إفريقيا: هل خرج منها الإستعمار؟
حديث على قناة الحوار حول إفريقيا ومىآسيها والمتسبب فيها…
وفيه جادلت، أن هناك مسؤولية ولا شك على حكام إفريقيا ونخبها فيما آلت إليه أوضاع قارة هي الأغنى في العالم، ولكنها في حالة يرثى لها على كافة المستويات وإن بدرجات مختلفة بين بلدانها…
إلا أن المسؤولية الأكبر تقع على كاهل القوى الإستعمارية، وبشكل خاص فرنسا…
التي حينما حان وقت رحيلها في بداية الستينات تحت ضربات الثورة الجزائرية المجيدة…
ناورت و إلتفت لتعود من نوافذ متعددة وأهمها وأخطرها الفرانكوفونية التي هي في واقع الأمر منظمة ومنهج و تنظيم خطير يهدف لتثبيت الإستغلال والإستعمار…
فقد قام الماكر ديغول بتعيين أحد أقرب مقربيه، وهو جاك فوكارJacques Foccart ليُبقي إفريقيا تحت الهيمنة…
يطيح برجالها المخلصين قتلا وإغتيالا أو تهميشا وإبعادا من أمثلة باتريس لوممبا وأحمد سيكوتوري…ويعين أشخاصا، أكثرهم كان عسكرا في الجيوش الإستعمارية، أو موظفا في الإدارة الفرنسية، لتولي مقاليد الحكم في البلدان التي إستقلت ك عمر بانغو، وموبوتو، وهوفيه بوانيي…
لقد لعب فوكار ببلدان القارة الإفريقية التي كانت تحت الإحتلال الفرنسي، وأعادها للهيمنة الفرنسية عن طريق ما عرف بالفرانس آفريك Francafrique، فاستمر الحال ، تقريبا، كما كان عليه ولكن بوجوه سمراء بدل البيضاء التي توارت خلف الستار لتمعن مكرا وخبثا في شعوب القارة و أوطانها…
لكن هذا لا ينفي، واشدد على ذلك، مسؤولية شعوب القارة ونخبها الذي يتوجب عليها الإنتفاض مرة أخرى لتحرير إفريقيا، حقا، من القبضة الإستعمارية أي كان فاعلها…
وإني أنصح الطلبة، بشكل خاص، بأن يبحثوا في موضوع الفرانس آفريك ويناقشوها في أطروحات ومقالات وكتابات خاصة الذين يتقنون الفرنسية منهم…
فهناك كثير من شرفاء فرنسا الذين فضحوا خبث سياسييهم ومسؤوليهم في كتابات رائعة وفي فيديوات منتشرة على النيت…
التعليقات مغلقة.