أرادت فرنسا أن تتصادف زيارة رئيسها للجزائر بذكرى وصول طلائع الجيش الفرنسي الغازي للشواطئ الجزائرية، قبل 185 عام بالضبط، في 15/14 يونيو1830
في زيارته السابقة إختار وضعا شبيها جدا بزيارة الجنرال ديغول للجزائر المستعمرة بحيث يحيط به مجموعة من الأشخاص باللباس التقليدي الجزائري.
مع العلم أن الصدفة في السياسة لا وجود لها.
وتأتي زيارة رئيس فرنسا لرئيس الجزائر المقعد والمنتهي صحيا لتحقق جملة من الأهداف أرادها صانع القرار الفرنسي ومن أهمها:
1- تظل الجزائر سوقا للشركات الفرنسية، التي تلقى منافسة شديدة من دول أخرى خاصة الصين، فهناك أكثر من 430 شركة تسيطر على مفاصل هامة من الإقتصاد الجزائري بما فيها بعض المجالات الحيوية كمطار العاصمة الدولي…
2- تظل الجزائر فاتحة لأجواءها وحدودها للجيش الفرنسي وطائراته التي تتمدد في إفريقيا، خاصة في مالي والنيجر بإسم الحرب على الإرهاب الإسلامي. ويظل الدعم اللوجستكي خاصة بالمواد البترولية للجيش الذي يحتل شمال مالي والنيجر.
3- تستمر الجزائر في تنسيق مواقفها مع فرنسا فيما يسمى بالحرب على الإرهاب، خاصة في ليبيا التي يكثر اليوم الحديث عن تواجد داعش فيها.
مقابل ذلك يستمر الدعم الفرنسي لجناح بوتفليقة-قايد صالح، في مواجهة خصومهم من العسكريين والمدنيين الذين يدور بعضهم في فلك رئيس وزراء سابق أنشأ حزبا مؤخرا.