الغرب عندما يطبّق مقولة الفاروق (لو عثرت بغلة في العراق…)..!

274
لأسباب قد تبدو أحيانا تافهة جدا، يستقيل مسؤولون كبار في بلاد كثيرة، بل وقد تُنهي تلك الاستقالة ،الحياة السياسية تماما لهذا المسؤول أو ذاك.
فعلى سبيل المثال:
 
• في 2005 استقال وزير الداخلية البريطاني بعد العثور على رسالة بريد إلكتروني أثبتت أنه طلب استقدام مربية وقد لقي طلبه “عناية خاصة”من المسؤولين في وزارته!
 
• في 2006 استقال وزير التعليم في كوريا الجنوبية بسبب حالات تسمم طلاب، تناولوا وجبات إفطار لم تكن صحية “بما يكفي”
 
• في 2011 استقال وزير الاقتصاد الياباني بعد وصفه المناطق المهجورة المحيطة بمحطة فوكوشيما النووية المنكوبة بأنها تشبه (مدينة الموت)، حيث «آذى» هذا الوصف مشاعر السكان!
 
• في 2012 استقال وزير الطاقة والمناخ البريطاني بسبب «”تحايله على النظام” بتسجيله غرامة تجاوزه السرعة على رخصة القيادة الخاصة بزوجته.
 
 
واستقال آخرون كثر لأسباب “أبسط وأتفه”، في نظرنا…
بل إن رئيس وزراء بريطانيا، ديفيد كاميرون، استقال أمس الأربعاء على الرغم من أنه كان أحد أقوى رؤساء الوزارات وعلى الرغم من أنه لم يرتكب خطأ، إلاّ أنّ  الاستفتاء الشعبي جاء عكس ما كان يرغب فيه ويدعو إليه…
 
في حين أن حكامنا يصل بأحدهم الأمر إلى أن يموت الآلاف تحت حكمه، تهاونا أو قصدا، ولا يحرّك ساكنا، بل قد يتهم كل الدنيا بأنها تتآمر عليه إلا نفسه أو مقربيه…
فعلى سبيل المثال، أدى الانقلاب العسكري في الجزائر، قبل حوالى ربع قرن،  إلى مقتل أكثر من مائتي الف إنسان وتدمير هائل للبلاد ومع ذلك ليس فقط لم يرحل  أي مسؤول بسبب تلك الجريمة العظمى، بل أنهم ازدادوا رتبا ومالا وسلطة…على الرغم من أن أكثرهم قد هرم لحد العجز الفاضح….
اللّهمّ إلا الذين رحلوا رغما عنهم عندما لاقاهم الموت.
يحدث نفس الشيء اليوم في مصر…فكبار عسكرها يتفنّنون في تخريب البلاد وقتل الإنسان المصري بطرق متعددة وبالغة القسوة في أكثر الأحيان…
أما ما يحدث في سوريا فيكاد يجعل الولدان شيبا، حتى أن نصف السكان يتيهون في الأرض، و مئات الآلاف قتلوا ومع ذلك يعتبر حاكمها أن ما يحدث “مؤامرة كونية ضد حكمه المقاوم لإسرائيل”..!
إسرائيل التي أصبحت تتنزه كل يوم فوق المدن السورية رفقة الروس الذين”يحمون نظام الحكم المقاوم”…
لماذا وصلنا إلى هذا الحال وقد حذّر قرآننا الكريم قبل أربعة عشر قرنا فقال، عز من قائل،:
 ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ﴾
 
وقال رسولنا الرحيم الذي وصفه ربه أنه على خلق عظيم:
((إذا ضُيِّعَتِ الأمانةُ، فانتظر الساعة، قال: كيف إضاعتُها يا رسول الله؟ قال: إذا أسندَ الأمْرُ إلى غير أهله، فانتظر السَّاعة))
 
وحين سأل سيدنا عمر رضي الله عنه، أحد الولاة: ماذا تفعل إذا جاءك الناس بسارق أو ناهب؟ قال: أقطع يده، قال: إذاً فإذا جاءني من رعيتك من هو جائع أو عاطل، فسأقطع يدك، إن الله قد استخلفنا عن خلقه لنسد جوعتهم, ونستر عورتهم, ونوفر لهم حرفتهم؛ فإن وفيناهم ذلك تقاضيناهم، إن هذه الأيدي خلقت لتعمل, فإن لم تجد في الطاعة عملاً, وجدت في المعصية أعمالاً, فاشغلها في الطاعة قبل أن تشغلك في المعصية.
 
وكان قد صرخ ذات يوم قائلا:
 
“لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله تعالى عنها
: لِمَ لم تمهد لها الطريق يا عمر”؟
كان يومها عمر يدير الحكم من المدينة المنورة عاصمة الدولة…ولم تكن هناك وسائل نقل سريعة ولا اتصالات أسرع…
وكانت مسافة الألف ومائة كيلومتر بين بغداد و المدينة، تقطعها أفضل الإبل في  أسبوعين على الأقل …
 
لماذا إذًا وصل حكام غيرنا من الشعوب إلى الشعور العميق بالمسؤولية، فيتقرّبون لشعوبهم ويتلطّفون معهم ويدافعون عن مصالح دولهم وأوطانهم…؟
بينما وصل الأمر بحكامنا أن يخونوننا علنا…وينهبوننا جهرا…ويقتلوننا بلا ذنب…ويشردوننا بالآلاف وأحيانا بالملايين…؟
– أين الخلل..؟ وما السبيل للخروج من هذا البؤس والدمار..؟
متى نعود لدائرة الانسانية؟
وهل ممكن أن نرجع كما كنا قبل أربعة عشر قرنا – سادة وقادة -،(نشروا العدل والرحمة…والعلم والعمل…الكرامة والعزة…
بين البشرية الضالة حينها، والتي يزداد ضلالها الأخلاقي اليوم رغم القوة المادية والتقنية الهائلة)..؟!
 
 
محمّد العربي زيتوت

 

لو عثرت بغلة في العراق
الحكام العرب
وحكام العالم
3 تعليقات
  1. أبو أيمن الفردوسي يقول

    السياسة بين ديفيد كاميرون و السعيد مقارون….!!!

    السعيد مقارون… سياسي جزائري محنك يفهم في السياسة بالطريقة الجزائرية ( الرجوع للوراء غير موجود )…!
    لقد أستغرب من إستقالة الرئيس البريطاني ديفيد كاميرون فأرسل له رسالة يعاتبه فيها :
    *** من السعيد مقارون الي الفتى الأحمق كاميرون !!

    أما و قد بلغني أنكم عن الرئاسة إستقلتم و لمؤيديكم خذلتم و لأمانة حزبكم خنتم بسبب أن الفاشي -الشعب- إختار ماكنتم منه حذرتم… !! و طلق أروبا التي معها اتحدتم… ويا له من عذر أقبح من ذنب…!!!
    فمتى كان الحكام ينظرون إلى ما تهوى الشعوب؟
    لقد جئتم من الأمر عجبا….!!
    ألم يكن لديكم من الشطار من يستطيع تزوير هذا الإنتخاب اللعين ؟ و لو طلبتم منا العون لكنا بالمخ زودناكم و لكنتم لتحالفكم انقذتم !!
    لقد جنيتم علينا وعلى أنفسكم…
    لقد رخستموننا و رخستم أنفسكم، لكن اللوم ليس عليكم اللوم على الملكة إليزبيت التي نصبتكم و قد نصحها ( الأمخاخ… عندنا) و عباقرة الحكم في بلاد الواق واق. أن الأطفال لا يصلحون للحكم و أن العيال لهم الطرب و الغناء و كرة القدم… أما الحكم فلا يصلح له إلا من شاب شعره و ضعف بصره و كاد أن يبتلعه قبره…!!!
    إن الحاكم المثالي عندنا هو من له في كل بقعة طبيب و في كل مكان حاسد قريب أو بعيد يدعوا عليه في الصباح و في الليل يعيد و له في كل دولة بنك و رصيد، فيها من الأسرار ما يشيب لها الجنين و الوليد…
    الحاكم المثالي عندنا لا يركع لشعبه أبدأ وهو من يجعل رؤوس الناس له راكعة، و إذا الشعب تمرد بالعصا أدبه و العقوبة تكون شاملة لمن عصى و لمن أطاع. فأما من عصى فلعصيانه و أما من أطاع فحتى لا يفكر في العصيان مثل أخيه و حتى يكون عبرة لأهله و ذويه…. إنها النظرة البعيدة في سياسة الحكم الحكيم المستديم.
    هيه… لقد أفسدتم السياسة و ستفسدون شعوبكم و شعوبنا بحماقاتكم أيقول لك صحافي في حوار : إخرس يا كاميرون انتهى الوقت… و تتركه حيا !!!!؟؟؟
    في بلدنا قال عالم لحاكم إتقي الله… حكم عليه في السجن عشر سنين..!! و لولا إحتراما لعلمه لطار رأسه..!!
    وفي بلد أخر غنى شاعر للحرية فإقتلعت حنجرته لأنه جاء على ذكر الحاكم في قصيدته…!!
    نعم إنها الصرامة في الحكم الراشد الأمن…!!

    تذكرني يا كاميرون بدولة الكاميرون…!! يا ليتك كنت تشبه رئيسها… هو من مواليد 1933 و أنت من مواليد 1966 يعني بينكما 33 سنة…!!!
    ايه يعني 33 سنة؟ … قضاها هو في الحكم و قضيتها أنت في تعلم الحكم لكنك لم تفقه شيئا في السياسة …!!
    الحاكم يا كاميرون يولد حاكما دون تعلم – موهبة – مثل : أبطال كرة القدم…!!
    رئيس الكاميرون عمره 83 سنة و لم يستقيل…!! لقد فاز بالانتخابات ب 99% ولولا التزوير لفاز ب 100% حكم في الأول بدون إنتخاب ولولا ضغطكم أنتم ما أجرى الإنتخاب أصلا… متهم بفساد كبير و مع ذلك لم يستقيل….!!! متهم بجرائم ضد الإنسانية حينما قضى على معارضيه و سحقهم و مع ذلك لم يستقيل…!!!
    وأنت بدأت بالأمس و اليوم تستقيل..!! يا لك من جبان..!

    يبدو أننا سنضطر لتزويدكم ببعض الشيوخ لتسيير سياسة البلدان الأوروبية الغارقة في الوحل… ولما لا؟ أعطيناكم اللاعبين و الفنانين و العلماء…. وحتى اللصوص و المنحرفين لما لا نزودكم الآن بروؤساء الدول…. على الأقل تتذوقوا ما ذاقته الشعوب العربية و الإفريقية…. فكما أخذتم ثرواتنا من قبل بقي لكم أن تأخذوا روؤسائنا فهم الثروة الوحيدة التي لم تنهب بعد و بقيت على حالها تتوالد كالسرطان.

    – مواطن شريف 14/07/2016 –

  2. رابح بوروبة يقول

    الجزائر في مواجهة مصيرها أمام آخر فرصة لها وقد أكد الخبراء أن كل الدلائل العلمية تقول إنه لا يمكن اكتشاف حاسي مسعود وحاسي رمل جديدين الذين تم تدميرهما بشكل شبه كلي في العشر سنوات الاخيرة، منذ التحول من الاستعباد الخارجي الصريح للاستعباد الداخلي المتخفي وانتاجهما منذ أزيد من أربعة وخمسين سنة هو الآن في تناقص بشكل طردي، ومتسلطي الجزائر ذاهبون بلا هوادة حتى آخر قطرة من دمائهم نحو تضييع وتدمير فرصتها الاخيرة واحتياطات الصرف الخارجي لن تمهل الجزائر طويلا والمتابع لهم لا يسمع سوى الحديث عن تسريع البحث لاستكشاف جديد للبترول والغاز الصخري، لا يتحدثون إلا عن هذا في اجتماعاتهم السرية!! الى ذلك الحين فرض ضرائب وزيادة في الأسعار وخفض سعر الدينار والربى، والتوجه للثروات البديلة ببناء معامل الاسمنت والمحاجر لإسكات الشعب الى حين، انهم كالجراد لا يهمهم سوى الاكل ولا شيء آخر وبعلم الكل، ويستعدون بتخطيطهم ببناء الجدران العالية والحواجز حول المنشآت العسكرية والاستراتيجية وتحصين الثكنات وأحيائهم والتسليح المدجج لأنفسهم وكأنهم يستعدون لخوض معركة طويلة الأمد، ولم يتبقى للشعب الجزائري الحر من خيار سوى مواجهة الحائط التي ستؤدي بالجزائر إلى الاستدانة مجدداً من صندوق النقد الدولي بدلا من اعلان الإفلاس والرحيل من هذا الذي يتحدث عن أسباب تبدو أحيانا تافهة جدا، يستقيل مسؤولين كبار، ثم الذهاب لمجموعة نادي باريس الاقتصادي الغير رسمي لتخفيف عبء الديون، ومخلفاتهم سيتابع الشعب الجزائر لأزيد من خمسين سنة أخرى القدر المحتوم لأكثر من أربعة وخمسين سنة مماثلة ومازال من الاستعباد ولا محاسبة الاسياد أمامه، إنها المكافئة التي يستحقها هذا الشعب بتقدير فوق الممتاز بسبب سكوته، في انتظار ارتفاع سعر البترول المتبقي أو معجزة من السماء وإن من بقية للشرف والرجولة وقد يكون عاليها سافلها في انتظار هذا ننتظر الإعلان عن اكتشافات جديدة لنهب ثروات البلاد والأجيال القادمة لدعم مداخيلهم التي تناقصت بالنصف رغم تحصيل الجباية وزعم ترشيد النفقات والتقشف.

    ولماذا يخونوننا ولماذا نحرق أعصابنا ولماذا أصلا تنشر مثل هذه الصورة وتكتب مثل هذه المقالة التي كلما نظن أننا وصلنا الى القاع نكتشف أن القاع مزال بعيد، نحن نحب حكامنا ونعتز بهم ونتمنى أن يبقى كل مسؤول في مكانه ولا نريد لاحد أن يزعزع استقرار البلاد ولا أحد ينكر إنجازاتهم إلا جاحد، هل تريد أن نعود للعشرية السوداء، هل تريد أن يعود الإسلاميين والإرهابيين إنهم وحوش سيقطعون رؤوسنا وأيدينا ولن نجد الخبز لنأكله ولن تتمكن المرأة من الخروج، نحن في أفضل حال هكذا فلا تكتب أرجوك وتوجع قلوبنا.

    ختاما، أدعو الله أبناء وطني الأعزاء بالصحة ودوام الحال بعد الاصطدام بالواقع.

    المجد والخلود لشهدائنا الابرار! تحيا الجزائر!

  3. عبد الكريم يقول

    أصحاب القرار لهم دين واحد : دكتاتورية الفكرة البشرية , هؤلاء يخدمون ولى نعمتهم الذى نصبهم
    فرعون كان يميت عاما و يحى عاما
    هؤلاء مستعدون على الطريقة الجمهورية لقتل كل الذكران ,

    لغواط 1850 صيحة أبيدوا كل الذكران
    الهم لا عيش الا عيش الآخرة

التعليقات مغلقة.