القابلية للإبتزاز والخضوع

918

بعض البسطاء من الجزائريين إنطلت عليهم أكاذيب العصابة الحاكمة التي ظلت تملأ الأرض عويلا وصراخا من أن الغرب و النيتو وقطر ووو… يريدون بالجزائر شرا ويخططون لثورة فيها.
ولكن لا يمكنهم تفسير لماذا إستقبال هؤلاء وإعتبارهم عظماء، كما قال سلال أول أمس وقد كان فرحا مسرورا بزيارة جون كيري الأمريكي وأمير قطر، إذا كانوا فعلا يريدون شرا بالنظام القائم؟

الحقيقة أن كل الدول تعلم اليوم أن النظام الذي يتحكم في الجزائر هو نظام فاشل و فاسد ومرعوب من إمكانية قيام ثورة شعبية ضده كما حدث لأمثاله في المنطقة.
و لأن علاقات الدول هي علاقات قهرية، بمعنى أن القوي يُخضع الضعيف في غالب الأحيان، تقوم هذه القوى بإبتزازالعصابة الحاكمة لتنهب أموال أكثر و تتحصل على تنازلات أكبر، على كافة المستويات بما فيها المستويات الجيو-عسكرية و الإستراتيجية كفتح الحدود و الأجواء.

وعلى سبيل المثال، يوجد في البنوك الأمريكية ما يزيد عن 100 مليار دولار من أموال الجزائر مخزن أكثرها دون مقابل أو بمقابل ضعيف جدا لايزيد عن 2 بالمائة.
كما تعبث الطائرات بدون طيار في الأجواء الجزائرية كما تشاء.

وقبل سنتين- على سبيل المثال أيضا و ليس الحصر- وقعت الجماعة الحاكمة عقود تزيد عن 7 ملايير دولار مع قطر لكي تبني “مصنع بلارة للحديد” ومشاريع تافهة أخرى.
وقد نسي البعض أن مصنع الحديد والصلب في عنابة، الذي يضيع اليوم بعد أن أُعطي للهنود بالدينار الرمزي، كان قد بُني قبل أن توجد قطر أصلا كدولة.

طبعا، تبقى الحصة الأكبر من الأموال و العقود و التنازلات السياسية و الإستراتيجية للفرنسيس، إلى درجة أصبحت فيها الجزائر تابعة لفرنسا فيما تسميه بالحرب على الإرهاب خاصة في منطقة الساحل.
أي أن فرنسا التي كانت تعتبر ثوار الجزائر، قبل نصف قرن فقط، إرهابيين وخارجين على القانون يجب سحقهم بطائراتها وعسكرها، هي نفس فرنسا التي يفتح لها، مايفترض فيهم أنهم كانوا “ثوار”، أجواء بلدهم و حدودها لسحق أشقاء لهم تتهمهم فرنسا بنفس التهمة. بل أن بوتفليقة، ذهب لحد القول لرئيس وزراء فرنسا السابق “آيروا” قبل أشهر،” قل للرئيس هولاند عليكم أن تكونوا فخورين بما قمتم به في مالي”، وماذا فعلوا في مالي غير قتل للآلاف وتشريد لمئات الآلاف وتحطيم حياتهم من أجل أن تظل فرنسا تنهب إفريقيا بإسم مكافحة الإرهاب.

الحقيقة الساطعة هو أن إضعاف الجزائر هوهدف إستراتيجي للقوى الكبرى عموما، و خاصة الغربية منها، و ذلك لأسباب متعددة بما فيها الأسباب التاريخية والموقع الجغرافي بالغ الإستراتيجية.
و أفضل من يمكنه القيام بإضعافها، والمحافظة على ذلك الضعف و الهوان، هو نظام حاكم فاشل وفساد وناهب ومخادع في نفس الوقت، ومنطقيا وهو كذلك، قابل للإبتزاز رغبا أورهبا.

محمد العربي زيتوت

6 تعليقات
  1. مروان يقول

    الشعب يريد حقه الكامل في ابتزاز النظام على غرار باقي الامم ، الشعب يريد احقاق العدل و فقط

  2. محمد رفيق العربي يقول

    جاء ت زيارة جون كيري وامير قطر للضغط على الجزائر في مسالة سوريا لصالح المعارضة مقابل اعتراف الدولتين بانتخاب الرئيس ع العزيز بوتفليقة سياسيا ودوليا من طرف أمريكا وأعلاميا من طرف قطر ومصلحة وهدف امريكا هي اسقاط روسيا وايران في سوريا ومصلحة قطر هي خدمة هدف امريكا الاستراتيجي في سوريا والحفاظ على علاقة قوية مع الجزائر مادام ان نتيجة الانتخابات الجزائرية محسومة لصالح بوتفليقة وخاصة مادام ان دول الخليج تمارس ضغطا عربيا مفضوحا وغير دبلوماسي على قطر

  3. بودراع رضا الحسيني يقول

    ان الاحتلال القديم التي رعته دولا توسعية ،قام اساسا على قابلية الشعوب للاستعمار،اما الان وقد تراجعت فيه مفاهيم الدولة لصالح جشع الشركات الكبرى فان القابلية للاستخفاف والابتزاز من اهم ما يوطن الاستبداد في ديارنا.

  4. نونو يقول

    بارك اللله فيك ياا سي العربي

  5. محمّد يقول

    إنّ بلداً تحكمه عصابة لأسير، ونظاماً تبتزه فرنسا لعميلٌ، وتتاجر فيه دويلة قطر لجدّ مهترئ.. شكراً لبوتفليقة على الانجازات وشكراً لأعوانه على البرنامج العظيم .. آن لمن فهم بأن يغير.

  6. موحـــى أطلس يقول

    خلاص الجزائر يكمن في التخلص وطرد عصابة البوليزاريو وطبع علاقات عادية مع المملكة المغربية، وفتح الحدود وإطلاق حرية التنقل والعمل وإنشاء المقاولات بشكل حر في كلتا البلدين والتعاون العسكري والسياسي والاقتصادي …
    هكذا سنكسب استقلالنا جميعا وهكذا سنصبح أول قوة اقتصادية وعسكرية في أفريقيا وفي جنوب المتوسط، لكي نفرض احترام الأخريين لنا…
    أما إذا بقينا كل واحد يغرد بمفرده، أو نتسابق لإرضاء أعدائنا وننزع لهم سراويلنا وتقديم لهم تنازلات لكسب مواقفهم لصالح الصحراء المغربية، أو الصحراء الغربية، فإننا سنبقى اسفل سافلين تدوس علينا أجيال الغربيين الى أن يرص الله الأرض ومن عليها.

    ولنا العبرة في إيران التي أصبحت قوة إقليمية وعلى وشك أن تصبح قوة نووية دولية.

التعليقات مغلقة.