قاض إيطالي يصفع عصابة الحكم

 

 

امر قبل قليل قاض إيطالي  برفع الاقامة الجبريّة عن المحامي رشيد مسلي، المدير القانوني لمنظّمة الكرامة وأحد مؤسّسي حركة رشاد. ممّا يشكّل صفعة في وجه عصابات الجزائر المتصارعة هذه الأيام على السّلطة.
رفع الإقامة الجبريّة والرّقابة البوليسيّة عن رشيد،  جاء على الرّغم من أنّ وكيل الجمهوريّة التّابع للحكومة الإيطاليّة قبل طلب ما يسمّى بسلطات الجزائر بالنّظر في تسليم رشيد إليها…
لكنّ القاضي المستقلّ عن الحكومة،  رأى أنّه من غير العدل أن يظلّ رشيد أسيرا في إيطاليا في انتظار ملفّ القضيّة، بعد أن جاءه جزء من “الملفّ” من الجزائر، ورأى أنّه يمكن النّظر في القضيّة عندما ترسل سلطة الجزائر ملفّا صحيحا فعلا يمكن أن يدين رشيد.

الواقع أنّ عصابة الجزائر تريد أن  تفعل مع المحامي رشيد مسلي،   ما فعلته بالضبط في 2012 مع الدّكتور مراد دهينة، أحد مؤسّسي حركة رشاد والمدير التنفيذيّ للكرامة، فقد أعتقله الفرنسيّون بطلب من “السّلطة الجزائريّة”، وكان المفروض أن يُفصل في القضيّة في أجل أقصاه أربعين يوما، حسب لوائح الأنتربول الظّالمة أصلا، إلاّ أنّ العصابة الحاكمة راحت تبعث في “الملفّ” على مراحل بتواطؤ مع جهات فرنسيّة،  حتى مرّت 6 أشهر ومراد  معتقل في سجن شديد الحراسة في باريس.

حينها قال النّائب العام، الذي كان من قبل متحمّسا جدّا لتسليم”الإرهابي مراد دهينة” كما تصفه “سلطات الجزائر، قال كلاما شديدا ضدّ النّظام الجزائريّ الذي اعتبر أنّه استخدم القضاء الفرنسيّ والإنتربول لتصفية حسابات مع معارضين له.

بقراره هذا… يثبت القضاء الإيطاليّ، الذي يرعب السّياسيّين في إيطاليا،  بل ووصل به الأمر إلى حدّ إصدار أحكام مشدّدة على عناصر من المخابرات الأمريكيّة، يثبت أنّه أكثر استقلاليّة من نظيره الفرنسيّ وأقلّ خضوعا “لما يسمّى بمصلحة الدّولة la raison d’Etat.

لو أنّ نظام الجزائر، مثلا وفقط مثلا، تابع شكيب خليل الذي “شكب”- بشكل مباشر أو بتهاون وتواطؤ – ملايير الدّولارات في فضائح كبرى تصدّرت صفحات الاعلام المحلّيّ والدّوليّ لسنوات وما تزال، لربّما قال قائل مادام يلاحق المفسدين والفاسدين، نغمض عنه الطّرف عندما يلاحق الأحرار…
ذنب رشيد و مراد وأمثالهما، أنّهم رفضوا أن الجزائر تنهب…ويصمتون كما يفعل الكثير ممّن آثر السّلامة والوظيفة، بل إنّ هناك، ممّن كان يدّعي البطولة والاستقامة، أن  أصبح يبرّر جرائم عصابة أهلكت البلاد والعباد…وجعلت الجزائر مهزلة عالميّة،  وهاهي اليوم  عصاباتها تتصارع على من ينهب أكثر،  ومن يضع أقرباءه وأبناءه وأصحابه في مناصب لا يستحقّونها،  وينهب أموال شعب يئن الملايين منه في بؤس متعاظم، بؤس آخذ في التّزايد مع انهيار أسعار البترول وازدياد لصوص المال العام.
محمّد العربي زيتوت