بدت الصورة القادمة من الجزيرة العربية، فجر هذا اليوم، بالغة الغرابة والإنقلاب في المواقف، فالسعودية التي ساهمت في إنقاذ الرئيس المخلوع على صالح من الثورة اليمنية، التي أجهضتها بكل الوسائل بما عُرف بالمبادرة الخليجية، والتي ملخصها أن يرحل “الرئيس”صالح عن الحكم معززا، ومكرما بحصانة تامة له وللملايير التي نهبها ولبعض أركان نظامه، أما البعض الآخر من مساعديه فييبقى في السلطة، وعلى رأسهم نائبه هادي منصور، هي نفس السعودية التي شكلت، على عجل، تحالفا مع تسع دول أخرى لتشن هجوما جويا، غير مسبوق، على اليمن بدعوى “حماية الشرعية في اليمن التي أسقطها الإنقلاب الحوثي”.
وجماعة الحوثي، أو أنصار الله كما تحب أن تسمى، هي التي تحالفت معها السعودية، سرا، وتحالفت معها الإمارات علنا، بُعيد وصول الإخوان لحكم مصر ، حتى أصبح ضرب الإخوان، اينما وُجدوا، أم المعارك التي دونها تتوارى كل الخصومات الأخرى.
وليولد تحالف إماراتي سعودي، بدعم من قوى إقليمية ودولية، يطارد الإخوان، ومن يناصرهم، في أي مكان في العالم.
بل أن دولة خليجية أخرى هي قطر، الداعمة للإخوان، كاد أن يعصف بها التحالف الجديد، لولا أنها إستصرخت حلفاءها من القوى الإقليمية والدولية لحمايتها من الهجمة الإمارتية-السعودية، التي تعززت بجنرالات مصر، عقب الإطاحة بالثورة المصرية إبتداء من صائفة 2013.
ووجد أردوغان نفسه في تركيا، وهو الرئيس المنتخب وحكومته الشعبية، في خضم أمواج عاتية وسط مؤامرات كانت السعودية والإمارات أكثر مدبريها بدعم، حسب بعض المزاعم، من الصهيونية العالمية، ومن قوى غربية وشرقية، لا تنسى أبدا الصدام التاريخي مع العثمانيين، والذي بدى أردوغان وكأنه مسكون بذاك المجد العثماني الخالد، ويريد أن يبعثه من مرقده.
وبما أن الإخوان أينما وجدوا، صاروا، مع إشتداد الثورة السورية، على خصومة متعاضمة مع إيران وأتباعها بسبب قوتهم الضاربة في أرض الشام، والتي ولد من رحم معاناتها عشرات التنظيمات الإسلامية الثورية المسلحة، فقد نشأ تحالف غير معلن بين إيران والسعودية ومصر، كانت الإمارات هي عرابه، تحالف يرى في الإسلام السياسي السني، الذي تزعًم الثورات أو إستفاد منها، هو الخطر الزاحف الذي يجب وقفه ولو بتحالفات ضد المنطق، وضد التارخ، وضد طبيعة الأشياء ومسار المصالح…
تحالف هدفه، الأول والأخير، الحفاظ على الإستقرار القائم بأنظمته الحاكمة حتى و إن كانت فاشلة وفاسدة وطاغية…
تحالف رأى فيه اللاعبون الكبار، من روسيا إلى أمريكا مرورا ببريطانيا وفرنسا والصين وإسرائيل، تحالفا صديقا، حتى ولو تنافرت بعض مواقف أعضائه، أو تصادمت في بعض القضايا، خاصة القضية السورية.
ولذلك، و على الرغم من أن الحوثيين إستولوا على صنعاء قيل أكثر من 6 أشهر، فإن المواقف الإقليمية خاصة من الدول المجاورة إبتداء من السعودية ومرورا بالسودان والإمارات وإنتهاء بمصر، لم تكن منزعجة إطلاقا رغم التذمر الشعبي المتصاعد مما سمي بالخطر الشيعي، وبدت وكأنها غير مكترثة، على الرغم من أن ذلك يعني أن إيران قد أصبحت تتفاخر بأنها تتواجد على مدار الجزيرة العربية كلها تقريبا، مهبط الوحي ومركزالكنز، وتتحكم، إضافة إلى مضيق هرمز الذي يخضع لسيادتها، في أحد أهم المضايق في العالم، وهو مضيق باب المندب، وتبعا لذلك تتحكم في البحر الأحمر بالغ الأهمية لكل من السعودية ومصر حيث تعبر أكثر من 12 بالمائة من التجارة العالمية.
وكان لسيطرة الدولة الإسلامية في العراق والشام، على أجزاء واسعة من سوريا والعراق إبتداء من يونيو الماضي، و إنهيار الجيش العراقي في كبرى المدن السنية العراقية عاملا آخر لكي لا يحضى، رسميا على الأقل، “الخطرالحوثي” بأدنى إهتمام، حيث أصبح العالم أجمع وكأنه يترقب “نهاية الدنيا في الشرق الأوسط”، على أيد “الإرهاب الإسلامي-السني- الذي يهدد العالم أجمع”، وقد هاله، أو خدمه، ما تبثه الدعاية، على نطاق واسع، لبعض الأفعال الوحشية التي تفننت داعش فيها كوسيلة رعب وتخويف.
فإذا بكوباني، أو عين العرب، هي مركز إهتمام الإعلام العالمي، وقد أُختصرت صورة المعركة، زيفا وخداعا، في “أكراد مسالمون يدعمهم العالم المتحضر ودواعش مرعبون يستندون إلى الإسلام”، في حين كان الحوثيون يلتهمون اليمن مدينة تلوى الأخرى إبتداء من إسقاط صنعاء في 21 سبتمير الماضي.
تؤشر ضربات التحالف الجديد ضد الحوثي وصالح، إلى نقطة تحول حيث تتصدع أحلاف سابقة وتتشكل أخرى، تستفيد منها بعض الأنظمة كتركيا وقطر، وتخسر أنظمة أخرى كالإمارات ومصر على الرغم أنهما مشاركتان، على مضض، في هذا التحالف.
وتتنفس بعض الجماعات الإسلامية المسلحة الصعداء، وهي ترى تحالف بعض الأنظمة العربية، خاصة مشايخ الإمارات والسيسي وعسكره، مع “إيران الصفوية” في طريقه إلى الإنهيار.
وبتبدل التحالفات، يلوح أمل في الأفق من أن أركان الإستبداد في المطقة العربية، بمختلف تلويناته وتشكيلاته، تتزعزع وترتج بقوة فاتحة الطريق إلى عهد جديد، قد تطغى عليه مظاهر الفوضى، قبل أن يعود للتشكل برغبة الشعوب الحرة ربما في بضع سنين.
لكنها ستكون، والله أعلم، سنين شداد تملأ دنيا المنطقة العربية عواصف هوجاء في خضمها تختفى أنظمة ودولا، فاسدة وفاشلة وبائسة، وينشا عهد جديد.
محمد العربي زيتوت
السلام عليكم أخي محمد
اتفق معك أن حماية العروش هدف أسا سي .. لكن أي توجه لإيقاف التغول الفارسي الذي عاث بالمسلمين قتلاً وإباده .. هل ننتظر أن تحكم أقلية فارسية اليمن كما حكمت أقلية علوية سوريا .. وفي النهاية يتم فرض الدين الرافضي في اليمن كما فرض في إيران من قبل صفويين بعد أن كانو أقلية في إيران.. يجب أن ندعم كل توجه لإيقاف هذا مع الوعي .. أيضاً أريدك أن لا تتجاهل أن القيادة السعودية تغيرت وأنها غير متورطة بالسياسة السابقة التي جلبت الويلات للمسلمين .. مع عدم تزكيتي التامة لهم لكن السياسة مختلفة .. وشكراً لك
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=853474341358063&set=a.195130573859113.38928.100000865151450&type=1&theater
مُوسَىٰ إِ… فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ المائدة (24)…….
لا انتظر من أحدا، أن يرضى على مواقفي. لأنني اكتب، ما اعتقده فعلا ، و هو نسبي على كل حال، يمكنه أن يتغير بعد ساعة من الآن ، حسب قاعدة المعطيات التي أتوفر عليها في حينه .. ……وعدت نفسي، أن لا اعلق على مواضيع سياسية …..لكنني عندما أصادف أمورا غريبة و مغالطات خطيرة ….لا استطيع أن امسك يدي ….باختصار…. إن الإسلام السياسي …او ما يسمى بـــ….: المرجعية الإسلامية البشرية المعتمدة لدى من يسمون أنفسهم بالمسلمين ؟؟؟.. ليست الا مرجعية مادية هدفها السلطة ….. ولا علاقة لها بالمرجعية الإسلامية الربانية ….. هدا الخلل المستتر هو السبب المباشر لكل المصائب و المآسي … من الأزل و لعبة المصالح بين الدول تحصد الأبرياء …..كانت المصلحة الصهيونية، تحتم عليها، إشعال حرب بين السنة و الشيعة، في ما سماه منظرها هنري ليفي الصهيوني ب” الربيع العربي بل الربيع الصهيوني ” …والهدف المستتر هو الملف النووي الإيراني …..لدالك سخروا الإسلام السياسي السني ….بقيادة أميرة الموز و اردوخان و البايخ المصري الغير شاطر …، بعد الفشل التاريخي أمام أسوار دمشق، بدعم من مصالح روسيا و الصين و الإسلام السياسي الشيعي الفارسي بقيادة رمز الإسلام السياسي الشيعي حسن نصر الله …..فكروا في حل للإشكالية فأشعلوا الحرب في اليمن ..بعد إن رفضوا إكمال الحوار بين اليمنيين بمبررات واهية….. خوفا من نجاح بواد الاتفاق الغربي مع إيران… أخيرا اهتدوا إلى الطريق السالك دائما و أبدا : انه مكتب ” الجامعة العبرية ” التي ستتكلف الآن بإشعال الحرب السنية الشيعية..حربا بالوكالة…يقودها الصهاينة بمكر كبير …..؟؟؟