معا رشاد | محمد العربي زيتوت | دولة القانون تقيم المجتمع القوي
حديثي قبل قليل على قناة العصر، عن دولة القانون التي تعني إختصارا تحقيق العدل أمام القانون حتى ولو لم تتحقق العدالة تماما…
وقد إبتدأته بخبر وارد من الكيان الإسرائيلي أين أدخل أمس السجن يهود أولمرت رئيس وزراء ما يسمى بإسرائيل ما بين 2006 -2009، وقد كان أحد أقوى الشخصيات السياسيةلما يقارب عشرين عاما، بتهمة تلقي رشوة مالية في التسعينات قدرت بحوالي مائة ألف دولار…
هنا تكمن قوة هذا الكيان فالقانون يطبق بإنصاف على الجميع و لا أحد يمكنه أن يكون فوق القانون…طبعا هذا لليهود فيما بينهم.
والواقع، أن الدول القوية اليوم وهي أساسا الدول الغربية، تمتاز أساسا بقوة القانون فيها حيث يطبق على الوزير قبل الخفير وعلى الغني قبل الفقير…يطبق بقوة وإنصاف لذلك يسود الإستقرار والهدوء، بشكل عام، هذه الدول مقارنة بالدول الأخرى، خاصة دولنا التي تكاد تتحول إلى غابة حيث القوي يأكل الضعيف…
على الرغم أننا نحن من أنزل علينا قرآنا منذ أربعة عشر قرنا يدعونا، أساسا ، بعد التوحيد، إلى العدل بين الناس ويحذرنا رسول الإسلام من أن هلاك الأمم التي قبلنا كان سببه الظلم،ففي واقعة السرقة التي قامت بها إمرأة من أشراف القوم أي من أغناهم، قال معترضا بشدة على أحد الصحابة الذي جاءه يشفع للمرأة السارقة،” إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا”.
بدون تطبيق القانون بإنصاف على الجميع دون تمييز، تهلك الشعوب وتغرق الأوطان ويعم الشعور بالغضب والمرارة لدى كثير من الناس وهم يرون أن القانون إنما هو سكين في أيد الأقوياء والأغنياء لظلم البسطاء ونهبهم…
لن ننجو من الدمار الذي أصابنا وهو يتعاظم اليوم أكثر فأكثر، إلا بإقامة دولة القانون فينتشر العدل ويستقر المجتمع ويتقوى الوطن…
التعليقات مغلقة.