أنا لا أعرف مدينة ديربورن في ميتشيجان، لكني سمعت عن ذلك في الإذاعة .. أليس ما سمعته صحيحًا ؟!!
ليو بيرمان Leo Berman النائب الجمهوري السابق في مجلس ولاية تكساس المحلي مجيبًا علي سؤال طرح عليه في مؤتمر صحافي عن مدي تأكده من أن مدينة ديبوربن قد وقعت تحت حكم ( الشريعة الإسلامية ) كما كان يحذر دائمًا، ومعلقًا بأنه لا يعرف المدينة من الأساس ولكنه سمع الأمر في الراديو !!
إسلاموفوبيا ( Islamophobia )، مصطلح ترجمته الحرفية ( رهاب الإسلام )، وتعريفه الدقيق هو أي ممارسات عنصرية تحتوي علي خوف لا أساس له أو كراهية غير مبررة أو مفهومة للإسلام، مع خوف ونفور دائم من المسلمين، ورؤية الإسلام علي أنه ليس له أية عوامل مشتركة مع الثقافات الأخرى وأنه أقل شأنًا من الحضارة الغربية، وأنه ليس دين وإنما أيديولوجية عنيفة بلا ضابط.
بداية ظهور المصطلح كان علي يد المركز البحثي الأمريكي ( Runnymede Trust ) والذي شكل لجنة سميت ب ( المسلمون البريطانيون والإسلاموفوبيا ) وترأسها جوردون كونواي ( Gordon Conway ) نائب رئيس جامعة ساسكس ( Sussex )، ثم أصدرت اللجنة تقريرها البحثي في العام 1997 بعنوان ( الإسلاموفوبيا .. تحدي للولايات المتحدة كلها ) ونشره وزير الداخلية البريطاني حينها جاك سترو.
يوم الأربعاء الماضي أطلق مركز التقدم الأمريكي ( CAP ) ومقره واشنطن تقريره الثاني عن شبكة الأفراد والجماعات الكارهة للإسلام والمعروفة باسم شبكة ( الإسلاموفوبيا ) والبالغ تمويلها 57 مليون دولار سنويًا، وقد أصدرها بشكل تفاعلي في موقع علي الإنترنت بحيث يمكن تتبع الشبكة بشكل بسيط للزائرين ..
تقرير المركز أتي بالتزامن مع الضجة التي صاحبت ( تشابل هيل ) وعملية قتل ثلاثة مسلمين من عائلة واحدة هناك برصاصة واحدة في الرأس مباشرة لكل منهم، ( ضياء وزوجته يسر وأختها رزان )، وهي الحادثة التي لم تنل اهتمام الإعلام الأمريكي وصاحبها تعتيم كامل حتي حدثت ثورة في مواقع التواصل الاجتماعي وضغط أدي لتغطية وسائل الإعلام الأمريكية لها ..
التقرير الأول ل ( CAP ) كان في 2011، وأوضح حينها للمرة الأولي حجم الشبكة العاملة علي تأجيج الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة الأمريكية بتمويل قدره التقرير في وقتها ب 42 مليون دولار، والرقم الحالي يوضح تصاعدًا في ميزانية الشبكة ومدي إنفاقها علي أهدافها، تلك الأهداف التي تتجمع كلها في جملة واحدة ( تهميش المسلمين في المجتمع الأمريكي ونشر الكراهية المطلقة لهم ).
ويركز صلب التقرير البحثي علي المشكلة المتفاقمة بلا توقف، وهي أن شبكة الإسلاموفوبيا تتطور ويتصاعد أداؤها باستمرار في آخر عشر سنوات، مع رواج أكثر لأفكارها وتبني أكثر لأهدافها من بعض التيارات السياسية، وتحول الخطاب الذي كان يُنظر له علي أنه شديد التطرف إلي بدايات سياسة عامة تتسع ببطء!
( 2 )
تعمل الشبكة علي النحو التالي:
مجموعة من المنظمات والمتبرعين ورجال الأعمال هم من يقدمون الأموال لدعم أهداف الشبكة، وهي الأموال التي وصلت إلي 57 مليون دولار بحسب التقرير، هذه المنظمات تأخذ الأموال ثم توزعها بشكل مؤسساتي علي خبراء وباحثين يمثلون قادة الأوركسترا والذين يُخلِّـقُون معلومات مضللة وكاذبة عن الإسلام والمسلمين، ثم تُعطَي هذه المعلومات لشبكة أضخم تضم قادة دين من اليمين المتطرف وسياسيين وإعلاميين ونشطاء ليستخدموها بشكل واسع النطاق في إقناع الأمريكيين بأن الإسلام عقيدة عنف خالص، وليس إقناعهم فحسب، بل وترسيخ إيمانهم بذلك!
يصعب بالطبع عرض أسماء جميع المتورطين لأن الشبكة عملاقة بما يكفي وهي نتاج أكثر من 10 سنوات من العمل المنظم في انشائها وتطويرها لتصل لهذا التأثير، لذلك سأستعرض سريعًا في القادم أهم مفاتيح الشبكة، ويمكن للقارئ الإبحار في الموقع الإلكتروني ورؤية الشبكة بأكملها من هنا
أ – الممولون الرئيسيون
1 – ريتشارد سكيف ( Rechard Mellon Scaife )
البليونير الأمريكي الشهير، ومالك مجموعة شركات ( Mellon ) الأمريكية العاملة في مجالات النفط والألومنيوم والمصارف البنكية، والمتوفي في 14 يوليو من العام الماضي.
تمثل مجموعة سكيف أحد أكبر الداعمين للمنظمات غير الحكومية التي تدافع عن قيم الليبرالية في المجتمع الأمريكي بحسب أهداف هذه المنظمات المعلنة، مجموعته، التي يديرها الآن ابنته ( جيني ميلون ) وابنه ( ديفيد ميلون )، دعمت وتدعم الكثير من القضايا العامة المحافظة، مراكز أبحاث، منظمات مجتمع مدني وجماعات دعوية من خلال ثلاث مؤسسات هي ( Sara Scaife Foundation )، ( قرطاج The Carthage ) وهي المنظمة التي اندمجت مطلع العام الحالي مع مؤسسة سارة سكيف تحت اسم الأخيرة، و ( the Allegheny Foundation ).
الثلاث مؤسسات، بين عامي 2001 ، 2012 ساهموا بما يقارب العشرة ونصف مليون دولار في تمويل مجموعات بداخل شبكة الخوف، وهو نصيب الأسد من ميزانية تمويل المجموعات العاملة في دائرة مناهضة الإسلام، فضلًا عن أنها أكبر ممولي المنظمات المناهضة للهجرة في الولايات المتحدة.
2 – شركة ( ألين – برادلي ) Allen-Bradley Company
خط إنتاج آلات التحكم الشهير والذي هو أساس إمبراطورية روكويل Rockwell Automation والمقدر قيمتها السوقية ب 6.35 مليار دولار.
في العام 1942، أسس الأخوان برادلي ( ليندي وهاري ) Bradley Foundation بأهداف معلنة وهي تمويل كل النشاطات التي من شأنها تعزيز قيم الليبرالية والحرية التي قامت عليها الحكومات الأمريكية والشركات الخاصة وتعضيد القيم الغربية، وهي أمور تبدو فضفاضة وإنشائية تمامًا، لكن الأهداف الحقيقية من أهمها شبكة الخوف بالطبع.
المؤسسة، والتي تتعدي أصولها النصف مليار دولار، تتبرع سنويًا لمراكز أبحاث ومنظمات مجتمع مدني وأنشطة معينة بمبالغ تتعدي الثلاثين مليونًا من الدولارات، وبحسب تقرير ال ( CAP ) فإن المؤسسة ساهمت منذ عام 2001 : 2012 بمبالغ تتعدي الستة ملايين ونصف المليون دولار في شبكة الخوف وتمويل أنشطة تؤجج وتنشر الإسلاموفوبيا، وكان النصيب الأكبر من المبلغ لثاني أهم قائد أوركسترا في شبكة الخوف وهو ( مركز ديفيد هورويتز للحرية David Horowitz Freedom
Center ) والذي تلقي بمفرده أكثر من خمسة ملايين دولار في هذه السنوات!
3 – عائلة روزنوالد Rosenwald
هل هذه المرة الأولي لك التي تسمع فيها عن هذه العائلة ؟ .. لا يهم، يكفي أن تعرف أن فيها نينا روزنوالد Nina Rosenwald، أحد أهم أفراد العائلة، والمعروفة في الولايات المتحدة بالأم الروحية لكراهية المسلمين، والصهيونية المتحمسة!
في 2012 تم تفكيك مؤسسة عائلة ويليام روزنوالد للتمويل وتوزيع أصولها علي ثلاث مؤسسات، ( صندوق عائلة أليس روزنوالد )، ( مؤسسة الطريق الأوسط )، و ( الصندوق التجريدي )، وكلها تمول مراكز بحثية ومنظمات مدنية بداخل شبكة الخوف، مثل معهد هوفر، معهد أمريكان انتربرايز، والمعهد اليهودي لشئون الأمن القومي!
ما بين عامي 2001 و 2012 ساهمت الثلاث مؤسسات الروزنوالدية في شبكة الإسلاموفوبيا بمبلغ ينقصه آلاف قليلة عن الخمسة ملايين دولار، وما بين عامي 2009 و 2012 فقط ساهم الصندوق التجريدي في الشبكة ب أكثر من مليوني دولار ذهب معظمها إلي أحد أهم أذرع الشبكة التنفيذية ( منتدي الشرق الأوسط ).
وهناك معلومة مهمة لم يقدمها تقرير ال ( CAP )، وهي أن نينا روزنوالد أنفقت ملايينً في السنوات الأخيرة علي هدفها الرئيسي وهو إنشاء تحالف وثيق بين ( اللوبي الصهيوني ) وبين شبكة الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة!
بـ – قادة أوركسترا الإسلاموفوبيا
المقطوعة، أي مقطوعة، لكي تكتمل لابد لها من قادة أوركسترا مهرة، يوجهون العازفين ويرشدونهم من خلال قراءة النوتة الموسيقية كاملة بحرفية، فرقة بها مائة عازف تحتاج بالتأكيد لقائد ماهر ينتج من كل هذا العدد سحرًا، وإلا فكل عازف سينشغل بسياقه الخاص وتصبح المقطوعة أو السمفونية فوضي مطلقة.
هذه المقدمة ضرورية لتوضيح دور المؤسسات الوسيطة القادمة، والتي تتلقي التمويل من الممولين الرئيسيين، ثم تضع الخطة وترسم الأدوار وتُخلِّق المعلومات المراد نشرها وإقناع الناس بها، ثم توزع هذه المعلومات علي شبكة العازفين واسعة النطاق.
1 – منتدي الشرق الأوسط ( MEF )
{ تعزيز المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، وحماية القيم الغربية من تهديدات الشرق الأوسط المستمرة }
بهذه العبارة يمكننا أن نبدأ، ما سبق وقرأته هو الهدف الرئيسي والمعلن لمنتدي الشرق الأوسط، الذراع الأضخم والأقوي في شبكة الخوف والقائد الرئيسي للأوركسترا، بينما ما يتم علي الأرض يختلف كثيرًا!
ال ( MEF)، المؤسسة المحافظة وال Think Tank الشهير، تأسست علي يد دانيل بَايبس ( Daniel Pipes ) المؤرخ والكاتب والمحلل السياسي المعروف في عام 1990، ثم تحولت لمؤسسة غير ربحية في عام 1994، ولها ذراعٌ إعلامي يتمثل في جريدة الشرق الأوسط الربعية التي تصدر كل ثلاثة أشهر، وهي ليست جريدة بالمعني المفهوم بقدر ما هي دورية تحليلية تهتم بقضايا الشرق الأوسط من وجهة النظر الأمريكية.
منذ عام 2001 تلقي المنتدي أكثر من 12 مليون دولار من الجهات الممولة والمانحة لممارسة نشاطه من إجمالي ال 57 مليون دولار التي أنفقت علي شبكة الخوف بالكامل، وهو قلب الشبكة الأهم وأحد أفضل موزعي الأموال علي العازفين في الشبكة، وبلغ دخله في 2012 ما تعدي ال 4.5 مليون دولار، والأرباح كانت من دورياته، وجريدة الشرق الأوسط الربع سنوية، وبرامجه التي يشرف عليها ومن أهمها ( مراقبة الحرم الجامعي / مراقبة الإسلاميين / المشروع القانوني ) وهي برامج تستهدف بشكل أساسي بث الخوف من الإسلام المتشدد ( والمقصود هنا الإسلام كاملًا بالطبع ) ومراقبة واستهداف كافة المنظمات والأشخاص الذين تتعارض وجهات نظرهم أو توجهاتهم مع خط المنتدي العام، وعلي رأس هؤلاء الجالية الإسلامية في الولايات المتحدة بالطبع!
2 – مركز ديفيد هورويتز للحرية ( David Horowitz Freedom Center )
الأوسكار الثاني بعد منتدي الشرق الأوسط يذهب لمركز ديفيد هورويتز، أحد أهم قادة الأوركسترا في شبكة الخوف، والذي يعتبر أحد أهم المؤسسات التي ساهمت في نشر الأفكار المتعصبة في عقول وحياة الأمريكيين بحسب المركز الجنوبي لعدالة الفقر وهو مركز بحثي محايد يقيس جماعات الكراهية في الولايات المتحدة الأمريكية.
ظهرت هذه المؤسسة للنور في العام 1988 علي يد الناشط السياسي ( David Horowitz ) وصديق كفاحه ( Peter Collier )، رأس مال المؤسسة كان عبارة عن مساهمات ضخمة من عددٍ من اللاعبين أهمهم قطعًا ( مؤسسة سارة سكيف ) و ( مؤسسة الاخوان برادلي ).
يمثل المركز مفتاحًا رئيسيًا في تضخيم الادعاءات المزعومة القائلة بخطر التطرف الإسلامي وانتشاره بصورة واسعة في الولايات المتحدة الأمريكية، ويروج بقوة لنظرية المؤامرة التي تقضي بنجاح الإسلاميين المتطرفين في التسلل ككوادر حزبية سياسية سواءً في اليسار أو اليمين المتطرف في أمريكا، وعلي رأس هؤلاء الإسلاميين المتطرفين _ بحسب المركز _ ( الإخوان المسلمون )!!
وينظم المركز دورات وبرامج أسبوعية في مئات من ساحات الجامعات الأمريكية للتوعية من زحف إسلامي عنيف ووشيك علي الغرب، ومنذ 2001 وحتي 2012 تلقت المؤسسة ما يقارب ال 11 مليون دولار تبرعات من الجهات المانحة، فضلًا عن وصول إيراداتها في 2012 فقط ل 7.2 مليون دولار!
3 – مركز السياسة الأمنية ( CSP )
{ الشريعة الإسلامية تمثل الخطر الأكبر علي الولايات المتحدة الأمريكية التي في طريقها لتكون تحت حكمها وقوانينها / الشريعة أيديولوجية شمولية / المساجد تمثل أبرز فنون المسلمين لنشر الفتنة }
هذه هي عينة من أساس وصُلب أفكار ( The Center Of Security Policy ) أو مركز السياسة الأمنية، الذراع الثالث الأقوي في شبكة الخوف وأحد أهم المروجين لنظريات المؤامرة المستهدفة للمسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي تأسس في العام 1988 ( هل يدق العام جرسًا ما ؟!! ) عن طريق فرانك جافني الابن (Frank J. Gaffney, Jr ) الكاتب الصحفي ومذيع الراديو المعروف نسبيًا.
منذ العام 2001 تلقي المركز أكثر من 7 مليون دولار تبرعات من الجهات المانحة، مع دخل بلغ أكثر من 3.2 مليون دولار في 2012 فقط، أما دخل فرانك جافني الذي لم يكن ليحلم به بلغ 300 ألف دولار في العام الواحد!
في 2010 نشر المركز تقريرًا بعنوان ( الشريعة: تهديدٌ لأمريكا ) وهو الذي زعم فيه أن الشريعة الإسلامية تزحف لتستولي علي الولايات المتحدة الأمريكية وتوقعها تحت براثنها، وفي 2012 أنتج المركز سلسلة فيديوهات من 10 أجزاء بعنوان ( الاخوان المسلمون في الولايات المتحدة ) عن التهديد الذي يشكله المسلمون علي بنية الولايات المتحدة، وهي السلسلة التي استخدمتها عضوة الكونجرس ميشيل باكمان في مطاردة ساحرات عنيفة وحملة واسعة علي هوما عابدين الباكستانية الأصل والمساعدة الرئيسية لهيلاري كلينتون أثناء توليها لمنصب وزير الخارجية الأمريكية!
(3) العازفـــون
سياسيون ونواب كونجرس، نشطاء مدنيون، وسائل إعلام شهيرة، هؤلاء الذين يمثلون طبقة عازفي الأوركسترا وناشري أفكارها، يتلقون المعلومات المخلقة والمضللة ثم يبدئون في نشرها علي نطاق واسع لتصل لشريحة كبيرة ممن بداخل الولايات المتحدة.
فيما يلي نستعرض بعضًا من أهمهم:
1 – نوني درويش ( Nonie Darwish )
الإسلام هو سُم، يثير الفرقة، يثير الكراهية، إنه دين مبني علي الكذب، ولا شك لدي في أنه سيُدمر يومًا ما
يمكن تعريفها من هذه النبوءة خاصتها التي انتشرت علي نطاق واسع في الولايات المتحدة، نوني، العربية ذات الأصول المصرية، الناشئة في قطاع غزة، والمهاجرة إلي الولايات المتحدة الأمريكية، ناشطة المجتمع المدني والمدافعة عن حقوق المرأة، وأحد المحاضرين الزائرين القدامي في مركز السياسة الأمنية ( CSP ).
أسست نوني في عام 2009 مجموعة ( المسلمون السابقون المتحدة )، وهي مجموعة تشمل كل الذين تركوا الديانة الإسلامية لصالح أي عقيدة أخري أو للا عقيدة، وهم الذين يعرفون في الإسلام باسم ( المرتدين )، وخطها الرئيسي يدافع ضد حد الردة ويقول أنه مادام في الإسلام نص يبيح قتل تارك الديانة الإسلامية فحينها يحق لنا انتقاد هذا الدين.
وأسست نوني أيضًا مجموعة ( عرب من أجل إسرائيل ) وهي مجموعة تضم فيها كل من يحترم دولة إسرائيل ويدعمها ويرغب في سلام دائم معها، وقد قدمت كخبيرة في الإسلام الراديكالي في مشروع كلاريون الوثائقي المروج للإسلاموفوبيا ( الهوس : حرب الإسلام المتطرف علي الغرب )!
2 – زهدي جاسر ( Zuhdi Jasser )
{ أميركا في حرب ضد المسلمين الثيوقراطيين الطغاة الذين يبحثون عن فرض الشريعة الإسلامية، ولا يؤمنون بالمساواة أمام القانون بين الجميع، ومصابون بالعمي بسبب إيمانهم }
كلمات السيد زهدي تلخص توجهه وفكره، الملازم السابق بالبحرية الأمريكية، وطبيب أمراض القلب في مدينة فينيكس بولاية أريزونا، ورئيس المنتدي الإسلامي الأمريكي للديموقراطية ( AIFD ) وهي منظمة غير ربحية تأسست في 2003 ومقرها بفينيكس أيضًا.
المنتدي هو مؤسسة بحثية هدفها المعلن التصدي للإسلام السياسي ومحاربة الاعتقاد السائد بأن الإسلام كدين يرتبط ارتباطًا وثيقًا بوجود دولة إسلامية، ورأسها _ زهدي _ مروج دائم لفكرة أن المنظمات الإسلامية العاملة في الولايات المتحدة هي في الحقيقة منظمات إرهابية وتخريبية وتشجع الإسلام الراديكالي ( الجهادي )، ويعتبر زهدي هو اللاعب الرئيسي في عازفي شبكة الاسلاموفوبيا.
3 – ترنت فرانكس ( Trent Franks )
عضو الكونجرس الأمريكي الجمهوري عن ولاية أريزونا، وهو عضو في الكونجرس من عام 2003، في 2008 أيد النائب ترنت ما جاء في مشروع كلاريون الوثائقي المروج للإسلاموفوبيا، ثم انضم في 2009 للنواب الجمهوريين ( بول برون / جون شاديج / سو مايرك ) لمطالبة الكونجرس بوضع مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية ( CAIR ) تحت التحقيق بتهمة محاولة زراعة جواسيس بداخل مكاتب الكونجرس!!
في 2013 كان فرانكس متحدثًا رسميًا في مؤتمر النخبة في بالم بيتش تحت رعاية ديفيد هورويتز مناقشًا تحت عنوان ( عدو الحرية: الإسلام )، ويمثل فرانكس مع نواب آخرين جمهوريين حاليين مثل ( رينيه إليمرز )، ( بيتر كينج ) و ( لوي جومرت ) تيارًا بداخل الكونجرس معاديًا للإسلام وداعمًا لأى تشريعات تقيد المسلمين في المجتمع الأمريكي.
4 – قناة فوكس الإخبارية ( FOX News )
ومن لا يعرفها ؟!
أحد أشهر وأقوي القنوات الإخبارية في الولايات المتحدة الأمريكية وأوسعها إنتشارًا، تستغل قاعدتها في نشر أفكار خاطئة عن المسلمين وتضخيم التهديدات وخلق نظريات مؤامرة وهمية عن الخطر الإسلامي، ظهر عليها تقريبًا أغلب لاعبو شبكة الإسلاموفوبيا في بعض برامجها الشهيرة مثل ( Hannity )، ( The O’Reilly Factor ) و ( Fox & Friends ) مستغلين هذا الظهور المتكرر والمنتظم في نشر كل ما يروجون له من معلومات مضللة وأوهام تساهم بشكل ضخم في نشر كراهية الإسلام والخوف من المسلمين وممارسات التمييز العنصري بين الأمريكيين.
معهد بحوث الأديان العام أجري استطلاعًا بين الأمريكيين خلصت نتائجه لوجود علاقة قوية طردية بين وجود أفكار مسبقة مضللة وخاطئة عن الإسلام والمسلمين وبين مشاهدة فوكس نيوز، ووجد الاستطلاع أن أغلبية الأمريكيين الذين يشاهدون القناة أميل بنسبة كبيرة إلي تصديق ما يقال عن زحف الشريعة الإسلامية علي الولايات المتحدة الأمريكية، وأن المسلمين لم يفعلوا شيئًا لمناهضة التطرف، وأن استخدام سلطة التحقيقات لمواجهة التطرف الإسلامي المزعوم هو فكرة جيدة!
( 4 ) الشبكة ( 1 ) : المسلمون ( صفر ):
يمثل عمل شبكة الإسلاموفوبيا الأمريكية أساسًا _ يبدو بسيطًا _ هو زرع الأفكار المناهضة والمشوهة للإسلام في عقول الأمريكيين وأيضًا كافة الجنسيات التي تطلع علي إصداراتهم وبرامجهم وتسمع لعزف فرقة شبكة الخوف الضخمة بالكامل، عندما تترسخ هذه الأفكار فقد تحقق الهدف، عند حدوث أي جريمة أو عمل به أي شبهة مسلمين يلغي العقل ببساطة المنطق ويعود لتحيزاته التي تمت زراعتها فيه علي مدار سنوات، عقل كهذا، بكل الكراهية المحملة فيه، سيتصرف علي نحو غريزي تمامًا، حيواني جدًا، لتبدأ سلسلة الاعتداءات علي المسلمين في أي مكان تطوله يد المصابين بالإسلاموفوبيا!
لمحاولة فهم أكثر، قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر كانت بعض العقول تشبعت بأفكار الإسلاموفوبيا، عندما ضربت أبراج التجارة العالمية رصدت هيومان رايتس ووتش _ المنظمة الدولية الأكبر لحماية حقوق الإنسان _ زيادة الاعتداءات علي المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 1700%، 481 اعتداء استهدفت المسلمين بشكل مباشر، نسبة زيادة هائلة كهذه لم تكن لتتم لولا أن الاستعداد والاقتناع بأفكار معينة عن المسلمين موجودة ويؤججها أي حدث ضخم.
شبكة الإسلاموفوبيا ليست مجرد شبكة ناشطة في الولايات المتحدة فقط، وإنما هي نسقٌ عالمي بشكل ما، مثلًا في ألمانيا تنشط منظمة بيجيدا المتطرفة منذ شهور في مظاهرات مستمرة ضد المسلمين هناك، في فرنسا رصدت لجنة مناهضة الإسلاموفوبيا هناك الإعتداءات علي المسلمين في 2013 لتسجل 691 عملًا معاديًا للمسلمين، وهو رقم زاد بنسبة 63.11% عن رقم اعتداءات 2012 بينما يزيد مع الرقم العنف حيث ترتفع حدة الاعتداءات الجسدية عامًا بعد عام عن الاعتداءات اللفظية!
أليسا راي المتحدثة الإعلامية باسم اللجنة قالت أنهم رصدوا عبر عشر سنوات كاملة ارتباطًا وثيقًا بين تبني وسائل الإعلام وبعض رجال السياسة لخطاب يحث علي كراهية الإسلام والمسلمين وبين زيادة عدد الإعتداءات، لأنه كلما زاد الترويج كلما شعر المواطن الفرنسي _ علي حد تعبيرها _ بحرية أكبر في ممارسة الاعتداءات والتمييز العنصري ضد المسلمين!
في لندن جاء تقرير أكتوبر 2013 ليحمل نسبًا متقاربة، حيث أصدرت شرطة العاصمة البريطانية تقريرًا يفيد بارتفاع نسبة جرائم العنصرية ضد المسلمين بنسبة 65% لتصل 570 اعتداءً بدلًا من 344 جريمة في 2012، واستهدفت أغلب الاعتداءات النساء بالحجاب أو النقاب، ثم ارتفعت الحوادث مرة أخري ليأتي التقرير من مايو 2013 إلي فبراير 2014 ب 734 حادثًا معاديًا علي رأسها قتل الطالبة السعودية ( ناهد المانع ) في أحد شوارع كولتشيستر ب16 طعنة في مختلف أنحاء جسدها وهي حادثة القتل التي اشتبهت سكوتلاند يارد في أنها جريمة عرقية ودينية.
مقابل ذلك الجهد المنظم والبحثي والإعلامي واسع النطاق لنشر الاسلاموفوبيا لا يوجد جهد يقارب حتى ما يتم من المجتمع الإسلامي في الولايات المتحدة الأمريكية ابتداءً وفي جميع أنحاء العالم عامة، حتي أن اللوبي التركي الذي يعتبر أقوي اللوبيات الإسلامية في العالم لا يبدو بهذا التأثير والتنظيم وحتي الجهد في محاولة عكس ومناهضة هذه الأفكار التي تتغلغل في المجتمع الأمريكي وتتصاعد للسياسة الأمريكية، ولأن الفيروس لا يواجه أي أجسام مناعية من أي نوع فلابد له أن ينتشر أكثر!
المصادر
The Islamophobia Network
Center for American Progress
Richard Mellon Scaife
Scaife Foundations
Allen-Bradley
Middle East Forum
David Horowitz Freedom Center
هجوم باريس والحرب الجديدة على الإسلام والمسلمين (2) منابع الإرهاب في الغرب
Image Credit: Getty Images
بارك الله فيكم على توعية الناس وتعريفهم بمخططات هذه الشبكة العنصرية الخطيرة التي تسيء للإسلام والمسلمين بالمهجر.
بارك الله فيكم على توعية الناس وتعريفهم بمخططات هذه الشبكة العنصرية الخطيرة التي تسيء للإسلام والمسلمين با
ملاحظة: بالنسبة للمقالة الخاصة بصراع الأجنحة بالدولة ، هناك خطأ في إسم قائد الناحية الأولى (حس جبور) أضن أن الإسم الصحيح هو (حسان جبوري) ، وهو متصاهر مع قايد صالح قائد أركان الجيش الوطني الشعبي (متزوجين من الأختين) حسبا ما يقال، وقد كان عقيداً في سنة 1999 حينها كان قائد المدرسة التطبيقية لسلاح الدبابات بباتنة ، وبعدها تم تحويله لقيادة الفرقة الأولى المدرعة بباريكة.
أحيطكم علماً أن كل المعلومات صحيحة ومؤكدة ماعدا معلومة التصاهر مع القايد صالح فهذه المعلومة تداولت بين أفراد المدرسة التطبيقية لسلاح الدبابات حين ما كان هذا الأخير قائداً لها ولتأكيد ما قلت فقد كنت أودي واجب الخدمة الوطنية وكان هذا الأخير قائد المدرسة في سنة 1999.