مرور عام على الإطاحة بالجنرال توفيق في الجزائر

261

نقاش حول مرور عام على سقوط الجنرال توفيق..

كان سقوطه الرسمي في 13 سبتمبر 2015 شيئا مهما جدا… فقد أنهى ربع قرن، وتسعة أيام بالضبط، من وجوده على رأس جهاز المخابرات، الذي بدل أن يكون في خدمة الوطن والدولة والمجتمع تحول لتدميرهم…

ومع الأيام أصبح للجهاز شهرة رعب وترهيب وتخويف… قلّ لها نظير في العالم…

فإذا بالمخابرات دولة داخل الدولة، ومركز النفوذ المطلق والسلطان العالي، خاصة بعد رحيل الجنرال الدموي، قائد الأركان، محمد العماري في صائفة 2004، بعيد هزيمة صاحبه بن فليس في “إنتخابات الرئاسة” في ربيع نفس العام، عقب تحالف توفيق مع آل بوتفليقة…

لكن إسقاط الجنرال الشبح، يفقد كثير من معناه عندما ندرك أن الذي أسقطه هي قوى خارجية، غضبت من تصرفاته في حادثة توغنترين فأدبته تأديبا موجعا، على الرغم أنه خدمها بحماس شديد لما يقارب 15 عاما…

فقد كانت عملية توغنترين، عين آميناس، في شتاء 2013 هي الفارقة في حياة الجنرال المتأله…
وهو إذ قام، عن طريق صهره وسائقه السابق، الجنرال حسن، و إسمه الحقيقي عبد القادر آيت عرابي، بقتل الخاطفين والمخطوفين، فإنه تعدى خطوطا حمرا كان الغرب قد رسمها له:
“لن نسمح، مرة اخرى، بقتل مواطن واحد من أبنائنا”.

ظنّ الجنرال توفيق أن قتل حوالي 39 رعية أجنبية، أكثرها من الغربيين، هو كقتل الجزائريين…

وما كان الأمر كذلك…

ذاك جاء، طبعا ومنطقا، على ما كان يهواه آل بوتفليقة، ففي حين كان عبد العزيز يصارع الموت في مستشفى عسكري فرنسي  تحت عيون المخابرات الفرنسية، كان السعيد يتمم الإتفاق مع ممثلي قصر الإليزيه…
وإنظم إليه، في باريس، قائد الجيش الفريق أحمد قايد صالح، ليكون هو الآخر شريكا، وضامنا ومستفيدا، من إسقاط الجنرال توفيق…

فقايد صالح وبعض كبار الجنرالا ت كانوا، هم أيضا، قد ضاقوا ذرعا بمخابرات توفيق، وبتصرفاتها العنجهية والإستعلائية تجاه الكثير منهم…

فألتقت مصالح آل بوتفليقة، الذي كانت صحافة قريبة من الجنرال توفيق تتهمهم بالصوصية والرشوة بمليارات الدولارات، مع دبابة الداخل و مع مصالح القوى الخارجية…

ليسقط “رب الدزاير”، سقوطا مريعا، بعد 25 عام من إجرام عظيم في حق الجزائر والجزائريين…

ولكي يقتنع أن الجماعة لا تمزح فقد تم، بصورة مهينة جدا، إعتقال و سجن صديقه و يده اليمنى الضاربة، وقاتل الخاطفين والمخطوفين في توغنترين، الجنرال حسن…

كما تم تحريك ملف الرهبان، الذي، أخيرا، “سمحت” الجماعة الحاكمة، للقاضي الفرنسي بأخذ عينات من رؤوس الرهبان السبعة…

ليكون ذلك سيفا مسلطا على الجنرال توفيق وزملاءه الكبار في المخابرات:
“إذا تحركتم فإن المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ستكون في إنتظاركم”…

و يقوم اليوم جنرال دموي آخر، إشتهر بقتل المعارضين، من مدنيين وعسكريين، بالحفارة الكهربائية، و كان من أقرب مقربي توفيق، بضرب زملاءه السابقين بسوط الناقم الغاضب…إنه الجنرال بشير طرطاق…قائد جهاز المخابرات الجديد…

لكنه في نظر زملاءه ما هو إلا خائن… باع ذمته لآل بوتفليقة وللجنرال، القوي اليوم قايد صالح، وقبل ذلك للمخابرات الفرنسية…

محمد العربي زيتوت

 

4 تعليقات
  1. عبد الكريم يقول

    يئست من النظام و أذ نابه كما ييأس الكافر من رحمة الله يوم القيامة

    ان الله يرضى عن جزائر لغتها الرسمية الفرنسية و دستورها الوحى
    ولا يرضى عن جزائر لغتها الرسمية العربية و دستورها ديكتاتورية الفكرة البشرية

  2. ابوصفوان يقول

    السلام عليكم وبعد،
    فتبا لهما في مزبلة التاريخ. لقد طغى القزم توفيق وظن انه يبقى يتربع على عرش المخابرات دون رقيب او حسيب الى الابد وظن بان سنة الله والتي الا وهي سنة التدافع سوف تخطئه، فهيهات وهيهات فلو دامت لغيرك لما وصلت اليك. لقد لطخ ايديه باعراض الجزائريين ودمائهم وسوف يكون مصيره سيء في الدنيا وأسوأ في الآخرة وحقوق العباد زيادة عن حقوق الله سوف تلقي به فيما لا يحمد عقباه. هذا ما نسميه الطغيان والظلم والاستبداد. عند هذان الضابطان وعند باقي العصبة الفاسدة والمفسدة كل شيء يهون من اجل خدمة مصالح الغرب وخدمة مصالحهم الضيقة، لكن الزمن والايام قد تخفي المزيد من المفاجئات السارة للبعض والسيئة للبعض الآخر وسوف يكتب التاريخ وهو لا يرحم ان هؤلاء الرويبضات لم يكونوا سوى وكلاء للاستعمار في مسيرة الشعب الجزائري التواق الى الحرية والعزة والكرامة. انهم مهما فعلوا ومهما حجبوا اشعة الشمس عنا فان هذه الارض سيرثها عباد الله الصالحين وسوف تشرق شمس العدالة الربانية يوما ما وكم من طاغية قضى وكم من حاكم عدل بقى يذكر طول الدهر.
    في دولة الحق المصان تكون المخابرات في خدمة الشعب والوطن تسد الثغور وتحمي الاوطان وفي بلداننا تعمل المخابرات من اجل هتك الاعراض وهدم الاخلاق ومحاربة الحق في كل مكان.
    اقول كما قال الشاعر التواق الى حقيقة الحرية ،
    الحريّة أن يحيا الناس كما شاء الرحمن لهم بالأحكام الربانية
    وفق القرآن ووفق الشرع ووفق السنن النبوية
    لا وفق قوانين الطغيان وتشريعات أرضية
    وضعت كي تحمي أشخاصاً تقفو الأهواء الشخصية
    الحريّة: ليست نصباً تذكارياً يغسل في الذكرى المئوية
    الحريّة لا تستجدى من سوق النقد الدولية
    الحريّة لا تمنحها هيئات البر الخيرية
    الحريّة نبت ينمو بدماء حرَّة وزكية
    الحريّة تنزع نزعاً تؤخذ قسراً
    تبني صرحاً يعلو بسهام ورماح ورجال عشقوا الحريّة
    إن تغفل عن سيفك يوماً فلقد ودعت الحرية
    الحرية ان تقول كلمة الحق ولا تخشى
    من سطوة المخابرات الجاثمة على ضدور الرعية
    الحرية ان لا تعبد الا الله في السر والعلانية
    الحرية هي الحياة، هي السعادة وحب الخير لكل الانسانية.

  3. امين شعباني يقول

    لمادا لم يسجن الجنرال توفيق
    اظن ان توفيق قام بتمثيلية هو النظام حتى لا تتحرك الدول الغربية و تقوم باستبدال النظام

  4. امين شعباني يقول

    هدا النظام الحاكم في الجزائر قام بتمثيلية امام الدول العظمى حتى لا يزحزح من مكانه فكلهم لديهم شراكات مع بعضهم و انساب و كأنهم اصبحو عائلة واحدة تحكم البلاد

التعليقات مغلقة.