إنتقال السّلطة…إرادة شعبيّة أم تدبير خارجي…؟
حديث على قناة الحوار تطرّق إلى ما يسمّى بالمبعوثين الدّوليّين في مناطق الأزمات خاصّة البلدان العربيّة وإلى ماهية السّلطة في هذه البلدان.
رأيي الشّخصي أنّ المبعوثين الدّوليين هم وسطاء لخدمة القوى الكبرى، خاصّة ما يسمّى بالخمسة الكبار الذين يتمتّعون “بحقّ النّقض ” – الفيتو – في مجلس الأمن…أمريكا بريطانيا فرنسا الصّين وروسيا
فهم الذين يقترحون من يكون وسيطا دوليّا، وهم الذين يقدّمون التّعليمات لهم في شكل “نصائح واقتراحات”، وغالبا ما يتمّ اختيار الوسيط الدّولي بعد أن يثبت ولاءه لمصالح القوى الكبرى…
وقد ضربت على ذلك مثالا بالأخضر الإبراهيمي، وزير خارجيّة الانقلاب في الجزائر سنة92-93، والذي عيّنته القوى الكبرى كوسيط دوليّ في عدّة دول منها أفغانستان بعد احتلالها أمريكيّا…
ثمّ في العراق سنة 2004-2005 بعد الغزو الأمريكيّ غير القانونيّ حتّى من وجهة نظر الأمم المتّحدة…
ثمّ كافأته بتعيينه مبعوثا لسوريا ممّا عمّق جراحات الشّعب السّوريّ بوهم الحلّ الدّولي…وبعض ما وصلت إليه سوريا تقع مسؤوليته على عاتق الإبراهيمي.
الأخضر الإبراهيمي، وهو إبن – قايد- في عهدالاستعمار الفرنسيّ للجزائر، و هو أيضا صهر ملك الأردن اليوم، ينظر للشّعوب كما كان المستوطنون الكولون ينظرون للشّعب الجزائري، ولذلك أُختير بعناية فائقة لتكريس الغزو الغربيّ لأفغانستان والعراق…والتّخريب الممنهج للثّورة السّوريّة الذي ساعدت عليه إمارات خليجيّة، طبعا إلى جانب إيران والقوى الكبرى والذي
، ويا لغرائب الأمور، أنّ الإبراهيمي يرتبط معهم جميعا بعلاقات جيّدة جدّا.
على استثناءات قليلة، فإنّ المبعوثين الدّوليّين هم آلية لإدامة وتثبيت “الإستقرار الاستعماري”، أي ذلك الإستقرار الذي يُؤبّد الهيمنة الخارجيّة على الشّعوب والأوطان الثّائرة على أوضاعها المزرية وفساد حكّامها.
أوطان يراد لها أن تظلّ محتلّة بعسكرها وأمرائها الذين يتقاسمون النّفوذ والأموال والسّلطان مع القوى الكبرى التي كانت تحتلّ -بشكل أو بآخر- نفس هذه الأوطان..
محمّد العربي زيتوت
شهادة الفعال أصدق من شهادة الرجال … ثبت مرارا زغم ما يقول السياسيون و يتلاعبون به من أفكار أن المبعوث يحمل أجندة خدمة للدول الكبرى