لندن – خدمة قدس برس
أكد العضو المؤسس في حركة “رشاد” الجزائرية المعارضة الديبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت، أن الدولة الجزائرية في تآكل مستمر، بسبب شيوع الفساد واستمرار الصراع بين أجنحة الحكم وانسداد أفق الإصلاح السياسي في البلاد.
وأوضح زيتوت في تصريحات خاصة لـ “قدس برس”، أن مشكلة الحكم في الجزائر باتت صراعا متعدد الأقطاب ويتجلى في عدة مستويات، وقال: “الدولة الجزائرية تتآكل منذ العام 1992، لكن وتيرة التآكل ازدادت في الآونة الأخيرة بشكل سريع لا سيما بعد ثورات الربيع العربي، وللأسف الشديد قادة الحكم وأجنحته أصبحوا يقتاتون من هذا التآكل ويخيرون الشعب الجزائري بين استمرار الوضع كما هو عليه أو النموذج السوري أو الليبي أو اليمني أو المصري، لكن على مستوى الآداء لم تعد أي مؤسسة من مؤسسات الدولة تقوم بدورها وتحولت بيد مجموعة أشخاص يتصارعون فيما بينهم عن الغنائم والنفوذ وفقا للولاءات، وقد وصل الفساد إلى قلب كل مؤسسات الدولة التي نخر كيانها الفساد بكل أنواعه وفي أبشع صوره”.
وأشار زيتوت إلى أن كتاب “باريس ـ الجزائر: علاقة حميمية” لصحفيين الفرنسيين الذي صدر الاسبوع الماضي في باريس، يكشف جزءا من نهب أموال الجزائر، من حيث تحقيقه حول الممتلكات العقارية التي اشتراها بعض المسؤولين الجزائريين الكبار في أرقى الأحياء الباريسية، حيث كشف الكتاب عن عدة أسماء متورطة في نهب أموال الجزائريين، من بينهم أسماء من الصف الأول في الجزائر وعلى رأسها ما يسمى بالوزير الأول، ووزراء آخرين.
ورأى زيتوت أن الجدل الذي عاد مجددا للحديث عن التوريث في إشارة إلى الدور الذي يقوم به السعيد بوتفليقة شقيق الرئيس الحالي، وقال: “لقد عاد الصراع بين الاجنحة الحاكمة في الجزائر مؤخرا وتجلى ذلك في عدة أوجه، منها الحديث عن الدور المتنامي وغير القانوني للسعيد بوتفليقة الذي يحكم البلاد بالنيابة عن شقيقه المريض والمقعد، وكذلك عن تعديل الدستور الذي بدأ منذ العام 2011، ولا يزال الخلاف بين فرقاء الحكم على أشده حول العديد من النقاط من بينها فقرة في المادة 88 خاصة بمرض الرئيس، حيث يريد جناح بوتفليقة إلغاء تلك الفقرة بينما يرفض خصومه ذلك خاصة بعض كبار العسكر، والتي لو طُبقت لكان بوتفليقة قد عُزل منذ عام 2005 حين أًصيب بسرطان المعدة، وأقام عدة أسابيع في مستشفى عسكري فرنسي، وخصوصا عام 2013 حين أُصيب بصدمة دماغية قضى على إثرها حوالي ثلاثة أشهر بمستشفى عسكري فرنسي، كما أن هناك صراعا شديدا على موضوع نائب الرئيس المقترح في التعديل الدستوري، وغير ذلك من القضايا الخلافية، وهو ما دفع بعمار سعداني، ما يسمى بالأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، الذي يعتبر الناطق غير الرسمي بجناح الرئاسة، إلى القول أن أمر تعديل الدستور سيأخذ وقتا طويلا، في حين أن الشخص الثاني الرسمي في الدولة، المدعو عبد القادر بن صالح، والأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، يقول إن مشروع الدستور سيقدم خلال أيام إلى البرلمان”.
وحذر زيتوت من أن الجزائر وفقا لهذا الوضع تسير نحو مزيد من الضعف وتردي الأوضاع، وقال: “انشغال الأجنحة بإدارة صراعها بعيدا عن مطالب الشعب الجزائري الذي يئن تحت الفاقة والحرمان، مما أحدث غضبا كبيرا لدى سكان الجنوب مما يعانونه من بؤس وتهميش حتى أن دعوات لإنفصال الجنوب بدأت تتصاعد في سابقة خطيرة تهدد وحدة الجزائر.
والوضع مرشح لمزيد من السوء في ظل التآكل المستمر للدولة واحتدام الصراع بين أجنحة الحكم، التي شاخت منتهكة كل القوانين التي وضعتها بنفسها للدولة، وفي مقدمتهم عبد العزيز بوتفليقة، الذي ساءت حالته الصحية بشكل كبير وقد جاوز 78 من العمر والجنرال التوفيق الذي بلغ من العمر نحو 77 عاما، ولازال، رفقة جنرالات آخرين، يتحكم في البلاد بذات القبضة الأمنية، كما أن الرجل الأقوى اليوم وهو قائد الجيش، أحمد قايد صالح، يعتبر من أشد الجنرالات فسادا وقد جاوز 80 من العمر”، على حد تعبيره.
“إكسبرس نيوز” الجزائر / محمد العربي زيتوت / تصريحات / (خاص)
الإثنين 20 نيسان 2015