في ذكرى إغتيال محمد خيضر

4٬020
في مثل هذا اليوم من عام 1967، أفرغ أحد عناصر المخابرات الجزائرية عدة رصاصات في جسد محمد خيضر، رحمه الله في أحد شوارع مدريد.
يعتبر محمد خيضر أحد قيادات الثورة البارزين، بل ويعد من آباء الثورة التسعة.
فقد كان متواجدا بالقاهرة مع أحمد بن بلة و حسين آيت أحمد، فيما عُرف بالوفد الخارجي لجبهة التحرير، والذي كان ينسق مع مجموعة الستة التي ظلت في الداخل وأشرفت على إندلاع الثورة التحريرية المباركة…
محمد خيضر وهو من مواليد بسكرة في13 مارس 1912، و كان ضمن ما عُرف ب “الزعماء الخمسة” الذين إختطفت فرنسا طائرتهم في أول عملية قرصنة جوية في التاريخ في 1956، و قد ظل سجينا حتى غداة إطلاق وقف النار في مارس 1962.
لم يكن محمد خيضر، الذي إنظم لحزب الشعب في 1936 يعلم أنه  سيقتل على أيد جزائرية وهو الذي ظل في خصومة مع فرنسا الإستعمارية لغاية فراره في 1951.
ولم يكن محمد خيضر يظن أنه  سيضطر للفرار من الجزائر المستقلة في 1963، بعد أن تصاعد خلافه مع أحمد بن بلة،  على الرغم من أنه كان أحد الذين ناصروا جيش الحدود في صيف 1962 حينما إستولى على السلطة بقوة الدبابة…
أتهمه بن بلة بأنه نهب أموال “صندوق التضامن” الشهير وظل مطاردا حتى بعد أن إنقلب بومدين على بن بلة في يونيو 1965.
على الرغم من أن الشرطة الإسبانية كانت تعرف من هو القاتل،  إلا أن علاقات بومدين الجيدة مع الديكتاتور الإسباني فرانكو يومها، حالت دون القبض على القاتل ودون مجرد إدانة لمن أمر بالإغتيال…
تصفيته في 3 يناير 1967 كانت واحدة من الإغتيالات السياسية البشعة التي تميزت بها الفترة البومدينية.
وقد هدد الرائد قاصدي مرباح رئيس المخابرات العسكرية في عهد بومدين٬ والذي شغل أيضا رئاسة الحكومة في  88-89، عدة مرات من أنه سيكشف أسماء الذين نفذوا أوامر قتل كبار المعارضين الجزائريين كمحمد خيضر وكريم بالقاسم وغيرهما إلا أنه أغتيل، هو الآخر، في ماي 1993قبل أن يفعل.
دُفن محمد خيضر أياما بعد إغتياله بالمغرب حيث ما يزال يوجد قبره.
محمد العربي زيتوت

التعليقات مغلقة.