فرنسا…و جمهوريّة البڨّارة

“تلقّينا أمرا بتفتيشك أيّها الوزير وعلينا تنفيذه”،  كان هذا هو ردّ الشّرطيّ الفرنسيّ على “الوزير” حميد قرين،  الذي خضع صاغرا لتفتيش جسمانيٍّ دقيق ومهين،  قام به أربعة – 4 -من عناصر شرطة الحدود الفرنسيّة على الرّغم من أنّه كان:

1- يحمل جواز سفر دبلوماسي

2- يحمل أمرا بمهمّة

3- كان في مهمّة رسميّة باسم الجمهوريّة الجزائريّة

4- كان في قاعة كبار الزوّار ويتأهّب لصعود الطّائرة المتّجهة نحو الجزائر

5- كان مرفوقا برئيس البروتوكول في سفارة الجزائر بباريس

تقول  الأعراف الدّبلوماسيّة، و من ضمنها  إتفاقية فيينا للحماية الدبلوماسيّة الموقّعة سنة 1961،  بأن حامل جواز السّفر الدّبلوماسيّ لا تفتّش حتّى حقائبه ويحظى بكثير من الحماية…

فكيف سمح هذا الوزير بأن يهان بهذه الطّريقة ويفتّش تفتيشا جسديّا دقيقا..؟

لماذا خضع لأمر شرطيٍّ وهو في مهمّة رسميّة؟

لماذا تنقّل من قاعة كبار الزوّار حيث كان ينتظر الطّائرة إلى مقرّ الشّرطة الذي يبعد حوالي ثلاثين متر بمجرّد أن طُلب منه ذلك؟

ألم يَكُ حريّا به أن يرفض ذلك ويحتجّ بشدّة مطالبا بالتّحدّث إلى “نظرائه” من الوزراء الفرنسيّين؟

أو التّحدّث إلى كبار المسؤولين في الجزائر؟

أسئلة كثيرة تتبادر لذهن أيّ إنسان عادي فما بالك بمسؤول برتبة وزير؟

هذه ليست أوّل مرّة يهان فيها ما يسمّى بالمسؤولين الجزائريّين لحدّ تعريتهم جسديا، فقد حدث نفس الاحتقار لوزراء آخرين ولجنرالات وسفراء ومسؤولين كبار…ليس في باريس فقط بل في عدّة عواصم عالميّة أخرى، ولعلّ بعضنا يتذكّر ما حدث لوزير الخارجيّة مراد مدلسي في ديسمبر 2009 عندما كان في مهمّة رسميّة  للقاء “نظيرته” الأمريكيّة في واشنطن… فإذا به يتعرّض لتفتيش جسديٍّ دقيق… بل وأيضا لتمرير السّكانير على جسده العاري تماما…

يومها ذهب لينسّق مع مساعدي الوزيرة الأمريكيّة قضية “الحرب على الإرهاب”.

بعبارة أخرى،  تستمر عمالة النظام الجزائري لأمريكا التي كانت تخوض ما سمته “حربا عالمية  على الإرهاب” والتي أعلنتها عقب هجمات 11سبتمبر 2001.

 

والسّؤال البديهيّ لماذا تتصرّف حكومات العالم بهذه الوضاعة مع كبار المسؤولين الجزائريّين؟

في هذا نقرأ تعليقا نُسب اليوم لمسؤول حزبيّ فرنسيّ جاء فيه”على المسؤولين الجزائريّين أن يحترموا بلدهم إذا أرادوا أن لا يهينهم أحد بأسلوب غير حضاريّ… إنّ وزراء الجزائر يقضون معظم وقتهم في أوروبا و بالخصوص باريس أكثر ممّا يقضونه في بلادهم و مكان عملهم”و أضاف مستهزءا ” يأتون الى فرنسا في الأسبوع مرّتين أو ثلاثة و هذا ما أدهش الطّبقة السّياسيّة الفرنسيّة.. كيف للدّولة الجزائريّة أن تتحمّل مصاريف الوزراء و تحرّكاتهم التي لا علاقة لها بالعمل  “.
مضيفا باستخفاف ” أنّ الزّيارات المتكرّرة لفرنسا من طرف أيّ مسؤول تحت غطاء جواز السّفر الدّبلوماسي من الطّبيعيّ أن تثير الشّكوك لدى عناصر الأمن بمطارات أيّ دولة في العالم”، وخاتما قوله :” لو كان المسؤولون الجزائريّون في مستوى وزراء حقيقيّين ستحترمهم أيُّ دولة و مؤسّساتها “.

كلام فجّ، جارح وفاضح… ولكنّه كلام دقيق وصحيح…

ما أرادته فرنسا باختيارها ليوم  رمزيّ هو 17 أكتوبر، هو أن تذكّر الجزائريّين وعلى رأسهم كبار مسؤوليهم  أنّهم مازالوا  تحت قبضة بوليس فرنسا وتحت أوامر فرنسا…وأن تذكر الجماعة الحاكمة بأنهم هناك في الجزائر يحكمون بدعمها ورغبتها…”عليكم أن لا تنسو ذلك”…

حتّى بعد 53 عاما من “الاستقلال”.

ثمّ إنّ رئيس الجزائر سبق له وأن قضى 88 يوما في مستشفى باريسيّ عند عسكر فرنسا، وهناك التقى بكبار مسؤولي الدّولة بما فيهم الوزير الأوّل وقائد الجيش، يومها رفض المسؤولون الفرنسيّون أن تُنتزع صورة هولاند من غرفة الاجتماع،  ورفضوا أن يوضع العلم الجزائريّ بالقرب من “الرّئيس”.

نفس الرّئيس الذي فتح لفرنسا خزائن الجزائر وأسواقها…ولعسكرها أجواء الجزائر وأراضيها…

شعورعارم  بالمرارة يعتصرني ويستشيطني غضبا وحنقا على سفهاء أخضعونا لأراذل البشر ومجرمي العالم…

 

 

محمّد العربي زيتوت

 

 

Comments (10)
Add Comment
  • عبد الكريم

    هدا البلد لم يدخل التيه فى تاريخه الا مند 1999,
    من دخل التبه مات فيه,

  • جزائري

    هم الشرفاء المحترمون و دائما لهم الحق في المحاكم و يتم حمايتهم و الأولوية لهم في المرور في الطرقات ، أما المواطن هو الإرهابي السارق المتحايل على العدالة الذي يجب أن يفتش في الحواجز ويعرى في السجون و مراكز الشرطة و الدرك ….هذا في داخل الوطن طبعا.
    ماحدث يظهر من يجب أن يفتش … هناك لامعريفة و لا جنيرال و لا عمي بوزوار ….كل مايحدث يشعر بالمرار ولاكن لا داعي لكثرة الكلام لأن مايحدث لهم لايهمني كما لايهمهم أمري و هذا أمر خطير لأن إن كن هذا هوا شعور كل الجزائريين و هذا هو الملاحظ 100/100 في صفحات التواصل الإجتماعي و الشارع فإن الحقيقة الخطيرة التي لايقولونها هو أن الوطن أصبح بلد قابل للإستعمار.هذا ما أوصلونا إليه لا دعي للشرح كل واحد يعرف لماذا أقول هذا الكلام ….
    على كل واحد فينا يجب أن يفكر مع نفسه.

  • عبد الغني

    هؤلاء المسؤولين عملاء فرنسا وكلابها واذنابها يذلون انفسهم لترضى عنهم ولو على حساب مصالح شعبهم (يداوون ويسكرون ويتسوقون) عندهم ، من يذل نفسه لعدوه يذله الله.

    تحية للاخ زيتوت ولمواقفه.

  • محمود

    ماذا تريد ان يقعلوا لهم يا استاذ زيتوت — المسؤولين الجزائريين حتئ و لو يتعرضو للكف من طرف الشرطة الفرنسية لن يستطيعو فعل شيئ بما ان اموالهم بالملايير مخزنة في بنوك فرنسا (دون مصدر اساسي للربح ) يعني تستطيع البنك الفرنسي و الشرطة حجز ممتلكاتهم المالية و عقاراتهم في ظرف ثواني بل بامكان فرنسا اسقاط هذه السلطة في ثواني لانها هي من امدت الرئيس المشلول بعهدة رابعة و ساعدته في الجنرال توفيق و عشرات الجنرالات (الذي تمتلك فرنسا ايضا ملفات عنهم تجرمهم في لاهاي ) ماذا تنتظر يا زيتوت ان تقوم الجزائر بالاحتجاج هههه سيقوم السلطة الاسابيع المقبلة بخلع الوزير قرين لانه ورطهم مع سيدتهم فرنسا و سترئ بل فرنسا هي من ستضغط عليهم بخلع هذا الوزير ———- كلمة اعجبتني التي ذكرتها و هي ان فرنسا قامت بتفتيش هذا الوزير (كاللص ) في ذكرئ السابع العشر سبتمبر التي جاء فيها امر من الكوميسار بابو بتفتيش كل الجزائريين في باريس (يعني فرنسا تذكر الجزائريين بانهم لازالو تحت الوصاية الفرنسية و بان رئيسكم و مسؤوليكم و وزرائكم الاذلاء يقفون صاغرين امام شرطي بسيط من شرطتنا ) اول مرة اشعر بانني لست فخور كوني جزائري

  • عبدالكريم

    سلام الله عليك الأخ العربي : ما أود أن أقوله و المرارة تعصر قلوبنا جميعا في هؤلاء القوم أنهم من مخلفات الإستدمار البغيض و من أذناب فرنسا التي تستخدمهم عبيدا و العبيد في بعض الأحيان أفضل و أرقى منهم في أداء مهامهم الاستدمارية التى لم تستطع فرنسا أن تقوم بها ابان الفترة الإستدمارية فوكلتهم على اتمام المهمة بعزة و شرف و لكن مجرد أن تطأ أقدامهم الأراضي الفرنسيه تذكرهم فرنسا انهم ما زالوا عبيدا عندها و بالتالي الحق لها أن تفعل بهم ما تشاء و هم يستحقون ذلك و السبب بسيط في كل هذا أن الجزائر لم تنل استقلالها بعد طالما أن أمثال هؤلاء جاثمون على صدورنا بداءا من الرئيس الى بقية ولاة أمور النظام …..

  • ابو صفوان

    السلام عليكم وبعد،
    فرنسا….وجمهورية الموز او فرنسا…..وملحقتها الجزائر
    لا تحزن اخي الكريم فهذا الوزير ورئيسه من صنف العبيد ولا يستحقون المعاملة الا بهذا الشكل من طرف فرنسا، وهم وانا على يقين رغم كل الاهانات والاذلال الذي يتعرضون له فولاءهم يبقى دائما وابدا لولية نعمتهم فرنسا.
    هذه الاهانة التي تعرض لها الوزير هي جزء صغير مما تتعرض له الجالية الجزائرية من احتقار وتنكيل في المطارات الفرنسية ولو استقصيت الامر لاطلعت على العجيب والغريب في المعاملة القاسية والسيئة التي يتعرض لها المهاجرون الجزائريون اثناء خروجهم ودخولهم للتراب الفرنسي وبخاصة بعد حادثة ايبدو المفتعلة.
    ومهما قلنا وخضنا في هذا الموضوع فعندما لا تكون لك دولة ترعى شؤونك وتحميك وتدافع عنك فمصيرك يبقى معلقا وتصبح مثل اليتيم الذي فقد امه واباه. وردا على العنوان فالبقارة اشرف من هؤلاء الرويبضات والمسؤولين الاقزام الذين صادروا الدولة وسخروها لخدمة مصالح اسيادهم وقديما قال الشاعر المشهور بالمتنبي
    من يهن يسهل الهوان عليه……ما لجرح بميت ايلام

  • ناصر

    من قال لك يا اخ زيتوت ان الجزائر استقلت اصلا عن فرنسا ……. والله ما عرف الشعب الجزائري الاستقلال ابدا وما يصنعه النظام العميل في الشعب الجزائري لم يصنعه الاحتلال طيلة قرن وربع ، كل البرامج والخطط التي فشل في تحقيقها الاحتلال الفرنسي بمكره وخداعه وقوته وجبروته نجح فيها النظام العميل بجدارة وامتياز .

  • Younes

    c est le comportement des responsables algériens, en Algérie ils se comportent comme Faraon avec leur compatriotes, on a qu’a voir ce qui est passé avec la chaine EL WATAN ils ont ferme la chaine sous les ordres “ministre GRIN, ce meme ministre sera humilie quelque jours plus tards dans pays democrate, AN?, T

  • محمد

    اسلام عليكم ورحمت الله لكلى حرشريف فى الجزائر
    بسم الله الرحمان الرحيم.وبعد (راى الخاص هو المشكل فينا نحن اللدى كنا ومازلنا مغفلين الئدرجة
    لايصورها العقل ) كيفا المعارضة فى البرمان الاغلبيئ المزورة وهم راضون ولاينسحبون منه لانهم
    سقات المال ولا غيرواخيرا اقول ربي غير بهدو القوم الخاسرن لى انفسهم قبلا مجتمعهم.و السلام عليكم.

  • عبدالحق ابوهاجر

    تحية واحترام اليك الاستاذ العربي اما بعد هذه اول مرة ادخل فيها الى موقعك الرائع و اقرأ فيها مقالاتك القيمة الصادقة التي تدل على مستواك و مدى صدقك و حبك لبلدك و وفائك لدينك و معاداتك لهؤلاء الخونة الطغاة الحثالة الذين يحكموننا تحت راية الكفر و الذين عاثو في البلاد فسادا الى درجة الطغيان و التفرعن و جعلونا شعبا مسحا جاهلا هجينا لا يكفر الا في بطنه ز لا ينظر الى امام انفه و لا يبالي لمستقبل اولاده كل واحد منا شعاره نفسي نفسي و لتذهب البلد الى الجحيم ..لقد قتلو احلام الشباب و بثو فيهم الياس و القنوط و الانهزام و جعلو منهى احلامهم تاشيرة الى اروبا … كما تكونوا يولى عليكم .. اللهم عليك بهؤلاء الخونة الطواغيت و اصلح احوالنا امين و هنينا منهم يا رب و كما يقوا اخواننا ابطال سوريا و بعدما ماتت قلوبنا و تبلدت مشاعرنا يا الله ما لنا غيرك يا الله