توفيق “رب الدزاير”!…وقائع محاكمة فؤاد بولامية بتهمة اغتيال عبد القادر حشاني

8٬349
مقال من الأرشيف بقلم الصحفية دايخة دريدي (مع اقتباس صغير من مقال آخر للصحفي خضير بوقايلة) يصف وقائع محاكمة فؤاد بولامية بتهمة اغتيال عبد القادر حشاني بتاريخ 22 نوفمبر 1999.
المحاكمة نالت شهرة كبيرة بسبب التصريح الذي أفاد به بولامية من أن الجنرال مدين مارس عليه ضغوطا كبيرة تحت التعذيب ليعترف بمسؤوليته عن عملية الإغتيال، والتي قال فيها الجنرال مدين قائد جهاز المخابرات في الجزائر من 1990 إلى اليوم بأنّه “رب الدزاير”الحكم بالإعدام على فؤاد بولامية(ترجمة قناة الجزائر من المقال الأصلي على Algeriawatch )دايخة دريدي – ألجيريا ووتش 16 أفريل 2001، مقال غير منشور بنفس الطريقة في الجزائر لتفادي الرقابة.

انطلقت محاكمة فؤاد بولامية على الساعة التاسعة و الربع صباحا و انتهت على الخامسة و الربع تماما. وقائع محاكمة عاجلة متسارعة الوقائع.

من جميع مراحل هذه المحاكمة التي يمكن وصفها”بالجراحية”، وحدها فقط تلاوة لائحة الإتهام أخذت وقتا أطول من غيرها من المراحل الأخرى.

المتهم هو فؤاد بولامية بسحنته البيضاء الناصعة و شعره الشديد السواد كأنه غراب، يلاحظ محامي معروف جدا من بين المتواجدين بدافع الفضول في الجلسة سرعة تحرّك عيني المتهم… واستظهاراً لمعرفته الدقيقة بالمورفولوجيا الإجرامية راح المحامي يؤكّد:”إنّها عيون قاتل”.

يلف اللغز وجه بولامية بالمقارنة مع القتلة المعتادين،  لكن يداه المرتجفتين تكاد تنطق بحركة أصابعه النحلية التي لم تتوقف عن التقاطع و التشابك.

ولد فؤاد بولامية يوم 18 جويلية 1973 بالجزائر العاصمة وتوقف عن الدراسة في مرحلة النهائي و هو أكبر الأبناء السبعة لعائلة بولامية، عمل والده سائقا لدى مؤسسة عمومية أمّا هو فقد اشتغل حسب إفادته مع صديق في بيع الأثاث بحي شراعبة، أحد أحياء الضواحي الأكثر التهاباً مطلع التسيعنات، “إلى غاية 1995 العام الذي قررت فيه الإلتحاق بالجماعات المسلحة إثر قيام جهاز المخابرات DRS باختطاف إثنين من أصدقائي الذين لم يظهر لهما أي أثر منذ ذلك الوقت”. بشاربه القصير وحلاقته حديثة، ارتدى بولامية قميصا منتفخا مزينا بمربعات مع سروال من القماش الداكن و أحذية مرتفعة بلا خيوط… كان هندامه نظيفا و معتادا لدى الشبّان العاصميين.

وحده والد المتهم و اثنين من أخواله من حضر إلى المحاكمة من أقاربه التي غاب عنها أفراد عائلة الضحية كما لم يكن هنالك أي أثر لأي قيادي إسلامي.

عند استنطاقه لأول مرة بتاريخ 22 ديسمبر 1999، اعترف فؤاد بولامية، حسب ما قرأه كاتب الضبط بـ” انضمامة إلى الجماعت الإرهابية ربيع العام 1995″ تحت راية الجماعة الإسلامية المسلحة GIA، وتنقل عقب ذلك من كتيبة إلى أخرى من بوفاريك إلى اولاد سلامة و من الكاليتوس إلى براقي وصولا إلى جبال الشريعة عند عنتر زوابري وكتيبته المشهورة باسم “الكتيبة الخضراء”. أرسله عنتر زوابري إلى الجزائر العاصمة “لإعادة بعث النشاطات فيها” ضمن مجموعة كان يقودها المدعو “القعقاع” و التي اتخذت من غابة المركب الأولمبي خمسة جويلية موقعا لها.

واستأنف كاتب الضبط: “بعدها وجد المتهم نفسه منعزلا عندما قضت قوات الأمن على جميع المحيطين به.”

في هذه اللحظة خرج المتهم من لامبالاته و ارتسمت على وجهه ابتسامة مرتجفة. ” قضى ليلة 21 نوفمبر 1999 في صراع مع وجع شديد ألمّ بسبب أحد أضراسه وقرر أن يقتلعه في صباح الغد” ودائما حسب كاتب الضبط “فقد غادر المتهم مسجد المحمدية الذي لجأ إليه ليلا ليلتحق بحي باب الواد”

كانت أول عيادة طب أسنان طرق بابها تقع بالقرب من مسجد التقوى التي أخبروه فيها أن طبيب الأسنان لن يكون متواجدا إلا بعد الظهر. انتقل بعدها – نزولا عند إشارة  شبّان التقاهم في طريقه – إلى عيادة السيدة باجية صورية التي تضمن دوام الساعات الصباحية، وأثناء جلوسه في قاعة الإنتظار تعرّف إلى عبد القادر حشّاني الذي كان يتجاذب أطراف الحديث مع أحد المرضى.

وحسب محظر الإتهام فإنّه و”بمجرد أن رأى الضحية راودته فكرة اغتياله لأنّه كان مسلّحاً ولأنّ  حشاني كان من رموز جناح الجزأرة المعادية للجماعات المسلّحة”.

وفي الوقت الذي دخل فيه حشاني إلى غرفة الطبيب راح بولامية يفحص قاعة الإنتظار…خرج حشاني بعد دقائق مرفوقا بالممرضة وحيّا المريض الذي كان قبل قليل يتحدث إليه كما صافح أيضا قاتله واتّجه إلى باب الخروج…”وفي هذه اللحظة أخرج بولامية مسدسه وألصق فوهته مباشرة على رأس حشاني و أطلق رصاصة واحدة…انهار حشاني، التقط بولامية محفظة الضحية آمرا الممرضة بفتح الباب على وقع التهديد”…أوقف سيارة أجرة وقام خفية بإزالة بقع الدماء أثناء سيره باتجاه ساحة أول ماي وعندئذ احتفظ ببطاقة التعريف الخاصة بحشاني ووضع جميع الأغراض الأخرى في كيس بلاستيكس دفع به إلى أحد الأطفال و قضى ليلته تلك بحي بالمحمدية.

في الغد من ذلك حظر عند صديق له يعمل بالبريد و المواصلات، هذا الأخير سمح له باستعمال جهاز الفاكس حيث حرر بولامية بيده بيان تبني مسؤولية عملية اغتيال حشاني بإسم الجماعة الإسلامية المسلحة GIA، وأرسل نسخة منه إلى كل من جريدتي الوطن و الخبر. أوقفته مصالح الأمن على إثرها يوم 13 ديسمبر في محطة الحافلات بساحة أول ماي، وهكذا وصل المشهد الأول من هذه المحاكمة إلى نهايته.

كان القاضي بنبراته الحادة يتوسط كاتبي ضبط قد غالبهما النعاس، وعندما نادى على بولامية اعترف هذا الأخيرة بانتمائه إلى الجماعات الإسلامية المسلحة، معللا فعله قائلا: “كل مهامي اقتصرت على الإعلام و الإتصال”.” في يوم 13 ديسمبر 1999 وقعت في يد مخابرات DRS الذين هربت منهم عام 1995، لم يكن بحوزتي أي سلاح و لم أقتل حشّاني. كل ما قيل هنا هو مجرد سيناريو من نسج خيال المخابرات”. هنا تدخل القاضي: “لكن هذا ليس ما قلته أمام قاضي التحقيق!”

“لقد عذبوني إلى أقصى الحدود، أتفهم؟ ثم جاء الجنرال التوفيق وقال لي: أنا ربها، سوف ترى ماذا سأفعل بك. إعترف بأنك قتلت حشاني و ستُسجن خمسة عشر عاما فقط، سيكون بإمكان والديك رؤيتك في السجن. أما إذا رفضت فسآخذك إلى أمك وأبقر بطنها أمامك. أنا هو الجنرال توفيق، أنا رب الدزاير “يماك ما ازيدش تشوفها””

“ألا تعرف من هو الجنرال التوفيق؟ كل الجزائر تعرفه، لا قيمة لأي قاضي تحقيق أمامه! لقد عذّبتني مجموعة من الضباط و كانت تأتيني بالتعليمات. والله لا أتحمل موت حشاني أبدا”.

كانت قاعة المحكمة إلى لحظات قليلة قبل هذه التصريحات تغط بالنعاس الذي زاد من حدته التثاؤب المستمر الذي كان يطلقه كتّاب المحكمة…وفجأة قفز الجميع من هول الذهول، حتى أن القاضي لم يجرأ على مقاطعة المتهم حتى تدخّل محامي هذا الأخير و أوقفه عن الحديث، السيد خميس، 33 سنة محامي فؤاد بولامية ذهب أبعد من ذلك بتهديده بمغادرة الجلسة إذا لم يتم إحضار الجنرال التوفيق إلى المحمكة.

نزل القاضي أيضا عند طلب المحامي تزويده بنسخة مكتوبة من تصريحات موكله و أشار لبولامية أن يواصل حديثه فما كان من المحامي إلاّ أن أصرّ قائلا:” نعم سيتحدث، لكن ما الفائدة من حديثه بدون حضور الجنرال توفيق، أشترط حضور الجنرال وإلا سأنسحب من الجلسة” مما زاد من غليان قاعة المحكمة التي تحوّلت بفضل هذا المحامي البارع من مشهد من ظلمات روايات كافكا إلى مسرحية هزلية سيئة الذوق، وهكذا رُفعت الجلسة مؤقتا و انسحب القاضي مع مساعديه.

أثناء توقف الجلسة دُعي المحامي خميس خلسة إلى الإلتحاق بالقضاة المنسحبين و فور عودته انهمك في حديث غير مفهوم مع موكله، بعد ذلك رجع أعضاء المحكمة و استؤنفت الجلسة كما لو أنّ شيئا لم يكن…لم يبادر المحامي لتفسير بقاءه في الجلسة على الرغم من عدم استجابة المحكمة لطلبه بإحضار الجنرال توفيق، أما بولامية فلم يُنادى عليه مجددا، و لم تُطرح عليه أسئلة إضافية لا من الدفاع و لا من النائب العام.

كانت عقارب الساعة تشير إلى 11 و 40 دقيقة عندما بدأ الشهود 17 يتعاقبون الواحد تلو الآخر. الشهود الثلاثة الأوائل: ليلى بلخير ممرضة عيادة طب الأسنان، الشاهد الثاني كان في قاعة الإنتظار في نفس الوقت الذي كان فيه حشاني أيضا، و أحد شباب الحي إسمه عبد الله كركاش الذي قال بأنّه صادف القاتل داخلا أثناء توجهه صوب باب الخروج لمغادرة العيادة بعد تلقيه العلاج…مؤكداً: “إنّه هو نفس الشخص الذي رأيته”…وفي المرة الوحيدة التي استفاد فيها المتهم من حق طرح الأسئلة على الشهود طلب من الممرضة أن تشرح بتفصيل دقيق ظروف مواجهتها به أثناء تواجده رهن الإعتقال:

تلعثمت الممرضة وهو يعيد إلى ذاكرتها كيف وضعوه أمامها محاطاً بخمسة عشر ضابطاً من الضباط السامين من الشرطة و الجيش الذين كانوا يصرخون “هذا هوحقا، هل تعرّفت عليه؟ لاتخافي إنّه هو أليس كذلك؟ ما تخافيش….لكنها أصرّت رغم ذلك على أنّ ظروف المواجهة بدت لها “عادية” فقاطعها المتهم صائحا في وجهها «اتقي الله، ما تشهديش شهادة الزور»،

لم يُسمح للمتهم بمواصلة الحديث ونودي على الشاهد الموالي، وهو طبيب أسنان بالكاد يُرى ظلّه، هزيل و باهت، أكّد أنه لم ير القاتل. ثم جاء دور حارسي موقف السيارات المقابل لعيادة طب الأسنان التي كانت مسرحا لعملية الإغتيال…بدورهما أكّدا عدم رؤية القاتل لكن لفتا الأنظار وجود سيارة رونو سوبر 5 مدنية رمادية اللون مركونة أمام البناية وعلى متنها أشخاص معهم أجهزة اتّصال لاسلكية توكي- ووكي تنبعث منها باستمرار أصوات المراسلات عبر الموجات…لم تتحرك السيارة  من مكانها حتى بعد وصول الشرطة إلى مكان الجريمة.

وأضاف شاب يعمل حارسا لموقف سيارات على قارعة الطريق، أنه شاهد نفس السيارة وعلى متنها شخصان معهما جهاز للاتصال اللاسلكي، ولما سألهما ان كانا يحتاجان مساعدة أجابه السائق «نحن في مهمة». تفسير وجود هذه السيارة في نفس المكان يوم الجريمة وقبل أسبوعين من ذلك، لم يطرح في القاعة، لكن هناك من يقول انها سيارة لرجال الأمن الذين كانوا يراقبون تحركات حشاني عن بعد، ومنهم من يقول انها كانت تقل مدبري الجريمة وكانا هناك يحاولان حماية القاتل.

بعدها تعاقب على منصة الشهود رجال ونساء لم يكونوا في مكان الحادثة و لم يروا أو يسمعوا شيئا ولا يفهمون الدافع من وراء استدعائهم للشهادة. أسئلة الدفاع كانت شبيهة بعملية تشفير نفساني، و هكذا دواليك إلى أن أنهى الشهود إفادتهم بطريقة مجملة قبل أن ترفع الجلسة على الساعة الواحدة ظهرا.

ومع الساعة الثانية و الربع بعد الظهر حان دور الطرف المدني ممثلا بالسيد خليلي الذي أكد في مرافعته أنّ هذه المحاكمة لم ينبثق منها ما يمكن أن يقنعه لا ببراءة ولا بإثم فؤاد بولامية بالجرم المتهم به، أما مرافعة النائب العام فقد جرت بسرعة قياسية كبيرة…كان القضاة بالكاد يحافظون على أجفانهم غير مغمضة، أما مرافعة المحامي السيد خميس فقد تميزت بطرح جملة من التساؤلات كان يجيب عليها متنهداً في كل مرّة بعبارة “سبحان الله”!

وقائع قوية من جلسة المحاكمة: المحامي يخبر المساعدين بأن الشاهد الذي تعرّف اليوم رسميا على بولامية، كان أيضا قد تعرّف في شهادة سابقة على المدعو “عبد اللاوي” بصفة رسمية أيضا. كما نبه المحامي أيضا إلى الوصف الذي قدّمته الممرضة و الشاهد الأول الذي كان في العيادة بخصوص هيئة القاتل قبل توقيف بولامية بأنّه كان: “ضخم الجسد، قوي البنية وأسمر البشر”…الأمر الذي استدعى ابتسام بولامية لأنّه متوسط القامة، ممشوق البنية أبيض البشرة.

وفي الحظة التي أظهر المحامي صورة كمبيوترية مفترضة جرى اعتقال بولامية بناءا عليها، بدا وكأن بولامية يستفيق من غفوة يغطّ فيها منذ زمن بعيد.

على الرابعة وعشرة دقائق انسحب القضاة من أجل المداولة، ليعودوا بعد ساعة من ذلك بالضبط. جلس بولامية من دون دفاعه غير آبه بانتعاش الحضور لاستئناف الجلسة، استمع لمدة خمسة دقائق للأسئلة و الأجوبة المتعلقة بقضيته. صدر الحكم بإعدامه، وقف مودّعا و الده المسن باقتضاب وتوارى عن الأنظار.

======

جدير بالذكر أن فؤاد بولامية قد أفرج عنه من السجن عام 2006 بعد قضائه ما يقارب خمس سنوات في السجن

فؤاد بولامية المنفذ المفترض لعملية اغتيال حشاني غادر السجن في 2006

=====

يبقى السؤال المطروح: من قتل عبد القادر حشاّني؟

الجواب الذي تدلّ كل القرائن أن من قتله هم الذين سجنوه فما استكان، ورغّبوه فما لان، وهددوه فما خضع ولا أذعن، وأصرّ على أن الحل هو معرفة الحقيقة وليس دفنها باسم الوئام كما كان الحال يومها.

 

المقال الأصلي:

Procès de l’assassinat de Hachani

Fouad Boulemia condamné à mort

Daikha Dridi, algeria-watch 16 avril 2001, article non publiésous cette forme en Algérie parce que censuré

Démarré à 9h50, le procès de Fouad Boulemia est bouclé à 17h15 pile. Chronique d’un procès urgent. Top chrono.

De toutes les étapes de ce procès chirurgical, c’est bien celle de la lecture de l’acte d’accusation qui aura pris le plus de temps. Fouad Boulemia, la peau aussi blanche que noir corbeau sont ses cheveux, a “les yeux très mobiles”, remarque un célèbre avocat présent par curiosité et apparemment fin connaisseur en morphologie criminelle : “ce sont les yeux d’un tueur”, asserte-t-il. Et si son visage est une énigme pour le commun des mortels, ses mains agitées, elles, parlent : ses longs doigts effilés ne cessent de se croiser et s’entrecroiser.

Né le 18 juillet 73 à Alger, il arrête sa scolarité en terminale. Aîné d’une famille de sept enfants, son père est chauffeur salarié d’une entreprise publique. Il travaille, dira-t-il, avec un ami qui vend des meubles à Cherarba, banlieue volcanique du début des années 90, “jusqu’en 1995 où j’ai décidé de rejoindre les groupes armés, parce que deux de mes amis ont été enlevés par le DRS et sont à ce jour portés disparus”. Petite moustache naissante, rasé de près, chemise ample à grands carreaux sur pantalon en toile beige, chaussures montantes sans lacets, il est le portrait tout ce qu’il y a de commun, propre sur lui-même, des jeunes Algérois.

Seuls le père, et deux oncles de l’accusé sont présents, il n’y a pas l’ombre d’un membre de la famille du défunt, pas celle d’un dirigeant islamiste.

A son premier interrogatoire, le 22 décembre 1999, Fouad Boulemia avoue, lit le greffier “avoir rejoint les groupes terroristes au printemps 1995″. Sous la bannière du GIA, il passera de katiba en katiba, de Boufarik à Oulad Slama, des Eucalyptus à Baraki pour finir au maquis de Chrea chez Antar Zouabri et sa célèbre “katiba khadra”. C’est Antar Zouabri qui l’envoie à Alger “relancer les activités dans la capitale”, dans un groupe “dirigé par le dénommé “Kaakaa” installé dans la forêt du complexe olympique du 5 Juillet.” Puis Boulemia se retrouve tout seul, les services de sécurité ayant éliminé tous ses compères. Jusque-là impassible, le visage de l’accusé se met à faire danser un petit sourire nerveux. “Dans la nuit du 21 novembre 1999, il souffre tellement d’une dent qu’il décide de l’extraire dès le lendemain matin”, continue le greffier. “Il quitte donc la mosquée de Mohammadia, où il se réfugiait la nuit et se rend”, à l’autre bout d’Alger, “à Bab el Oued.

A la clinique dentaire par laquelle il commence, près de la mosquée Etaqwa, on lui explique que le dentiste ne sera là qu’après midi”. Il se rend alors, sur conseil de jeunes rencontrés sur son chemin, au cabinet de Mme Bedjiah Souraya qui, lui assure-t-on, travaille le matin. Dans la salle d’attente, il reconnaît Abdelkader Hachani, en discussion avec un autre patient. “Dès qu’il le vit, l’idée de l’assassiner lui vint puisqu’il était armé et que Hachani était considéré comme l’un des symboles de la djaz’ara, mouvement ennemi des groupes armés”, explique l’arrêt de renvoi. Abdelkader Hachani est appelé par le médecin, tandis que Boulemia arpente la salle d’attente. Quelques instants plus tard, Hachani sort accompagné de l’infirmière, il salue le patient avec qui il discutait, il serre aussi la main de son futur assassin et se dirige vers la porte, “Boulemia sort son arme, la pointe sur la base du crâne de Hachani et tire un seul coup. Hachani s’effondre, Boulemia ramasse la serviette du défunt, menace l’infirmière en la sommant de lui ouvrir la porte”. Il arrête un taxi, où il essuie discrètement le sang, direction Premier Mai. Là, il prend la carte d’identité de Hachani et met le reste des documents dans un sachet qu’il donne à un enfant, puis va passer la nuit à Mohammadia. Le lendemain il se rend chez un ami employé aux PTT qui lui permet d’utiliser son fax : il rédige à la main le communiqué revendiquant l’assassinat de Hachani par le GIA et l’envoie à El Watan et El Khabar. Il est arrêté le 13 décembre à l’arrêt de bus du Premier Mai. Fin du premier acte.

Lorsque le juge, à la voix tranchante et au visage angulaire, encadré de deux assesseurs sommeillant, l’appelle, Fouad Boulemia reconnaît avoir fait partie des groupes terroristes islamistes, “mais je ne m’occupais que de l’information, de la communication”, dit-il. “Le 13 décembre 1999, je suis arrêté par ceux-là mêmes que j’ai fuis en 1995, les DRS. Je n’avais pas d’arme sur moi. Ils m’ont torturé. Je n’ai pas tué Hachani. Ce qui est raconté c’est le scénario des moukhabarate (services secrets)”. Le juge l’interrompt, “ce n’est pas ce que tu as dit au juge d’instruction”. “Ils m’ont torturé au maximum vous comprenez ? Puis le général Toufik est venu, il m’a dit : ana rabha (c’est moi le patron) tu vas voir ce que je vais faire de toi. Accepte de dire que tu as tué Hachani et tu auras quinze ans de prison, tes parents pourront te voir en prison. Sinon je vais t’emmener chez ta mère que je vais éventrer devant toi. C’est moi le général Toufik, Rab Edzayer (Le bon Dieu de l’Algérie). Vous savez pas qui est le général Toufik ? Toute l’Algérie le connaît, qu’est-ce qu’un juge d’instruction à côté ? Ce sont les officiers qui me torturaient qui m’emmenaient à l’instruction. Je ne prendrai pas la responsabilité de la mort de Hachani, non.” La salle jusque-là plongée dans une torpeur encouragée par les bâillements des assesseurs, s’ébroue de curiosité, même le juge n’interrompt pas le prévenu, et c’est … son avocat qui stoppe le récit. Me Khamis, 33ans, se met à tempêter qu’il exige la présentation du général Toufik à la barre, sinon il se retire. Le juge va jusqu’à lui accorder un acte écrit des révélations du prévenu et lui demande de laisser continuer Boulemia. “Oui, oui il parle mais ça ne sert à rien, j’exige que le général soit présenté sinon je pars”, surenchérit l’apprenti sorcier qui fait balancer l’audience du kafka underground au vaudeville de mauvais goût. Le juge et ses adjoints se retirent.

Pendant la halte, Me Khamis est discrètement appelé du côté où se sont retirés les magistrats. Quand il revient, il s’entretient dans une discussion animée avec son mandant. Arrivent enfin les membres de la cour. L’audience reprend son cours comme si rien ne s’était passé. L’avocat n’explique à personne pourquoi il est toujours là, alors que personne n’a voulu lui ramener son général. Boulemia n’est plus rappelé à la barre, il ne sera ni questionné par sa défense ni par le procureur. Il est 11h40 et on fait défiler les témoins. 17 en tout. Les trois premiers, l’infirmière, le patient qui se trouvait avec Hachani et un jeune du quartier qui affirme avoir croisé le tueur dans les escaliers, sont formels : “c’est bien cet homme-là que j’ai vu”. La seule fois où l’accusé bénéficie de son droit de poser des questions aux témoins, il demandera à l’infirmière dans quelles circonstances exactes s’est tenue sa confrontation avec lui. L’infirmière bafouille. Lui dit qu’ils l’ont mis devant elle, entouré d’une quinzaine d’officiers de la police et de l’armée et qu’ils se sont mis à lui crier “c’est lui n’est-ce pas, tu le reconnais ? n’aie pas peur, c’est bien lui ?.. ” Mais l’infirmière affirme que les conditions de la confrontation lui ont semblé “normales” et Boulemia se lève et crie : “crains Dieu, le faux témoignage est le pire des crimes… “. La parole ne lui sera plus donnée. Suit une ombre de dentiste, maigre et pâle, qui n’a pas vu l’assassin. Deux gardiens du “parking” d’en face du cabinet dentaire disent n’avoir vu qu’une “Super cinq grise, stationnée devant l’immeuble, et à l’intérieur des hommes portant des talkies-walkies grésillant. Ils n’ont pas bougé de la voiture, y compris quand la police est arrivée sur les lieux du crime”. Et puis passent à la barre toutes sortes d’hommes, de femmes, qui n’étaient pas là, n’ont rien vu, rien entendu et ne comprennent pas pourquoi ils ont été convoqués. Les questions de la défense sont crypto-psychologiques. Leurs témoignages sont abattus à la chaîne et la séance est levée à 13h.

A 14h15, la partie civile, représentée par Me Khellili, affirme que ce procès ne lui pas donné de quoi être convaincue ni de l’innocence, ni de la culpabilité de Fouad Boulemia. Le réquisitoire du procureur est liquidé en un temps record. Les juges maintiennent difficilement leurs paupières ouvertes. La plaidoirie de Me Khamis est jonchée de questions qui se terminent par “Sobhane Allah”!

Quelques rares moments forts : l’avocat informe l’assistance que le témoin qui aujourd’hui reconnaît formellement Boulemia avait déjà, selon ses dépositions antérieures, reconnu un dénommé “Abdelaoui” aussi formellement. Il cite également la description physique faite par l’infirmière et le patient, avant l’arrestation de Boulemia : “Grand, très costaud et brun de peau”, ce qui fait sourire l’accusé, moyen de taille, svelte et très blanc de peau. L’avocat montre à tous le portrait robot, sur la base duquel Boulemia aurait été arrêté, ce qui semble ressusciter le prévenu passé dans un ailleurs depuis un bon moment. A 16h10, les juges se retirent pour délibérer. A 17h10, ils sont de retour. Fouad Boulemia, sans sa défense, pas au courant de la preste reprise de l’audience, entend réciter pendant cinq exactes minutes le chapelet des questions-réponses. Condamné à mort. Il se lève, salue rapidement son vieux père et disparaît.

6 تعليقات
  1. سلمي بوزاهر يقول

    طبعا هذا ما اكده احد قيادي الحزب الجبهة اسلامية للانقاذ رابح لكبير في حصة زيارة خاصة بقناة الجزيرة ان المرحوم حشاني كان مراقب من طرف الاجهزة الامن مخصصة لهذا الغرض و انه كان يعلم انه سوف يستشهد في تلك الايام و كان يصوم لهذا الغرض لكي يقابل ربه و هو صائم و شهيد / و من خلال ما أقرأت للمقال لصحفية دايخة دريدي انه يوجد سيناريو محكم و مناتج مخابراتي استهدف حشاني في تلك المرحلة بعبائة جماعة السلفية لدعوة و القتال ( الجيا ) التي يتهماها جماعة الفيس انها صنيعة المخابرات الجزائرية و بضبظ ( توفيق ) رب دزاير ، و للاسف اغتيال حشاني تزامن مع فترة حكم طاب الجنانو التي تطرح اسئلة كبيرة و مهمة جدا
    صراحة اغتيال الدكتور حشاني خسارة كبيرةا للجزائرين و الاسلامين خاصة للان المرحوم لم يكن قيادي فقط بل كانت لديه جماعة معروفة جدا في منطقة باتنة ، يصعب ان تكتب علي رجل مثله لكن سيظل في قلوب الاحرار ، و الله يرحمه و يرحم جميع شهدائنا ، نشكرك استاذ زيتوت انك دائم تفكرنا بالذين راحوا غدر في بلد المليون و نصف المليون شهيدا
    ا

  2. rahim ben ahmed يقول

    رحمة الله على روح القاءد حشانى و الويل لتوفيق و طاب جنانو .الشيخ على بن حاج هو الرءيس الجزاءرى فى 2014 ان شاء الله

  3. sarah يقول

    نسأل الله أن يكشف الحقيقة و ينتقم من المدعو توفيق

    كما نسأله أن يشفي بوتفليقة و يثبته و يحفظه و أن يرزقنا خير خلف له .

  4. ahmed يقول

    ما دار في هذه المحاكمة ذكرتني بقضية وقفت فيها يوما متهما ……. سأل أحدهما الآخر : أين يوجد قصر العدالة ؟ فأجاب : القصر من هنا أما العدالة فلا نعرف مكانها …… و الله لا توجد محاكم نزيهة في الجزائر و لا قضاة عدل و لا دولة قانون …………… رحم الله البطل حشاني و كل من غيبته أيادي الغدر و الإجرام من أذناب الاستعمار ……. الله أكبر فوق كل جبار متكبر ينازعه كبرياءه ….. اين المفر يا من اسميت نفسك – رب دزاير – ؟ استغفر الله من هكذا قول ….. شكرا الأخ محمد العربي فقد آلمت قلبي و اسقطت دمعتي الحارة على جزائر سقطت في ايدي الخبثاء …. لكن مهلا لابد لليل أن ينجلي و لا بد للقيد أن ينكسر

  5. Boulemia hamid يقول

    السلام عليكم.اخوتي انا أخ المتهم فؤاد ، أسأل الله العظيم أن يطلق سراح أخي الموقوف إلى يومنا هذا 15/03/2015 ولم يتم إطلاق سراحه كما يُتداول في الجرايد و الحصص المخبراتية

التعليقات مغلقة.