حذّر العضو المؤسّس في حركة “رشاد” الجزائريّة المعارضة الدبلوماسيّ السّابق محمّد العربي زيتوت، من أنّ الجزائر التي قال بأنّها لعبت دورا طلائعيّا في تحرير إفريقيا من الاستعمار الفرنسي، تعود هذه الأيّام لتكون مدخلا لعودة الاستعمار الفرنسي للقارة الإفريقيّة من جديد، وأشار إلى زيادة نفوذ باريس في صياغة المشهد السّياسيّ والأمنيّ الجديد في الجزائر.
وذكر زيتوت في تصريحات خاصّة لـ “قدس برس” اليوم الجمعة (23|10)، أنّ فرنسا متواجدة عسكريًّا في الجزائر، وقال: “إنّ الحكومة الفرنسيّة تتّجه لتعديل نصّ قانونيّ صدر في الجريدة الرّسميّة للجمهوريّة الفرنسيّة كشف طبيعة العلاقات العسكريّة بين فرنسا والجماعة الحاكمة في الجزائر، فقد نشرت الجريدة الرّسميّة نصّا قانونيّا، هو عبارة عن مرسوم في الفاتح من تشرين الأوّل (أكتوبر) الجاري، يؤكّد وبكلّ وضوح بأنّ عسكريّين فرنسيّين يخدمون بالتّراب الجزائري. النّصّ الذي أعدّته وزارتا الدّفاع والاقتصاد الفرنسيّتين، يمنح حماية هي بمثابة تأمين في حالات العجز والوفاة للفرنسيّين المتواجدين في عمليات خارجيّة ضمن مجالات 12 بلداً، ذكر النّصّ أنّ الجزائر إحداها”.
وأضاف: “حسب تفاصيل المرسوم فإنّ العسكريّين المعنيّين بالاستفادة من قانون الدّفاع، هم المشاركون بين 1 تشرين الأوّل (أكتوبر) 2014 إلى 30 أيلول (سبتمبر) 2016 في إطار عملية بِركان، العمليّة التي يُنفّذها الجيش الفرنسيّ في منطقة السّاحل وتأتي عقب عمليّة السِّرْفال (القطّ المتوحّش)”.
وأشار زيتوت إلى أ نّ هذه المعلومة لا تقدّم جديدا، وقال: “لقد ذكرت عشرات المرّات من أنّ فرنسا متواجدة عسكريّا في الأجواء الجزائريّة وأيضا على الأرض الجزائريّة على الأقلّ منذ سقوط طائرة عسكريّة فرنسيّة قرب باتنة في 2008، وهي الطّائرة التي كانت تقوم بقصف الجماعات المسلّحة المعارضة للرّئيس التّشادي الذي يحظى بدعم عسكريّ فرنسيّ منذ وصوله على الدبّابات الفرنسيّة للسّلطة. هذه الطّائرات كانت تتزوّد بالطّاقة في الجزائر كما كانت تعبر الأجواء الجزائريّة سرّا قادمة من فرنسا”.
ولفت زيتوت الانتباه إلى أنّ زيارة هولاند للجزائر في نهاية كانون الأوّل (ديسمبر) 2012، فتحت الأجواء علنا ورسميّا لعسكر فرنسا، الذين قال بأنّهم “بدأوا حربا على مالي بدعوى الحرب على الإرهاب في 11 كانون الثّاني (يناير) 2013، وهي الحرب التي تتواصل لحدّ الآن وإن كانت خفّت حدّتها وتغيّرت تسميتها”.
وأضاف: “كان أوّل من أبلغ العالم بذلك هو وزير الخارجيّة الفرنسيّ، الذي قال في اليوم التّالي للغزو الفرنسيّ لمالي (إنّ الجزائر قد فتحت لنا أجواءها بلا قيود ولا حدود)، وأردف موجّها تعليماته إلى السّلطة الجزائريّة: (لقد طلبنا منهم أيضا غلق الحدود في وجه الإرهابيّين). بعدها بساعات أعلن الوزير الأوّل سلاّل أنّ (الجزائر قد أغلقت حدودها مع مالي والنّيجر)”.
وأكد زيتوت “أنّ النّظام الجزائري ذهب أبعد من ذلك عندما قام بتسليم بعض قادة المعارضة المسلّحة من جماعة أنصار الدّين، الذين كان لهم مكتب في الجزائر وكانوا يقيمون رسميّا في فندق الجزائر ذو الخمس نجوم، بالقرب من المراديّة مقرّ الرّئاسة”، مضيفا: “ما جعل الجماعات الماليّة المسلّحة تتحدّث عن خيانة كبرى تعرّضت لها من الجزائر التي كانوا يظنّونها صديقة للشّعب العربيّ والتّارقي في شمال مالي”.
وأشار زيتوت إلى أنّ بعض الصّحف في الجزائر أكّدت عدّة مرّات الدّعم اللاّمحدود الذي تلقّاه الجيش الفرنسيّ من الجيش الجزائريّ.. وقال: “هذا ما جعل وزير الدّفاع الفرنسي يصّرح مرارا في السّنوات الثّلاثة الأخيرة من أنّ العلاقات العسكريّة مع الجزائر أصبحت أكثر من ممتازة وهي في تطوّر مستمرّ”.
وأضاف: “إنّ مصالح تجاريّة وطاقويّة وثقافيّة وجيواستراتيجيّة، غير مشروعة مُنحت لفرنسا مقابل عهدة رابعة لعبد العزيز بوتفليقة ولشقيقه الذي يدير البلاد نيابة عنه، والذي وصل به الأمر إلى حدّ استدعاء كبار المسؤولين الجزائريّين، بما فيهم قائد الجيش والوزير الأوّل، للقاء الرّئيس بوتفليقة في المستشفى العسكريّ الفرنسيّ الذي أقام فيه حوالي ثلاثة أشهر، لقاءات وقرارت هامّة كانت تصدر من مبنى يخضع لوزارة الدّفاع الفرنسيّة”.
والأخطر حسب زيتوت هو الدّور الحالي لفرنسا في رسم معالم مستقبل الجزائر، حيث قال: “دعما لقادة الأركان الذين قاموا بتصفية خصومهم في المخابرات، والذين رغم أنّهم قدّموا خدمات هائلة للقوى الغربيّة وعلى رأسها فرنسا والولايات المتّحدة، إلاّ أنّ قتلهم لما يقارب من 40 مواطنا غربيّا في عمليّة تغنتورين في 17/18 كانون الثّاني (يناير) 2012، جعل الغرب يغضب منهم غضبا شديدا ويتخلّص منهم بطريقة فيها الكثير من الإذلال، كيف لا وذلك يتمّ باسم رئيس عاجز تماما، عجزٌ جعل الجزائر مهزلة على مستوى الكون كلّه. وجعل الجزائر التي ساهمت في تحرير إفريقيا من الاستعمار الفرنسيّ هي نفس الجزائر التي تساهم في إعادة فرنسا الاستعماريّة لإفريقيا باسم الحرب على الإرهاب”، وذلك في إشارة إلى التّغييرات الكبيرة التي أدخلها الرّئيس بوتفليقة في قيادة جهاز المخابرات وإقالة من كان يعرف بصانع الرّؤساء الجنرال محمّد مدين الملقب بـ “التوفيق”.
On est dans une situation ,le budget américain et chinois réunis, ne bâtiront pas une nation dans ce bled. Le mal fait à la société depuis 1999 n’a pas d’égal depuis plus de 40 siècle.
Un peuple mort est meilleur parce qu’il ne dépend pas de la quatrième dimension physique.La seule chose positive est qu’une nation d’avant le 16 juin 1830 fait surface sans s’en apercevoir.
Merci.
ان الدور الفرنسي في الجزائر او لنقل التدخل الفرنسي ليس فقط عسكريا. بل يشمل نقريبا جميع المجالات.
لم يبق الا ان يحكمنا هولاند و مسؤولوه باسم الشرعية الاستعمارية.