بريطانيا: مخاطر التفكّك تلاحق الإتحاد الأوروبي بعد الإستفتاء

140

تداعيات هائلة حدثت وأخرى في طريقها للحدوث منذ ظهور نتائج الاستفتاء البريطاني والتي جاءت مفاجئة لحدّ الصدمة للكثيرين…
فقد قرر رئيس الوزراء الرحيل”إحتراما لإرادة الشعب الذي اتخذ قرارا يخالف توجّهي”…
في حين أن زعيم المعارضة العمالي اليساري الراديكالي جيريمي كوربين، يقاوم بشدة المحاولات الهادفة لإسقاطه من رئاسة الحزب.
محاولات يقودها ما يعرف ب”البليرات”، أي أولئك الذين يدينون بالولاء لرئيس الوزراء الأسبق توني بلير ذو التوجهات اليمنية ومجرم الحرب كما يصفه الكثيرون…
ورئيسة وزراء أسكوتلاندا تهدد بالانفصال عن بريطانيا العظمى…وبإعمال حق الفيتو لتجميد خروج بريطانيا من الاتحاد الأروبي…
والجمهوريون الإيرلانديون يطالبون بالتوحد مع إيرلندا الجنوبية العضوة في الاتحاد الأروبي.

ممّا أعاد حالة من الخوف على إمكانية عودة القلاقل لشمال إيرلندا، المنقسمة بين ما يعرف بالوحدويين، أنصار التاج البريطاني، وخصومهم من الجمهوريين بقيادة الشين فين…

كما تعالت المطالب بضرورة إلغاء الاستفتاء أو إجراء إستفتاء ثان، خاصة بعد أن “ندم” الكثير ممّن انتخبوا من أجل الخروج على مافعلوه…

بل وصلت بعض الدعاوى لضرورة فصل لندن عن إنجلترا “لأنها عاصمة عالمية ولا يمكنها الانعزال عن أروبا”…

إقتصاديا قالت شركات عالمية متعددة الجنسيات من أنها ستغادر بيريطانيا إذا مضى مشروع الانفصال ومن بين هؤلاء البنك العالمي هيتش أس بي سي…
وقال خبراء أن تدهور سعر الجنيه البريطاني الذي إنخفض بما معدله خمسة بالمائة، عن مستواه الذي كان عليه ساعات قبل الاستفتاء، من شأنه أن يرفع من أسعار أكثر السلع الاستهلاكية بما فيها البنزين…
كما سادت حالة من الانقسام المجتمعي عندما تبين أن أغلبية المثقفين، خاصة الشباب منهم والطلبة على وجه الخصوص، اختاروا البقاء.

في حين أن كبار السن وأصحاب المستوى التعليمي المتدني والعاطلين عن العمل كان أكثرهم مع الانفصال…

غير أن تداعيات أخرى قد تطفو للسطح مع قادم الأيام على المستوى المحلى ولكن أيضا الأروبي.

حيث ستحاول إسبانيا إسترداد “جبل طارق” المدينة التي يفضل سكانها البقاء ضمن التاج البريطاني على الانضمام لإسبانيا الملاصقة لها جغرافيا…

و في اروبا القارية تتعالى أصوات اليمين المتطرف في كثير من البلدان، خاصة فرنسا والنمسا وهولاندا، مهددة ومتوعدة بأنها “لن تبقى في اتحادٍ يخضع لألمانيا المتغطرسة” …

مما يعمّق القلاقل على المستوى الأروبي الذي يعاني أصلا من جملة من المشاكل الكبرى، بعضها أمني وأخطرها إقتصادي، جعلت الكثير من دوله في حالة ضعف خاصة دول كاليونان وإيطاليا وإسبانيا…

إنشغال أروبا بمشاكلها وهمومها قد يكون في مصلحة المنطقة العربية، خاصة الإفرقية منها…فيخف تدخّلها ونهبها للمنطقة و دعمها لطغاة العرب…

محمّد العربي زيتوت

التعليقات مغلقة.