معا رشاد| زيتوت| التغيير في الجزائر … الواقع، المخاض والبديل

131

محمد العربي زيتوت، في حلقة جديدة من برنامج معا رشاد، يتحدث عن التغيير في الجزائر … الواقع، المخاض والبديل.
يبدأ محمد العربي بالتذكير بالواقع البائس الذي تعيشه الجزائر اليوم من أحوال سيئة بالغة التردّي في الميادين السياسية، الإقتصادية، الإجتماعية، الصحية، العلمية، الثقافية، النفسية،….إلخ، وقال أن ما يميّزها على الخصوص:
الفساد المالي: إنتشار ثقافة نهب المال العام حيث صارت لا تخلو أي مؤسسة أو إدارة من فضائح مالية، وذلك في ظل الفضائح المتتالية التي صارت تكشف جهارا نهارا، مثل فضيحة سوناطراك، الطريق السيار … إلخ في ظل سياسة اللاعقاب.
ظاهرة العنف الإجتماعي: و التي شهدت تصاعدا كبيرا في الآونة الأخيرة كالإنتحار، والمخدرات، والقتل، وخطف الأطفال، والتي كان آخرها ما وقع في مدينة قسنطينة.
المواقف الدبلوماسية المميعة و انحيازها ضد مصالح الجزائر و الجزائريين و قيمهم، ووقوفها في صفوف أنظمة الطغيان و الإستبداد، وكمثال على ذلك تحفظ الخارجية الجزائرية على منح مقعد سوريا في الجامعة العربية الى سوريا، بما يعد دعما لنظام السفاح بشار.
التعاون مع أعداء الجزائر بفتح المجال الجوي لفرنسا، وفتح الباب أمام أفريكوم و التعاون مع حلف النيتو، حيث عرج على الزيارة الأخيرة لقائد أفريكوم إلى تمنراست
إهدار المال العام وصولا إلى منح القروض للأف أم إي، بالإضافة الى نفقات التسلح المرتفعة، التي كانت يمكن أن تستغل في إنشاء مصانع لتصنيع الأسلحة.
و عن المخاض قال أن الأعوام الأخيرة شهدت عشرات الآلاف من عمليات الإحتجاج المختلفة من انتفاضات وقطع للطرق و احتجاجات من شمال البلاد إلى جنوبها و من شرقها إلى غربها، تميزت بكونها:
مبعثرة – صغيرة الحجم – فئوية وضيقة المطالب – تفتقر إلى أي تنظيم – تتوقف بوعود السلطات ، وتعالج بالحلول المؤقتة و الترقيعية. – تتحول أحيانا إلى شغب. و أضاف أنه انبثقت عن تجارب الحركات الإحتجاجية السابقة خبرة، ودروس، وبوادر أمل بدأت تلوح في الأفق وخاصة بعد وقفتي الكرامة في ورقلة والأغواط. و أن الوقفات المقررة مستقبلا ستنجح إذا التزمت بـ:
التنظيم: التنظيم الجيد.- الإستقلالية: عن أي وصاية، وخاصة وصاية ما يسمى بالأعيان، و النواب النوام في بر الأمان.
الترويج الإعلامي: بكل أنواعه (قنوات فضائية، يوتيوب، فايسبوك، تويتر…إلخ) – الطابع السلمي الكامل – رفض الوعود: نريد أفعالا لا أقوالا.
و في هذا السياق عرج على آخر الأخبار من الواردة من الجزائر والتي تفيد بتوقيف عدد من المناضلين في غرداية من بينهم الدكتور فخار كمال الدين والسيد سوفغالم قاسم و هم ناشطين في المجال الحقوقي، بعد الهجوم البشع والتعرض للضرب من طرف قوات بالإضافة الى إعتقال كل من النشطاء و المناضلين نصر الدين راربو، عبد الله بن نعوم من حركة رشاد , المناضل نور الدين بلموهوب , رشيد بن نخلة و طارق معمري رفقة اخرين امام مجلس قضاء الجزائر ب”الرويسو” على خلفية مشاركة هؤلا في وقفة للمطالبة بالكرامة، و التضامن مع ابن عمي محمد “حسين” الذي يحاكم اليوم بتهمة تعليق علم التوحيد على شرفة بيته، والذي حكم عليه لاحقا بسنة سجن نافذة، كما أنه تم عدم سماح شرطة الحدود بولاية تبسة بدخول نشطاء و نقابيين وحقوقيين جزائريين الى تونس من الحدود الجزائرية التونسية، ومنعهم من المشاركة في مؤتمر مغاربي للنقابيين و الحقوقيين. و إلى البديل أفضى محمد العربي إلى أن تغيير النظام بالطرق السلمية ليس شعارا يُقال بالكلام فقط وإنما هو هدف يتطلب جهدا والتزاما وعملا متواصلا مشددا على حتميت، و أن التغيير في الجزائر يحتمل 4 سيناريوهات:
السيناريو الأول: المجموعة الحاكمة أو أطراف منها تعترف بالفشل الذريع، وتقرر تسليم إدارة البلاد لشخصيات وطنية مستقلة لتسيير المرحلة الإنتقالية.
السيناريو الثاني:انتفاضة سلمية تعم البلاد تُسقِط المجموعة الحاكمة، ويتسلِّم الأمر شخصيات وطنية مستقلة تدير البلاد لمرحلة انتقالية.
السيناريو الثالث:إنتفاضات شعبية محلية أو وطنية تجابهها المجموعة الحاكمة بإطلاق الرصاص مما يؤدي إلى إحتجاجات عنيفة، فنتجه إلى ثورة على الطريقة التونسية أو المصرية.
السيناريو الرابع:سيكون التغيير على الطريقة الليبية أو السورية إذا لم ينخرط الجزائريون في عمل سلمي منظم، فقد يلجأ بعض الجزائريين للتغيير بالسلاح اقتناعا منهم أن التغيير السلمي لم يتبناه الناس، وأن هذا النظام الذي جاء بالعنف لا يرحل إلا بالعنف. هذا وختم محمد العربي كلامه بالقول أن التغيير سيجعل من شعب الجزائر شعبا حرا وسيدا، و أن ذلك سيفضي الى إقامة دولة الحق والقانون، ويجعل من الجزائروطنا آمنا وقويا، ينبثق منه مجتمع الرشد والعدل و الحرية، حيث يأكل فيه الجائع، ويسكن فيه من لا سكن له، ويعمل فيه من لا عمل له، ويأمن فيه الخائف، ويقوى فيه المسكين، و الضعيف، والفقير.

التعليقات مغلقة.