معا رشاد | زيتوت: المبادئ الخمسة للتغيير|انتفاضة الجنوب

99

محمد العربي زيتوت، في حلقة جديدة من برنامج معا رشاد، يتحدث عن المبادئ الخمسة للتغيير و انتفاضة الجنوب المرتقبة يوم الخميس 14 مارس 2013.
البديل الحقيقي سبق التعرض له في أرضية المبادرة من أجل التغيير الجذري في الجزائر وهي تعتمد على خمسة أسس رئيسية للتغيير:

1- المشكل: نظام حكم تحول الى عصابات
أن يكون تغيير شامل جوهري وكامل للنظام في طبيعته، في شخصياته، في سياساته بأتم ما تعنيه الكلمة. فالهدف ليس تغيير أشخاص فقط وإنما ما يمثلونه من أفكار و سياسات و أفعال أدت إلى كوارث حقيقية.
كما أن الهدف ليس إسقاط جناح.

فبوتفليقة وجناحه يجب أن يرحل، لكن السلطة الحقيقية التي تمتكلها المخابرات والجنرالات يجب أن ترحل بل هي أولى بالرحيل.

2- الوسيلة: يجب تغييره بطرق لا عنفية

أن يتم التغيير بطرق لا عنفية: نريدها سلمية، سلمية، سلمية.

– ما يسمى بالإصلاح من الداخل تبين أنه مضيعة للوقت، واستخفاف بالعقول.
– السلاح تبين أن العصابات تستخدمه لتبرير خنق المجتمع باسم مكافحة الإرهاب.

إن الطريق الأفضل الذي يُحرر المظلوم و الظالم في نفس الوقت هو المقاومة اللاعنفية،

والكفاح اللاعنفي لا يعني التراخي أو المقاومة السلبية،

ولاحتى التهرب من مواجهة الظالم.

العمل اللاعنفي يعني التحرك ضد الإضطهاد كثيرا ما خارج الإطار السياسي المؤسساتي إذا لزم الأمر،

ولكن دون المساس بالسلامة البدنية للخصم، أو تخريب الممتلكات العامة و الخاصة.

إن المقاومة اللاعنفية ليس علاجا بالتخاذل،

ولكنها كفاح يستخدم مختلف الأسلحة السياسية و الإقتصادية والإجتماعية و القانونية و الثقافية والإعلامية و النفسية ضد الدكتاتورية.

إنها لا تعتمد على الإندفاع و الإرتجال. لكنها مثل الكفاح المسلح تطبق حسب استراتيجيات و تكتيكات، غير أنها لا تهدف إلى جرح الخصم أو قتله.

يستخدم الكفاح المسلّح الأسلحة الرشاشة و الذخيرة و القنابل و ما إلى ذلك لتدمير الخصم،

أمّا الكفاح اللاعنفي فيستعمل التربية و التوعية و التنظيم و الإضرابات و المظاهرات والمقاطعة و العصيان المدني وغير ذلك لتحرير الوطن من الدكتاتورية

في الكفاح المسلح يرتدي المنتفض زيا عسكريا ويستعمل معدّات حربية لأداء مهمة تدمير الخصم،

أما في الكفاح اللاعنفي فسلاح المواطن، إيذاء مريح وخل وآلة تصوير، وهاتف وإنترنت.

إنّه مستعد للتعامل مع الغاز المسيل للدموع و الرصاص المطاطي.

ومستعد كذلك للجري و للضرب و الإعتقال. لكن لا يجوز له الرد على ذلك بالعنف.

إن المقاومة اللاعنفية هي السبيل إلى التحرر دون إضعاف الأمة بتدمير الجيش و البلد. إنها طريق الخلاص دون رهن السيادة الوطنية

إنّ الكفاح اللاعنفي فعّال فقد أطاح بالعشرات من الدكتاتوريات

لقد نجحت شعوب تنتمي إلى ثقافات مختلفة: مسلمون أو مسيحيون أو هندوس. من الشرق أو الغرب في التغلب على الدكتاتوريات التي حكمتها.

يتطلب العمل اللاعنفي الصبر و الثبات لكنه ليس بطيئا بطبيعته، ففي حين أن متوسط عمر الكفاح المسلح يقارب الخمسة عشر عاما،

دام الكفاح اللاعنفي عشر سنوات في بولندا، وكانت مدة ثلاثين شهرا فترة كافية للإطاحة بدكتاتورية فردناند ماركوس في الفلبين..كما سقط بن علي في شهر واحد، في حين تمت الإطاحة بالفرعون المصري في سبعة عشر يوما

للكفاح اللاعنفي آثار في تعزيز الديموقراطية، لأنّ الأمر فيه لا يُفوّض إلى قائد كاريزماتي أو إلى دائرة ضيقة أو إلى حزب ما،

بل ينهض به كل الشعب الذي هو طرف أساسي في التغيير المنشود.

كما يسترد المواطن العادي بالكفاح اللاعنفي ثقته بنفسه، ويتعلم في التخاطب و التنظيم و الدفاع عن حرياته وحقوقه، ووضع حدود للنظام.

وقبل هذا كله يتعلم فيه القيام بواجباته

إن المقاومة اللاعنفية تسمح بإعادة النسيج الإجتماعي و السياسي الذي مزقته الدكتاتورية وفي خضمها أيضا تستعيد مختلف مجموعات المجتمع قوتها واستقلالها.

الكفاح اللاعنفي وسيلة آمنة من الناحية الأخلاقية.

ليست هناك حاجة لإراقة دم الشقيق وإعلان صريح عن الهدف واستبدال الدكتاتورية بدولة القانون.

وعن الأساليب و هي طرق الضغط السلمية، وهذا ما يجعل طريقة الكفاح هذه في غنى عن اللجوء إلى التآمر و الخيانة.

إنّ التغيير لا يعني بالضرورة التقدم فقد يؤدي أحيانا إلى انتكاسات.

نعم يمكن أن تؤدي المقاومة اللاعنفية إلى عواقب سلبية، فأحيانا يمكن للإطاحة بالدكتاتورية أن تؤدي إلى انتشار الفوضى وعدم الإعتراف بأي سلطة و عصيان كل قيادة أو مؤسسة.

في بعض الأحيان يمكن أن يجلب التغيير اللاعنفي إلى السلطة ديماغوجيين أو أشخاصا جددا، يفتقرون إلى الكفاءة أو فاسدين،

لكن هذه المخاطر هي مخاطر الحرية، وهي أهون من مخاطر الدكتاتورية أو الحرب الأهلية أو التدخل الأجنبي.

يسمح الكفاح اللاعنفي بإعادة تسييس كل المجتمع الذي أبعد عن السياسة تحت وطئة الدكتاتورية كما يتعلم فيه كيفية لاعنفية للتخلص من أي حكومة يعتبرها فاقدة للشرعية.

إنه يؤدي إلى نظام سياسي تتوزع فيه السلطة بين جميع أفراد المجتمع بدلا من تمركزها بين يدي الدكتاتور أو نخبة من الجيش أو هيئة أركان الإنتفاضة أو بين أيادي قوى أجنبية.

وفي نهاية المطاف تجد الثقة في أغلبية الشعب وقدرته في التعرف على من يصلح وكذلك على تصحيح أي انحراف جديد.

إن اختيار الكفاح اللاعنفي للتحرر من الدكتاتورية هو اختيار للحرية و الديموقراطية في النظام السياسي الذي يعقبها.

3- الإطار: ضمن جزائر واحدة و موحدة

والأساس الرابع و هو المهم جدا وخاصة في هذا الظرف:

أن يكون ضمن وحدة الجزائر إقليما ووطنا.

لأن الإقليم في خطر، الجغرافيا في خطر، والبلد قد يواجه خطر التقسيم على يد قوى كبرى بسبب تصرفات العصابات الحاكمة. وإذا لم نستطع أن نغير هذه المجموعة التي تسبب في جلب هذه القوى الكبرى بسبب سياساتها المباشرة وغير المباشرة الفاشلة، تواطؤا وبغير تواطؤ، إذا سمحنا ببقاء هذا النظام فعلى الجزائر السلام.
لقد اعترفوا بـ:

– فتح مكاتب للمخابرات الدولية بالجزائر

– فتح أجواء الجزائر لطائرات الجيش الأمريكي منذ 2004-2005

– تعاون بلاحدود مع الحلف الأطلسي

– شاركوا في تعذيب ونقل المتهمين بالإرهاب

– اعترفوا بإرسال ضباط إلى الخارج خاصة مالي و النيجر للتعاون مع المخابرات الفرنسية و الغربية عموما

– فتحوا المجال الجوي للقوات الجوية الفرنسية وطائرات بدون طيار الأمريكية

– وافقوا على تسخير قواعد متنقلة للأمريكيين.

إلخ …

4- الممنوع: رفض التدخل الخارجي في المطلق

أن يكون بأيدي جزائرية فقط دون أي تدخل أجنبي أي كان، وتحت أي ظرف كان.

5- الهدف:
أن يكون التغيير من أجل بناء دولة المؤسسات، دولة العدل، دولة الحق، دولة القانون، والحريات للجميع بلا استثناء ولا إقصاء.

هذه هي المبادئ الخمسة التي يستند إليها التغيير من وجهة نظرنا.
و منطقيا :
– أن يُستثنى من صناعة التغيير الذي تورطوا في دماء الجزائر و نهبوا ممتلكات الشعب الجزائري.
– أن يقبل كل المشاركين بالآخر، بحيث لا يكون هناك أي استبداد و تفرّد بالرأي.

إذا تعذر عليك مشاهدة فيديو اليوتوب أعلاه، شاهد الفيديو أدناه:

[flowplayer src=/videos/five_principles_of_change.flv splash=five_principles_of_change.jpg]

التعليقات مغلقة.