بدت الجزائر في الأعوام الأخيرة ويكأنّها خارج التّاريخ ولا تمتّ بصلة لهذا العالم…
وإذا كانت العواصف تضرب بقوّة جيرانها العرب في الشّرق، فإنّها هي فوق بركان يغلي غليانا شديدا، ولكنّ حكّامها لا يعتقدون ذلك، فالبنسبة لهم فإنّ الجزائر محصّنة من “حشرة الرّبيع العربي”، كما أسماه عبد المالك سلاّل الوزير الأوّل، الذي لا يستطيع أن ينطق جملة واحدة صحيحة بأيّ لغة…وقد أصبحت أقواله مهازل يتنكّت بها الجزائريّون.
في حين أنّ “الرئيس”، الذي تجاوز 78 عاما من العمر الشّهر الماضي، و دخل التّاريخ باعتباره أوّل رئيس “ينتخب” لعهدة رابعة وهو على كرسيّ متحرّك، ولم يتحدّث طوال الحملة الانتخابيّة إلى شعبه، بل إنّه لم يستطع حتّى قراءة القسم الدّستوري الذي لا تزيد كلماته عن 90 كلمة…
مع ذلك فقد قيل للجزائريّين أنّه كتب، قبل أسبوعين، رسالة تزيد عن 3 آلاف كلمة شنً فيها هجوما عنيفا على خصومه في المعارضة…التي اتّهمها أنّها “تريد الحكم وفي سبيل الوصول إليه تمارس سياسة الأرض المحروقة”…ونسي أو تناسى أنّه جاء للحكم بإرادة العسكر، وأنّه يستمرّفي الحكم، وهو شبه ميت، بإرادة العسكر أيضا ولكن هذه المرّة أضيفت لهم فرنسا، التي وجدت نفسها تعود إلى فردوسها المفقود تعبث به كما تشاء…وتستعمل أجواءه وأراضيه لتحتلّ أجزاء من إفريقيا باسم الحرب على الإرهاب…
تعود بكلّ ثقلها وخاصّة بشركاتها الكبرى، التي تتمدّد في الشّمال حيث تدير الكثير من المرافق الحيويّة بما فيها مطار العاصمة، كما تنهب الصّحراء حيث تستخرج موارد أوليّة بما فيها الغاز الصّخري، الذي قرّر الرّئيس الفرنسي منع البحث عنه مطلقا تحت الأرض الفرنسيّة…في أوربا.
بل حتّى المدرّب الحالي للفريق الوطنيّ لكرة القدم كان وزير الدفاع الفرنسي هو، كما قال بنفسه، الذي اقترحه على “أصدقائه” من المسؤولين الجزائريّين…
في هذا الوقت تعمّ البلاد الاضرابات والاحتجاجات التي تجاوزت 15 ألف احتجاج العام الفائت حسب الاحصاءات الرّسميّة… ويتصاعد غضب النّاس الذين يرون أنّ حياتهم تتحوّل، شيئا فشيئا لجحيم لا يطاق…
حياة بائسة دفعت بالجزائريّين إلى الهروب عبر البحر أو عبر الصّحاري لبلدان أخرى، في حين يفضّل آخرون الفرار،انتحارا إلى العالم الأخروي، وكثيرون يغرقون في عالم الرّذيلة والمخدّرات والخمور…حتّى أنّ المخدّرات انتشرت في المدارس ناهيك في أكثر الأحياء، حتّى الأشد فقرا…أمّا الخمور فإنّ وزير التّجارة يفاخر بأنّه رفع آخرالقيود عن بيعها بالجملة كما بالتفصيل، وأنّه يريد لها أن تصبح أرخص سعرا و أن تباع أيضا في المقاهي…
أمّا زملاء آخرون لهذا الوزير، وحتّى أولئك الذين هم في مراتب دنيا، فقد تفنًنوا في نهب المال العام، وكثيرا ما يتمّ ذلك عن طريق مشاريع عامّة، من أهمّها الطّريق المزدوج الذي تفجّرت فضائحه لسنوات، وقد نُهب منه ملايير الدّولارات، ويعتبر أغلى طريق في العالم من حيث التكلفة رغم أنّ أكثر من ثلثه قد تهالك حتّى قبل أن يستخدم…
نهب يتضاعف هذه الأيّام بشكل مفزع، بعد أن انهارت أسعار البترول في السّوق الدّوليّة، وهو ما أدّى أيضا لارتفاع أسعار كلّ المواد الأساسيّة نتيجة لتهاوي سعر الدّينار في سوق العملات الرّسمي و غير الرّسمي على حدّ سواء…
وفي حين “يكافح” عبد العزيز بشدّة ليبقى على قيد الحياة، فيسارع التلفزيون الحكوميّ، وإخوانه من قنوات “البقّارة”، في اظهار الرّجل وهو يستقبل ضيوفه، عساهم يقنعون غالبيّة الجزائريّين التي تبدي مزيدا من الشّكوك في قدرات الرّجل الصّحيّة، ويتساءل الكثيرون إذا ما كان أصلا يعي ما يدور حوله.
وضع صحيّ بالغ التردّي هو ما يشعل حدّة الصّراع بين الأجنحة أكثر فأكثر، حيث يسارع بوتفليقة آخر، هو السّعيد، الكاتب الحقيقي لرسالة التّهديد والوعيد يوم الاحتفاء بعيد النّصر، لكي لا يباغت شقيقه الموت قبل أن يؤمّن بقاء السّلطة في يديه سواء له شخصيّا، حيث يرث آخاه كما ورث رؤول كاسترو شقيقه الثّوري فيدال، أو إذا تعذّر ذلك، لأحد المقرّبين منه، ويفضّل أن يكون ممّن خبرهم جيّدا في سنينه الطّويلة في قصر الرّئاسة بالمراديّة. فلا يكاد أيّ مسؤول في البلاد يصل إلى مناصب المسؤوليّة إلاّ ويكون قد حظي برضى السّعيد، قبل حتّى أن توافق عليه “الدي أر أس”.
لكنّ بعض كبار الجنرالات، وأنصارهم من المدنيّين، يعترضون بشدّة على ذلك ويريدون أن ينهوا حكم عائلة بوتفليقة، الذي تهدّد تصرّفاته بطوفان شعبيّ عارم سيسقط النّظام كلّه…
ومن بين هؤلاء الفريق توفيق مدين- رئيس المخابرات لما يقارب ربع قرن- الذي وإن قصقص السّعيدُ أجنحتَه في نهاية صيف 2013، عقب عودة عبد العزيز من رحلته العلاجيّة الطّويلة لمستشفى فال دوغراس الذي يتبع وزارة الدّفاع الفرنسيّة، إلاّ أنّه مازال يؤثّر في مجريات الأحداث رفقة مجموعة أخرى من كبار الجنرالات الذين يتولّون مناصب عليا بقيادة الأركان، التي عجز الفريق قايد صالح- قائد الأركان ونائب وزير الدّفاع، وأقرب المقرّبين من العسكر لآل بوتفليقة- أن يجعلها مواليّة تماما للسّعيد رغم محاولاته المتكرّرة.
فشل ينظر له السّعيد بقلق وغضب، لأنّ الوقت ينفد ولا يسمح له بكثير من المناورة، وهو يدرك أنّ دعم فرنسا المطلق، ومن ورائها أمريكا، حيويّ جدّا لكنّه يظلّ غير كاف إذا لم يتلقّ دعم كبار عسكر الوطن.
فدبّابة الدّاخل لازالت هي التي تحسم شؤون الحكم في الجزائر كما ظلّت لما يزيد عن نصف قرن من “الاستقلال”…
هذا الصّراع عطًل مرّة أخرى، اخراج الدّستور في طبعته الجديدة، على الرّغم من أنّ عبد العزيز بوتفليقة كان قد تعهّد بتعديله “ممّا يمكّن من ادخال إصلاحات سياسيّة عميقة تبعد البلاد عن عواصف العالم العربي”، كان ذلك في مارس 2011، في خضمّ تساقط طغاة العرب…
دستور قد يُعلن عن تعديلاته في الأيّام القادمة إذا ما تمكّن السّعيد من “إقناع”، بشكل أو بآخر، المعترضين داخل السّلطة بأنّ مايسعى إليه هو في صالح النّظام ككلّ وليس لآل بوتفليقة فقط…فقد أصبح شهر أبريل في السّنوات الأخيرة- تقليديّا – فهو شهر كسر العظام قبل أن يعود أركان النّظام للتّوافق.
لكنّ الأمر ليس مؤكّدا بعد…فالمعركة هذه المرّة قد تكون أمّ المعارك، بين النّظام ومناوئيه وبينه وبين نفسه أيضا، معركة يقودها السّعيد ومناصروه من العسكر ومن كبار المترفين المدنييّن، ويريد لها أن تحسم الأمر لصالح نظام يبدو أنّه قد بلغ من العجز ما بلغه رئيسه، ومع ذلك يعاند طبيعة الأشياء…ويقاوم كغريق حاصرته الأمواج العاتية من كل جانب…
محمّد العربي زيتوت
اللهم اضرب الظالمين بالظالمين واخرج الجزائر وشعبها من بينهم سالمين غانمين غير فاتنين ولا مفتونين واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
اظن ان الحل يكمن في قوة ثالثة لا هي تابعة لآل بوتفليقة و لا هي تابعة لفريق مدين “توفيق” بل تتكون من مجموعة من الضباط الوطنيين صغارا في السن لا تهمهم سوى مصلحة الجزائر .
من التعليقين السابقين، بين داع لأن يضرب الظالمين بعضهم بعضا، و داع لتدخل العسكر، يتبين أن الشعب غير مستعد لأخذ زمام المبادرة و دحر الطغيان، و ليس لديه أدنى نية للقيام بذلك.
اللعب يحب الشعب و الشعب يحب اللعب و الشعب خارج نطاق التغطية …السعيد عاجلا ام اجلا سيجلس مع الاولاد لانه قلل احترامه و سيهدم معبده على راسه و راس ال بوتفليقة فالنوميديين تحالفو مع الوندال لاخراج الروم و النظام غير موجود اساسا فنحن شعب غير منظم على العسكر ان يتشبهوا بكوريا الشمالية و ان تتحول دزاير الوقواق هذه الى دولة عسكرية خيرلها من ان تتحول الى جزائر واق الواق نتاع الف ليلة و ليلة مثلما تريد السلطانة هيام …-فحياة او ممات…قانون المافيا يستوجب حرب عصابات كل عشر سنوات و كتيبة العاصفة على اتم الاستعداد للقيام بليلة السكاكين الحادة اذا تطلب الامر و الايام دول و كان يا ما كان اتلتيكو سيفوز لان سيميوني مدرب جيد ليس كغور كيف
اخي العربي معظم الناس في البلاد من طينة الحكام كيف مقاول يعيش مع الشعب يوم بيوم والمثل يقول القريب من العين قريب من القلب يخدع الناس ببناء يتهدم قبل ان يوزع على الزوالية وجراح ( ذباح ) لايبالي بالمرضى ابي العزيز قتل في تبسة على ايديهم ترك فرنسا واحب العيش بين اهله فقتلوه والله بالامبالات في المذبح قال لي مسكين في آخر ايامه (راني هملت) غاشي مات قلبه وقتله الجهل والجشع وعدم الايمان بوجود الله