ما كشف عنه مراد بوعكاز العميل السابق للمخابرات الجزائرية – هو و من سبقه من قبل – سواء كانوا ضباط أو صف ضباط أو عملاء و متعاونين للمخابرات يثبت مجددا، أنّ هذا الجهاز ليس لخدمة الدولة و الدفاع عن المجتمع، بقدر ما هو جهاز للدمار الشامل، بهدف خدمة العصابات الحاكمة التي وصلت إلى الحكم بطريقة استبدادية وغير شرعية و لا تزال جاثمة على صدور الجزائريين. و معلوم ما انتجته من فساد و رداءة غير مسبوقة في تاري
خ الجزائر.
وإذ أحيي شجاعة السيد مراد بوعكاز الذي صحِي ضميره و كشف الإجرام الذي تقوم به مخابرات الـDRS ،فإني أدعو كل من هم عملاء، و كل من هم مرتزقة، و كل من تعاون ويتعاون مع هذا الجهاز الدموي، أن يفكروا مرة أخرى فيما إذا كانوا انضموا إليه و خدموا فيه بدعوى خدمة الوطن، كما قال بوعكاز نفسه، وهم يكتشفون كل مرة من أنه لا يخدم الوطن بقدر ما يهدمه و أنه لا يبني المجتمع بقدر ما يدمره.
أدعو مرة أخرى الذين تورطوا بشكل أو بآخر و الذين ما زالوا رهن تحكم جهاز الأمن و الإستعلامات أن ينسحبوا و أن يقتفوا أثر مراد بوعكاز و غيره ممن قطعوا علاقتهم به، و أن يفكروا في عاقبتهم الأخروية مثلما يفكرون في عاقبتهم الدنيوية. ليس من العيب أن تتوقف، حتى و لو كنت قد ارتكبت جرائم، فمن الأفضل أن تتوقف و أن لا تستمر في ارتكاب هذه الجرائم من أن تستمر فيها، وذلك معناه استمرار إجرامك ضد وطنك و ضد أبناء شعبك، إذ مما لا شكّ فيه أن دور هذا الجهاز يتأكد يوما بعد يوم بأنّه لتخريب الجزائر و ليس للحفاظ عليها، لا كدولة و لا كمجتمع.