الغزو الغربي لليبيا على الأبواب
عندما تدخّل الغرب جويّـا لضرب الطاغية المتألّه معمر القذافي، لم يفعل ذلك من أجل عيون الليبيين، ومايحدث الآن في سوريا، أثبت ذلك لمن كان لديه أدنى شك…
إنما فعل ذلك لجملة من الأسباب، أهمّها:
1- كانت للغرب حسابات لتصفيتها مع القذافي، فقد أقدم القذافي على عمليات إرهابية عديدة ضد رعايا غربيين، ومنها إسقاط طائرة أمريكية فوق قرية لوكربي الأسكتلندية قُتل فيها ما يزيد عن 270 شخصا في ديسمبر 1988، ثم طائرة فرنسية فوق النيجر في سيبتمبر 1989 وأدّت إلى مقتل 156 شخصا، كما قام بتفجير ملهي ليلٍ في برلين قُتل فيه عدد من الأشخاص كان من بينهم أمريكيون…وعمليات أخرى بما فيها تللك التي استهدفت معارضيه في عدد من بلدان العالم…
2- اعتقد الغرب أن الانتفاضات العربية ستنتصر حتما، خاصة وهو يرى سقوط مبارك الذي كان يحكم بدعم غربي واسع، ومن قبله هروب بن علي الذي كان يحكم بقبضة بوليسية شديدة وبدعم غربي واضح…فأراد أن “يشارك” على طريقته في تلك الانتفاضات ليبدو وكأنه نصير لها أو على الأقل “ليكفّر” عن دعمه للاستبداد لما يزيد عن نصف قرن في المنطقة العربية…
3- محاولته السيطرة على ليبيا الغنية جدا، وذات الموقع الاستراتيجي في قلب العالم والمجاورة لأوروبا، وهي الفقيرة سكّانيا…
غير أنّ رفض الليبيين في مجملهم، والثوّار منهم على وجه الخصوص، لوجود قواعد غربية على أراضيهم، وعموما رفضهم التدخّل في شؤونهم من قبل القوى الكبرى، ضرب المخططات الدولية الساعية للهيمنة في الصميم
وهو ما جعل هذه القوى تسعى للتدخّل عبر بوابة الأمم المتحدة، فصنعت حكومة لها يُراد أن يكون من أوّل مهامها الدعوة إلى “دعم المجتمع الدولي لمحاربة داعش…”
وهو ما يُعدّ له العدّة بتسارع كبير ما يلبث أن يبدأ، خاصة مع اقتراب البوارج الحربية الغربية من الشواطئ الليبية…
التعليقات مغلقة.