روائع في ذم الإستبداد

235

ملعون فى ديــــن الرحمن:
من يسجن شعباً،
من يخنق فكراً،
من يرفع سوطاً،
من يسكت رأياً،
من يبنى سجناً،
من يرفع رايات الطغيان.

ملعون فى كل الأديان:
من يهدر حق الإنسان،
حتى لو صلى أو زكى،
أو عاش العمر مع القراَن.

جمال الدين الافغاني

“والحكومة المستبدة تكون مستبدة في كل فروعها من المستبد الأعظم إلى الشرطي إلى الفراش إلى كناس الشارع، ولا يكون كل صنف إلا من أسفل أهل طبقته أخلاقًا لأن الأسافل لا يهمهم جلب محبة الناس، إنما غاية مناهم اكتساب ثقة المستبد فيهم بأنهم على شاكلته وأنصار لدولته، وبهذه يأمنهم ويأمنونه فيشاركهم ويشاركونه.”

عبد الرحمن الكواكبي
كتاب: طبائع الإستبداد ومصارع الإستعباد.

” إن الاستبداد يقلب الحقائق في الأذهان، فيسوق الناس إلى اعتقاد أن طالب الحق فاجر، وتارك حقه مطيع، والمُشتكي المُتظلم مُفسِد، والنبيه المُدقق مُلحد، والخامل المسكين صالح.
ويُصبح -كذلك- النُّصْح فضولاً، والغيرة عداوة، و الشهامة عتوّا، والحميّة حماقة، والرحمة مرضاً. كما يعتبر أن النفاق سياسة، والتحايل كياسة، والدناءة لُطْفٌ، والنذالة دماثة.”

الكواكبي: طبائع الإستبداد ومصارع الإستعباد.

“والاستبداد ريحٌ صرصر فيه إعصار يجهل الإنسان كلّ ساعة شأنه، وهو مُفسِدٌ للدين في أهمِّ قسميه؛ أي الأخلاق، أما العبادات منه فلا يمسّها لأنها تلائمه أكثر. ولهذا تبقى الأديان في الأمم المأسورة عبارة عن عبادات مجرّدة صارت عادات، فلا تفيد في تطهير النفوس شيئاً، ولا تنهى عن فحشاء ولا منكر لفقد الإخلاص فيها تبعاً لفقده في النفوس، التي ألفت أن تتلجأ وتتلوّى بين يدي سطوة الاستبداد في زوايا الكذب والرّياء والخداع والنفاق، ولهذا لا يُستغرب في الأسير الأليف تلك الحال؛ أي الرّياء، أن يستعمله أيضاً مع ربِّه، ومع أبيه وأمِّه ومع قومه وجنسه، حتى ومع نفسه.”

الكواكبي: طبائع الإستبداد ومصارع الإستعباد

“إنَّ الاستبداد داءٌ أشدُّ وطأةً من الوباء، أكثر هولاً من الحريق، أعظم تخريباً من السّيل، أذلُّ للنفوس من السؤال. داءٌ إذا نزل بقومٍ سمعت أرواحهم هاتف السماء ينادي القضاء القضاء، والأرض تناجي ربّها بكشف البلاء. الاستبداد عهدٌ؛ أشقى الناس فيه العقلاء والأغنياء، وأسعدهم بمحياه الجهلاء والفقراء، بل أسعدهم أولئك الذين يتعجّلون الموت فيحسدهم الأحياء.”

الكواكبي: طبائع الإستبداد ومصارع الإستعباد

http://www.wata.cc/forums/showthread.php?96685-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%B9-%D9%81%D9%8A-%D8%B0%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%AA%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D8%AF

التعليقات مغلقة.