محمد العربي زيتوت: تطورات الأحداث في مصر بعد مرور أكثر من شهر على الإنقلاب

68

نقاش مع محمد العربي زيتوت حول تطورات الأحداث في مصر بعد مرور 35 يوم على الإعتصامات المناهضة للإنقلاب على الشرعية في مصر، حيث تطفو على الساحة أحاديث المفاوضات مع تزايد الوفود الأجنبية إلى مصر لممارسة الضغوط على الرئيس مرسي و مؤيديه من أجل القبول بمقترحات تسعى لحفض ماء وجه الإنقلابيين.
يقول محمد العربي بأنّ الدول الغربية حسب تصريحات شخصيات فيها وشخصيات صهيونية قد أعطت لقادة الإنقلاب في مصر ثلاثين يوما للقيام بمخطط تصفية الثورة المصرية و التخلص من الشرعية بمشاركة حتى أطراف من ثوار ثورة 25 يناير، بعضهم على قناعة منهم بسوء الإدارة في حكم مرسي، و البعض الآخر تم شراء ذممهم على يد قوى إقليمية و دولية يهمها وأد الثورات العربية في مهدها لأنها تهددها. ويكفي للتأكد من ذلك مراجعة الكم الهائل من التسجيلات التي انتشرت على يوتوب تفضح هذه الجهات التي من ضمنها حركة تمرد.
بعد مرور كل هذا الوقت – وفي جو غريب جدا من إجماع كامل القوى الدولية على مؤازرة الإنقلاب – حيث تقف الولايات المتحدة، و الصين وروسيا و حتى إيران والحكومات العربية موقفا موحدا ضد إرادة الشعب المصري، والسبب في ذلك حسب قول محمد العربي هو ما أفاد به السيسي في تصريحه للواشنطن بوست ألا وهو قطع الطريق أمام مرسي الذي أسس لعودة الدولة الإسلامية نواة الإمبراطورية الإسلامية القادمة.

هذه هي النقطة الرئيسية و المهمة لفهم البعد الإستراتيجي للأحداث، و التي من غيرها لا يمكن أن نقرأ الأحداث بشكل صحيح.

وهكذا تصطف جميع القوى الدولية في صف واحد تسندها القوى الإقليمية.

فالقوى الكبرى لديها مصلحة استراتيجية و هي تعي الخطر الذي يتهددها من عودة الإسلام الذي ساد العالم والمنطقة خصوصا لما يزيد عن ألف عام، خاصة وأن الصين مثلا تحكم قبضتها على ملايين من المسلمين، وروسيا لا تختلف عن الصين كثيرا بل وأغلب الدول المحيطة بها هي دول مسلمة، دون أن ننسى “صراع الحضارات” الذي تمارسه أمريكا مع العالم الإسلامي الذي يضمّ أيضا المخزون النفطي الذي يرتكز عليه الوجود الأمريكي، والذي لولا تواطؤ الحكومات العميلة في المنطقة لما استطاعت القوى الكبرى أنت تقوم بنهبه بالطريقة التي يتم بها.

حكومات دول المنطقة بما فيها إيران التي دعمت الإنقلاب وخاصة من ما نشاهده في دور قناة الميادين التي حرّضت ولا تزال على الإنقلاب على الشرعية، في حين ساهمت السعودية و الإمارات بدورها في الإنقلاب علنا ولم تكتف بالدعم الإعلامي في وسائل إعلامها وخاصة قناة العربية.

بعد مرور شهر من الإنقلاب بدأت أمريكا تفهم أنه لم ينجح، فالإنقلابات التي لا تحقق نتائج حاسمة خلال أسبوعين مهددة بالفشل و الهزيمة و النتيجة العكسية، وهذا ما يحصل في مصر التي يقاوم فيها الشعب بطريقة حضارية طالما تحدّث عنها المنظّرون لكن الشعب المصري جسّدها في أرض الواقع بالإعتصامات والإحتجاجات السلمية المتصاعدة بكل تحدّي كلما زاد عدد الشهداء والمجازر و التهديد و الوعيد.

أما بالنسبة لغير مشروعية الأسر الخليجية الحاكمة فبكل بساطة أنّها أسر لم تخترها الشعوب لحكمها عبر الإنتخابات. ذلك أن الأنظمة الملكية المطلقة التي لا تحكمها الدساتير هي أنظمة عنصرية بحتة، تسطير فيها عائلة على مقاليد الحكم عن طريق العنف في الغالب أو عبر الدعم الخارجي و تدّعي أن الحكام منها فقط، جاعلة من الشرعية الوحيدة هي شرعية دمها “المقدّس” حتى لانقول بشرعية الماء المهين، هذا هو حكم هذه الأسر، ولهذا ثارت الشعوب الأوروبية على الملكيات التي كانت تحكم أوروبا قبل قرنين أو ثلاثة قرون، ولم تبق للملكية إلا المظاهر البروتوكولية.

أمّا الأسر الحاكمة في العالم العربي فهي لا تملك و تحكم فقط، بل تدير البلدان بالتخريب و الفساد الإفساد و العمالة وتبذير أموال الأمة. هذه الأموال التي مصدرها النفط هي دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام، وهي ملك للأمّة و ليست لأسرة، لكن الشعوب في الخليج لا تستفيد من هذه الأموال إلا قليلا.

فهذه الأسر فرضتها القوى الإستعمارية مثل فرنسا، وخصوصا بريطانيا التي كان مؤسس الدول السعودية يتقاضى منها أجرة سنوية، وهو الذي ثار على الدولة العثمانية، وباختصار فهذه الأسر مفروضة خارجيا و استعماريا، وترعاها الولايات المتحدة الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية رعاية كاملة مع دعم فرنسي بريطاني.

ومن هنا نستنتج أن من “مزايا” هذا الإنقلاب، هو تلك “الرحمة” التي جاء بها لشعوب المنطقة من حيث لا يريد، بأن جعلها تستيقظ من غمراتها، فالكثير كان يعتقد جاهلا أنّ الغرب مع الثورات، وقد ظهرت الحقيقة جلية الآن فيما صرح رئيس البرلمان الأوروبي مؤخرا حول دعم الغرب الظاهر للثورات التي لم تكد تهدأ حتى قام بقطع المساعدات لهذه البلدان لأنّها تريد قيام دولة إسلامية.

التعليقات مغلقة.