في الذكرى الخمسون لوقف إطلاق النار

209

في مثل هذا اليوم، منذ خمسين عاما، أُعلِن عن وقف إطلاق النار بين الثورة الجزائرية و فرنسا الاستعمارية، ليليه استقلال الجزائر بعد أقل من ثلاث أشهر. و استبشر الجزائريون ببناء ” دولة جزائرية إجتماعية ديموقراطية في إطار المبادئ الاسلامية” كما نص على ذلك بيان أول نوفمبر الخالد.

لكن الذين كانوا يتواجدون علي الحدود مع المغرب، و مع تونس، كان لهم هدف ” أسمى ” آخر، و هو اغتصاب السلطة بالدبابات، التي زحفوا بها على العاصمة أيام بعد إعلان الاستقلال.

تخفِيا داخل جيش الحدود، كان “جراد فرنسا “، و هم عملاؤها من العسكريين الجزائريين الذين قاتلوا معها، يخططون أيضا للإستيلاء على السلطة، و هو ما تم بعد مسيرة 30 عاما و بالضبط ذات 11 جانفي 1992.

لم يكن جنود و ضباط فرنسا من الجزائريين إلا ممثلين بارزين لما يعرف في الجزائر بـ ” حزب فرنسا “، و هي أقلية متطرفة أيديولوجيا، ذات عقيدة إستئصالية، عبثت بالبلاد و لا تزال لما يزيد عن 20 عاما.

أما آن لأحرار الجزائر أن يجددوا العهد مع آبائهم و أجدادهم من رجال نوفمبر الشرفاء، الذين قاتلوا و ُقِتلوا في سبيل الله ثم الوطن.

إني أسمع صرخات الثوار مدوية، تدعوا أحرار الجزائر لاستعادة استقلال الجزائر من العصابات العابثة، الخانقة للشعب، و الخادمة لأسيادها من وراء البحر.

التعليقات مغلقة.