ويأتي ذلك بعد الجهود التي قامت بها الحكومة المركزية وسفيرنا في واشنطن مع السلطات المعنية في الولايات المتحدة، حالما باتت إجراءات هيئة سلامة النقل معروفة”. تعليق ——- 11. لقد شهد العام الماضي تطورات مهمة في مجالات جديدة للتعاون على مستوى الحكومة، وتشمل ما يأتي: ـــــ الموافقة على زيارات موظفين كبار في وزارة الدفاع الأميركية، بما فيهم مساعد نائب وزير الدفاع هدلستون، وقائد أفريكوم الجنرال وارد. وقد أسهم ذلك في تحسين مضمون الارتباط العسكري. ـــــ تشجيع اتفاق للسماح بتحليق طائرات الاستطلاع الأميركية ضد أهداف القاعدة في المغرب الإسلامي في منطقة الساحل. ـــــ إعادة ثمانية معتقلين جزائريين من غوانتنامو منذ عام 2008 والاتفاق على التعاون في إعادة باقي المعتقلين الجزائريين. ـــــ التعاون الثنائي في المسائل القضائية، والتوصل إلى اتفاقية المساعدة القانونية المتبادلة واتفاقية جمركية تنتظران التوقيع عليهما. ـــــ التعاون مع مكتب الارتباط الجديد الخاص بنا، بما في ذلك الجرائم التي ترتكب عبر الكمبيوتر والتي من شأنها حماية المواطنين الأميركيين من القراصنة ومنتحلي الشخصيات. ـــــ تحسين الاتصالات بين أجهزة الشرطة الشرطة والوصول إلى مكتب الأمن الإقليمي الذي يعتزم إطلاق برنامج لتقديم المساعدة لمكافحة الإرهاب هذا العام. 12. في الجانب التجاري، فإن الولايات المتحدة صدّرت إلى الجزائر حوالى 400 مليون دولار على شكل معدات نفطية وخدمات في عام 2008، واستوردت بقيمة 19 مليار دولار من النفط والغاز الطبيعي الجزائري. وإن مصالحنا التجارية تتوسع بسرعة خارج قطاع النفط والغاز. وقد وقّعت الجزائر عقدين يبلغان 847,000,000 دولار أميركي، في كانون الأول/ ديسمبر 2009، لشراء 11 طائرة بوينغ. وكانت هذه القرارات قرارات رئاسية، اتخذت في وجه الضغوط الفرنسية الكبيرة لشراء طائرات إيرباص الفرنسية. وتوصلت شركة أميركية، هي سولار توربين، إلى توقيع عقد تبلغ قيمته 320 مليون دولار في تشرين الأول/ أكتوبر 2009 مع شركة الكهرباء الحكومية الجزائرية لتزويدها بتوربينات تعمل بالغاز. وتتنافس شركات أميركية للحصول على عقود أمنية، وهي عقود حساسة من الناحية السياسية. أما شركة كوغنت، وهي شركة قياسات حيوية، فإنها على وشك التوقيع على صفقة تبلغ 45 مليون دولار أميركي لتزويد وزارة الداخلية بنظام التعرف الآلي إلى البصمات، ولكنها تواجه منافسة شديدة من فرنسا. وقد دخلت شركة هاريس راديو في مناقصة بقيمة 500 مليون دولار أميركي لتصنيع أجهزة لاسلكي وتوريدها إلى وزارة الدفاع وفيلق الإشارة في الجزائر. وتنطوي عقود كوغنت وهاريس على انعكاسات مهمة بالنسبة إلى الولايات المتحدة من ناحية المصالح التجارية والأمنية. بيرس

http://www.al-akhbar.com/node/2775