الموعد السياسي |زيتوت| نقاش عام حول أوضاع الجزائر 2013
محمد العربي زيتوت، عضو أمانة حركة رشاد، ضيف حلقة هذا الأسبوع من برنامج الموعد السياسي. البرنامج تم تسجيله يوم الجمعة 15 فبراير 2013 و تم إذاعته الأحد 17 فبراير 2013.
خلال البرنامج، تم تناول عدة محاور كان أهمها الفضيحة الأخيرة التي أضيفت الى سجل فضائح سوناطراك، و صراعات أجنحة السلطة في أجندة رئاسيات 2014 المقبلة.
في بادئ تعليقه على فضيحة سوناطراك قال محمد العربي أن هذه الأخيرة تعتبر حلقة من حلقات مسلسل الفساد المستمر، و أن الخسارة التي نتجت عنها كانت خسارة للجزائر و للشعب الجزائري بالدرجة الأولى، و أن التورط في هذه القضية قد يطال حتى بوتفليقة و إخوته، و استغرب كيف لهذه الشركة الإيطالية أن تحصل على عقود بقيمة 15 مليار دولار ما بين 2007 و 2009 ليتضح فيما بعد أنها كانت نتيجة الفساد العارم الذي مس القطاع المنتج الوحيد في الجزائر و مس جميع القطاعات الأخرى مما أدى الى انتشار ثقافة ” إذا كان الكبار يسرقون فلماذا لا يسرق من هم أدنى منهم”. كما أضاف بالقول من أن من جاؤوا ببوتفليقة كانوا يعلمون بفساده، لذا فإنه و طبيعيا سيأتي هو بالفاسدين حتى يُمكن التحكم فيهم، و أن النظام في الجزائر ليس له مشروع و لا يستطيع البقاء في الحكم إلا من خلال العنف و الفساد.
و عن ملف الفساد الذي احتفظ به جهاز المخابرات الجزائرية ضد شكيب خليل سنة 2006، و الذي لم يتم الكشف عنه إلا سنة 2010، فسر ذلك قائلا أن المخابرات لم تكشف عن هذه الملفات إلا بعد أن دخلت في صدام مع الجناح الرئاسي ، و أنه لو تم كشف الملفات في وقتها لما خسر ت الجزائر كل هذه المليارات التي ذهب جلها في مشاريع و همية، و لكنهم لم يفعلوا ذلك لأنهم ببساطة لا يحاربون الفساد بل يستعملونه كورقة للضغط على الضالعين فيه و التحكم فيهم. هكذا أصبح الفساد أداة و أسلوب حكم البلاد.
و حول قلة ردود الأفعال ممن يعارضون هذه الممارسات في الداخل أو في الخارج، قال محمد العربي أن المخابرات تستخدم مختلف أساليب القوة و العنف من تضييق و تهديد و سجن و حتى إغتيال تجاه كل من يرفض الفساد و يحاول كشفه، و الأدلة على ذلك كثيرة و لعل آخرها كانت قضية الجمركي رشيد عوين.
بالإنتقال الى موضوع الصراع القائم في حزبي السلطة و الذى أدى الى الإطاحة بكل من أمينيهما العامين أويحيى و بلخادم، أشار الى أن العمل السياسي في الجزائر قُتل بعد الإنقلاب المشؤوم لسنة 92، و أنه بعد هذ التاريخ لم تعد هناك أحزاب أو حركات سياسية بقدر ما هي أجهزة مستفيدة من الريع في مقابل الإنصياع لأوامر و تعليمات سلطة ما وراء الستار. و أنه لا يستبعد أن تشهد الأيام القادمة تجسيدات هذا الصراع سواء كانت إغتيالات أو الكشف عن ملفات فساد أخرى تورط بوتفليقة و مقربيه.
و الى تفسيره لتردي الاوضاع المعيشية في بلد غني بالثروات، قال محمد العربي أن ذلك كله نتيجة العبث السياسي و الإقتصادي الذي تمارسه الجماعة الحاكمة التي تفتقد لأدنى سياسات التسيير، مما سيؤدي حتما الى انفجار الغضب الشعبي الذي إن لم يكن منظما من طرف قوى على الأرض فإن التغيير سيكون عنيفا لا محالة.
فيما يتعلق بحادثة تيقنتورين قال أن عديد الأسئلة طرحت في هذا الشأن خاصة و أن المسؤولين في الجزائر كانوا قد صرحوا قبل ذلك من أن الحدود مغلقة و مؤمنة و أن هناك هذه المؤسسات تتمتع بالحماية العسكرية اللازمة قال محمد العربي من أن الحرمة الترابية و الجوية للجزائر قد أنتهكت لفشل سياسات العصابة التي عرضت البلاد للمساومات و الضغوط الغربية، و دعمها للتدخل الأجنبي على الحدود مرورا بأجوائنا رغم إدعائهم بمعاداتهم له.
وعن إستخراج الغاز الصخري في الجزار علق قائلا أن فرنسا التي تمنع ذلك على أراضيحها تستبيحه في بلادنا مثلما فعلت في تجاربها النووية في الجزائر، لم تكن لتفعل ذلك لو لم تجد أن هؤلاء الحكام يمكن تسخيرهم و التحكم فيهم لخدمة مصالحها ذلك لأنها تمتلك ملفات عنهم هي الأخرى.
بالإنتقال الى الشأن المغاربي و خصوصا الى الأحداث الحاصلة في تونس و ضلوع النظام الجزائري في هذه الاحداث، قال أن الدول التي لم تقم فيها الثورات كالجزائر و الإمارات و السعودية، تسعى الآن أنظمتها أن تفشل هذه الثورات بدعمها للقوى المضادة للثورة و أحيانا بمساندة دول غربية لأنهم يعرفون أنه إذا استقرت الأوضاع في بلدان الربيع العربي فإنها ثورات شعوبهم ستطالهم حتما، و كدليل على ذلك عناوين الصحافة التابعة للمخابرات التي تهول الوضع في تونس و تصفه للرأي العام الجزائري من أنه متدهور و أن تونس آئله الإنهيار. كل ذلك لتخويف الشعب من مصيره إذا ثار ضدهم.
و حول سؤال الصحفي حول الهجومات المتزايدة على حركة رشاد و مناضليها قال محمد العربي من أنه كلما زادت هذه الهجومات تأكدنا من أننا في الإتجاه الصحيح، و أن هناك من تعرض لأكثر من ذلك و هم الأنبياء، خير خلق الله.
و في نهاية الحصة أكد أن هذا النظام سينتهي لأنه لا يملك أي مقوم من مقومات الحياة، و سيسقطه أبناء الجزائر الأحرار و المخلصين، حينها ستتحر الجزائر، و ستقوم دول العدل و الحق و الحكم الراشد.
إذا تعذر عليك مشاهدة فيديو اليوتوب أعلاه، شاهد الفيديو أدناه:
[flowplayer src=/videos/algeria_situations_2013.flv splash=algeria_situations_2013.jpg]
التعليقات مغلقة.