معركة جماعات الحكم متواصلة على النّهب والتّسلّط

رأى العضو المؤسّس في حركة “رشاد” الجزائريّة المعارضة الدبلوماسيّ السّابق محمّد العربي زيتوت، أنّ الجزائر تمرّ بمرحلة فارقة في تاريخها السّياسيّ المعاصر، وأشار إلى أنّ استمرار جناح الرّئاسة في تقليم أظافر خصومه من أبناء جهاز المخابرات، وترسيخ هيمنة جناح الرّئيس وقائد الأركان، ليس نهاية المطاف في سياق الصّراع حول مستقبل الجزائر.


ورجّح زيتوت في تصريحات خاصّة لـ “قدس برس” اليوم الاثنين (5|10) أن يستمرّ جناح الرّئاسة في استهداف جناح المخابرات، وقال: “النّاس في الجزائر وخارجها منقسمون حول ما يحدث: فهناك من لا يصدّق أصلا أنّ هناك خلافات في اعلى هرم السّلطة، وإنّ كلّ ما في الأمر هو تبادل أدوار وتعاون بين الأجنحة الذين هم متّفقون على اقتسام السّطلة كما ظلّوا دائما. وهناك من لا يصدّق أنّ الفريق محمّد مدين المدعو التوفيق ومن معه من كبار الجنرالات قد إنهزموا بهذه السّهولة وهم الذين ظلّوا في قلب السّلطة وإنّما يتظاهرون بذلك. وهناك من يعتقد أنّ الفريق التوفيق لم يقل كلمته وأنّ الحرب لم تبدأ بعد، وأنّه سيردّ بقوّة وسيحطّم جناح الرّئيس المريض والمقعد وسيصنع الرّئيس القادم كما يفعل دائما خدمة للجزائر.
وأضاف: “قناعتي، أنّ جناح بوتفليقة قد قصقص مخالب المخابرات، وأزاح التوفيق، وكذلك سيفعل بالضبّاط الكبار والشّخصيات المدنيّة المقرّبة منه، فسنشهد في الأيّام المقبلة، إسقاط الوزير الأوّل وعدد من الوزراء المقرّبين من التوفيق ناهيك عن عدد كبير من كبار الضبّاط، والقضاة والسّفراء والولاة المحسوبين على التوفيق”.


وأشار زيتوت إلى أنّ الصّراع السّياسيّ في رأس الدّولة جانب من أزمة شاملة تعيشها الجزائر، إلى جانب الأزمة الاقتصاديّة النّاجمة عن تراجع أسعار الطّاقة والارتفاع المهول للاسعار وضعف القدرة الشّرائيّة للمواطن وبداية نفاذ خزينة الدّولة التي قال بأنّ “أجهزة الحكم استخدمتها في العقدين الماضيين لشراء ذمم الشّركات والدّول الأجنبيّة والاستقواء بها على الشّعب”.


أما الجانب الأخطر، والذي يشكّل أحد أهمّ عوامل التوتّر في الجزائر، فهو جرائم تسعينيات القرن الماضي التي بدأت في الظّهور شيئا فشيئا من أطراف كانت جزءً من النّظام، وأشار إلى شهادة الجنرال حسين بن حديد، الذي اعترف مؤخّرا أنّ جزءً من الجماعات المسلّحة في تسعينات القرن الماضي كانت تشتغل لصالح المخابرات وأنّ جزءً من المجازر، على الأقلّ، قامت بها بعض وحدات الجيش، وقال زيتوت: “بهذه الشّهادة يكون الجنرال بن حديد قد حطّم، ربّما انتقاما أو عن غير قصد، البروباغندا التي تستمرّ منذ أكثر من 23 عاما من أنّ الانقلاب كان ضرورة لمنع قيام دولة أصوليّة، ومن أنّ الجماعات الإسلاميّة المسلّحة هي الإرهاب، ولذلك جاء اعتقاله مباشرة بعد ما قال هذا الكلام. لأنّ الأجنحة المتصارعة لا تختلف على الماضي وإنّما على الحاضر. فالماضي يجب أن يظلّ هو الإرهاب هو الجماعات الإسلاميّة، والإنقلاب كان ضرورة لكي لا تتحوّل الجزائر لأفغانستان”.


وأضاف: “إذا كان الجنرال حسين بن حديد، قد كشف أسرارا عسكريّة عندما تحدّث عن الإنقلاب والإرهاب المزيّف والمجازر وجماعات المافيا والأشرار التي تحكم البلاد، فماذا نقول عمّن اجتمع بما يسمّى بالوزير الأوّل وما يسمّى بقائد الأركان في مستشفى عسكريّ فرنسيّ وتحت الرّعاية السّامية لوزير الدّفاع الفرنسيّ وعسكر فرنسا؟ وماذا نقول عمّن فتح الأجواء للطّائرات العسكريّة الفرنسيّة ولطائرات التجسّس الأمريكيّة؟”، على حدّ تعبيره.

Comments (1)
Add Comment
  • عبد الكريم

    L’idée du bled n’est pas française format zaouia version culture, ni celle de 1962 ou celle de 1954 en passant par celle de 1945, 1930 voir celle de 1905, 1865 et j’en passe.
    L’idée du bled ne peut être que celle d’avant le 16 juin 1830