تدخّل على المغاربيّة في ذكرى اغتيال الشّهيد عبد القادر حشّاني

230

لم تكُ لي معرفة شخصيّة سابقة بعبد القادر حشّاني حتّى ذات يوم من نهاية أكتوبر 1997، عندما وجدته قد ترك لي رسالة في البيت يقول فيها: إنّه سعيد بالاتّصال بي …ويأمل أن أتواصل  معه متى أمكنني ذلك…

عندما تواصلت معه في المساء كنّا نتحدّث وكأنّنا صديقان قديمان…

فقد كنت أحمل للرّجل ودّا كبيرا لما أعرف عن رزانته وثباته وصلابته في الحقّ…وهو الذي قاوم الإغراءات والإكراهات بقوّة وبصدق رغم ما تعرّض له من تعذيب وسجن دام خمسة أعوام، ذنبه أنّه كتب رسالة مفتوحة للجيش يطلب فيها منه ألاّ يتورّط في دماء الجزائريّين وأن يكون وفيّا لقسمه بالحفاظ على الجزائر والدّفاع عن شعبها…

قال لي يومها :أنّه شاهد برنامج الاتّجاه المعاكس، الذي واجهت فيه أحد مرتزقة العسكر ويدعى ّعزّالدّين بوكردوس قبل يومين وأضاف :”لقد عبّرت عن الغالبيّة العظمى من الجزائريّين” وبأنّه ما التقى أحدا إلاّ وسأله عنّي وما إذا كان يعرفني..؟

تعمّقت علاقتنا مع الأيّام… وكثيرا ما حدّثني عن الضّغوط الرّهيبة التي يتعرّض لها والملاحقات اللّصيقة السّخيفة التي لا تتوقّف…وعن العروض المغرية التي يحملها إليه الكثيرون…

ظلّ الرّجل ثابتا راسخا رسوخ الجبال لا يغريه مال و لايخيفه سلطان، حتّى لقيَ ربّه شهيدا بإذن الذي لا يظلم عنده أحد .

فأنعم سكنا في جنّات الفردوس أيّها الرّجل الشّامخ العزيز المتواضع…

لقد قهرت الجنرالات و عبيدهم وأسيادهم بصمودك فما وجدوا من حلّ معك إلاّ اغتيالك..( فلا نامت أعين الجبناء )..

اللّهمّ توفّني شهيدا كما توفّيت عبد القادر حشّاني.

 

محمّد العربي زيتوت

 

 

تعليق 1
  1. جزائري حر يقول

    رحم الله الفقيد عبد القادر حشاني كان رجل دولة بمعني كلمة واشكرك الاخ الكريم محمد العربي حفضه الله علي هذا الخبر المبارك

التعليقات مغلقة.