ماذا تخبّئ إقالة صانع الرّؤساء في الجزائر؟

إقالة رئيس المخابرات الجزائريّة، خطوة يعتبرها البعض طيّاً لآخر صفحة في كتاب الصّراع بين أجنحة السّلطة في الجزائر، والمتمثّلة في قيادة أركان الجيش، والّرئاسة والمخابرات. فهل يرسم هذا القرار إحدى ملامح المرحلة المقبلة في تاريخ البلاد؟

هذا ما تناقشه سعدة الصّابري في برنامج “نافذة على العالم”، مع عضو أمانة رشاد، محمد العربي زيتوت والمستشار خطار أبودياب.

—————–

زيتوت: الدبابة هي من تصنع الرئيس في الجزائر وشقيق بوتفليقة هو من أزاح الجنرال مدين

وأضاف العضو المؤسس لحركة رشاد المعارضة بالجزائر، خلال استضافته أمس، في نشرة إعلامية على إذاعة مونت كارلو الدولية، “كان واضحا أن أجنحة الجنرال توفيق (محمد مدين)، قد قصت تماما وأن إقالته قضية وقت ومهد لها بالهجوم عليه شخصيا من طرف زعيم أحد الأحزاب الذي اتهمه بأنه فاشل تماما وظل الوضع على ما هو عليه إلى أن أطيح به قبل يومين بعد أن ظل على رأس السلطة أو صانعا للرؤساء لمدة 25 سنة”.

وحول تكليف البشر طرطاك، بتولي مهمة رئيس المخابرات الجزائرية، خلفا لمدين أو الجنرال توفيق كما يناديه الجزائريون أكد زيتوت، “إن اختيار الذئب (طركاك)، من طرف قيادة الأركان والسعيد بوتفليقة، يأتي في ظرف خاص فكلنا نعرف أن بوتفليقة مريض وبالتالي شقيقه السعيد هو الذي يدير الرئاسة بدلا منه واختيار طرطاك، جاء بعد أن غادر هذا الأخير الجزائر في سنة 2013، بعد الإطاحة به في شتنبر وظل في فرنسا مترددا على الجزائر من حين لآخر”.

واسترسل الدبلوماسي الجزائري في الحديث قائلا “طركاك كان في حالة تيهان تام حتى استرجعته الأركان مع الرئاسة، وطلب منه أن يساهم في تفكيك المخابرات التي كان أحد صانعيها وبالفعل ساهم معهم في ذلك فطرطاك، ليس له أنصار داخل جهاز المخابرات مقارنة بتوفيق أو باقي الجنرالات الذين لديهم امتدادات في مناطقهم أو لديهم أطراف تساندهم داخل السلطة لذلك تم احتضانه لتفكيك المخابرات الجزائرية لأنها تحمل أكبر الفضائح والجرائم ولا ننسى أن طرطاك هو أحد أبرز الجنرالات الدمويين في التسعينيات”.

وحول الرئيس الذي سيخلف بوتفليقة في المقبل من الأيام قال زيتوت، “الشقيق السعيد بوتفليقة كان يتمنى لو كان مثل راوول كاسترو، يرث آخاه فيديل كاسترو، لكن أعتقد أن هذا صعب جدا في الجزائر لأن الذين يصنعون الرئيس هم العسكر وهم كانوا دائما يجلبون الرؤساء ويعينونهم فالدبابة في الجزائر هي التي تصنع دائما الرئيس”.

من جهته قال خطار أبو ذياب المحلل السياسي الجزائري، عن مدين أو الجنرال توفيق “صانع الرؤساء لربع قرن أو على الأقل آخر من سموا بالضباط الينايريين أي الضباط الذين واكبوا قرار وقف المسار الانتخابي ويومها دخلت الجزائر عقدها الأسوأ الشهير، يعد  أحد رموز الدولة العميقة بالجزائر، والانقلاب الأساسي اليوم في الجزائر هو أنه بدل أن يكون جهاز الأمن مع ما يسمى الأسرة الثورية، وحزب جبهة التحرير، هم أركان الدولة العميقة فإذا بنا أمام تحول أركان الجيش أي قيادة الجيش بجانب الرئاسة الجزائرية إضافة لمن هو موجود في الأسرة الثورية يمثلون بشكل أو بآخر البدائل هل هذا نهائي أم مؤقت هذا السؤال سيبقى مفتوحا”.

وأضاف خطار خلال النشرة الإعلامية ذاتها، “مرحلة ما بعد التوفيق ليست كمرحلة ما قبل التوفيق، فهل سيتمكن السعيد بوتفليقة من التوريث عبر الإخوة كما يحدث في السعودية؟ لكن ذلك نظام ملكي ينطلق من إعطاء الإرث لأولاد الملك المؤسس فهل سننتقل في الجزائر إلى مسألة شبيهة لا أظن ذلك، والجزائر غير مؤهلة لذلك وبرأيي الأركان هي الرقم الصعب الآن بالمعادلة الجزائرية إما سيتم من خلال الأركان إيجاد الرئيس أو إيجاد بديل مدني للرئيس بوتفليقة”.

 

Comments (1)
Add Comment