قالت وكالة الأنباء الرسمية يوم الإثنين 20 فبراير، أن “رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أجرى اليوم مكالمة هاتفية مع فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية السيد إمانويل ماكرون”.
وأضافت أن هذا التبادل “سمح لرئيسي البلدين بتبادل وجهات النظر حول الوضع في مالي و ليبيا”.
وأن الطرفان، “ بحث سبل وامكانيات تعزيز ديناميكية التعاون الجزائرية الفرنسية التي تم إطلاقها خلال القمة التي جمعت الرئيسين الجزائري و الفرنسي في ديسمبر الفارط بالجزائر العاصمة”.
في الواقع، على الأرجح أن الذي تحدث مع ماكرون هو سعيد بوتفليقة، الحاكم بإسم شقيقه الذي فقد القدرة على الحديث بشكل مفهوم منذ أن أصيب بصدمة دماغية في صبيحة 27أبريل 2013، و التي أقعدته أيضا على كرسي متحرك رغم ما بذله الأطباء الفرنسيون لمايقارب ثلاثة أشهر قضاها عبد العزيز في مستشفى “فال دوغراس Val de Grace” العسكري و مركز ليزانفاليد Les Invalides الذي يتبع وزارة الدفاع الفرنسية، ولا يدخله إلا أولئك “الذين قدموا خدمات جليلة للجمهورية”، كما يقول موقعها الرسمي على الإنترنت!
والمؤكد، أن الحديث تناول “التواجد” العسكري الفرنسي في منطقة الصحراء الكبرى، وبشكل خاص في مالي، الذي غزتها فرنسا في 11 يناير 2013 بدعوى الحرب على الإرهاب، بعد أن سيطرت جماعات إسلامية وأخرى تارڤية على النصف الشمالي من مالي.
يومها سمح بوتفليقة، ومعه قائد الأركان قايد صالح، للطائرات العسكرية الفرنسية ب”عبور الأجواء الجزائرية بلا حدود و لا قيود” لقصف “الإرهابيين”، حسب ما صرح به وزير الخارجية الفرنسي فابيوس Fabuis ثلاثة أيام بعد الغزو.
وقدم النظام الحاكم في الجزائر “مساعدات وتسهيلات هائلة للفرنسيين”، كما قال متفاخرا وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، لقناة فرانس 24 بالعربية والفرنسية في صائفة نفس العام، مضيفا، بإبتسامة عريضة، ” لقد قدمت الجزائر لفرنسا كل ما تحتاجه لنجاح حربها على الإرهاب في مالي عدا إرسال عسكريين باللباس العسكري”!!
إلا أن فرنسا، ومعها حوالي ثمانية عشر دولة غربية متواجدة عسكريا ومخابرتيا بمنطقة الصحراء الكبرى، تريد المزيد من الجماعة الحاكمة في الجزائر!
ومن أهم ما تضغط لتحقيقه، إضافة لإستمرار فتح الأجواء الجزائرية للطائرات العسكرية الغربية وتقديم الدعم اللوجستيكي والمخابراتي، أن تنظم قوات عسكرية جزائرية لما يعرف بالقوة “G5 Sahel”، و هي القوة التي تتشكل من عسكر تشاد، مالي، النيجر، موريطانيا و بوركينافاصو.
تنظم رسميا لتصبح العضو السادس في القوة التي تقودها فرنسا على أرض الواقع.
إلا أن هذا الطلب، الذي يصر عليه ماكرون من اليوم الأول لإعتلائه الرئاسة الفرنسية في ماي الماضي، يعتبر مزعجا للغاية لكبار الجنرالات في الجزائر وللقائم بشؤون الرئاسة، بشكل غير دستوري وغير معلن، سعيد بوتفليقة لإدراكهم:
1- مدى الغضب الشعبي الذي سيقابل به طلب كهذا، حيث يصبح الجنود الجزائريين تحت أوامر الضباط الفرنسيين، أي ليس أكثر من لفيف أجنبي أو “سينغال جدد” لخدمة الأطماع الإستعمارية الفرنسية، وذلك من شأنه أيضا، أن يغضب كثير من ضباط الجيش و قدماء المجاهدين و يضر بقضية مركزية يجتمع عليها كل الجزائريين، وهي إمتناع الجيش الجزائري عن خوض حروب خارجية بإستثناء ما تعلق بالصراع العربي الإسرائيلي فيما سبق…
2- أن إنضمام الجزائر ل G5 يجعلها، بديهيا، عرضة لهجمات الجماعات “الإسلامية” المسلحة المنتشرة في الصحراء الكبرى، وهي التي لم تتعاف بعد من هجوم تيغونترين الذي قالت جماعة “الموقعون بالدم” أنه جاء كرد على تعاون الجماعة الحاكمة العسكري مع فرنسا، خاصة بغلق الحدود مع مالي و فتح الأجواء للطائرات العسكرية الفرنسية.
هجوم لم يكلف فقط مليارات الدولارات من الخسائر الإقتصادية، بتدمير ثاني أهم حقل غازي في البلاد، ولكن أيضا بتلطيخ سمعة الجنرالات التي تضررت كثيرا، وأدت من بين ما أدت إليه، إلى تفكيك المخابرات في نسختها السابقة والتي قادها الجنرال توفيق لربع قرن…
3- أن الجيش الجزائري إذا ما إنخرط في حروب الصحراء الكبرى، ما يلبث وأن يجد نفسه متورطا في عدد من الحروب الداخلية التي تشهدها، بشكل أو بآخر، ليس فقط البلدان الخمس المشكلة لG5 عدا موريطانيا، ولكن أيضا بلدان إفريقية أخرى كنيجيريا التي تهتز يوميا تحت ضربات أحد أكبر التمردات العسكرية في القارة الإفريقية والتي تقودها جماعة “بوكو حرام” الآخذة في التوسع…
4- أن تجارب الديكتاتورية المعاصرة في خوض الحروب مريرة ومؤلمة لها، وكثيرا ما سقطت الأنظمة العسكرية القائمة حينما تورطت في حرب خارجية، وهو ما حدث لبعض ديكتاتوريات أمريكا الجنوبية السابقة و لعل سقوط الديكتاتورية الأرجنتنية بعد خسارتها حرب المالوين في 1982، الذي يسميها البريطانيون بحرب الفوكلاند، هو من أخطر الأمثلة المعاصرة…
كل هذه التبريرات التي قد يرددها كبار أركان نظام الجزائر لنظرائهم الفرنسيين، لا تعني لماكرون وكبار مستشاريه شيئا، فهم يرون أن النظام الجزائري، وهو اليوم في اضعف حالاته، مازال ممتنعا عن تقديم تنازلا ضروريا جدا “لهزيمة الإرهاب الإسلامي” في الصحراء الكبرى، وهو الذي فتح الأجواء من قبل للرئيس هولاند.
فتح الأجواء ب “لا حدود ولا قيود”، وقد كان أمرا يُعتقد انه من المستحيلات السبع، لكن العهدة الرابعة التي كانت على الأبواب جعلته ممكنا، بل وجعلت من دعم النظام الجزائري لفرنسا أمرا بالغ الحيوية لنجاح عملية Serval
دعما متنوعا ومتعددا كما قال رمطان لعمامرة يومها.
وبما أن سنة 2019 على الأبواب، وهو العام الذي يضطر فيه النظام الجزائري لتجديد شرعيته بإنتخابات معروفة نتائجها سلفا، فإن ماكرون يدرك أنه يمسكه من اليد التي تؤلمه اكثر.
فهو يعلم، كما هو معروف عالميا بين الدول، أن لولا الدعم الفرنسي المتواصل لما تمكن النظام الجزائري بالبقاء وهو الذي خاض حربا قذرة في بلاده في التسعينات، ثم قام ببعثرة مئات االمليارات من الدولارات على مشاريع أكثرها إتضح أنه عبثي، وأن جزء كبير من تلك الأموال ذهب إلى جيوب كبار عناصر النظام، ولعل ما تكشف من فضائح مثل الطريق السيار والخليفة وسونطراك..إن هي إلا رأس جبل الجليد كما يقال.
لذلك يصر ماكرون، الذي سيجمع غدا الجمعة 24 فبراير في بروكسيل، ثمانية عشر بلدا أوروبيا ومعهم السعودية والإمارات ودول G5، على حضور الجزائر.
هذا اللقاء الذي سيجمع فيه 423 مليون أورو على الأقل، لتمويل حروبه الإستعمارية في الصحراء الكبرى، بإسم “الحرب على الإرهاب” طبعا.
حروب تراها الطبقة الفرنسية الحاكمة ضرورية لإدراكها،كما قال أحد الرؤوساء الأفارقة عن حق، أن “خيرات إفريقيا التي تنهبها هي التي تجعل من فرنسا قوة كبرى”.
ولكي يؤكد ماكرون إصراره على موقفه قام بثلاثة أمور خلال الأسبوع الماضي:
-أرسل قائد أركانه يوم الثلاثاء 13 فبراير لملاقاة كبار الجنرالات الجزائريين للنظر في”توسيع” التعاون العسكري…
-قامت طائراته الحربية في اليوم الموالي، فجر الأربعاء 14فبراير، بملاحقة ثلاث سيارات رباعية الدفع وقتلت 15 مقاتلا من “جماعة أنصار الدين” داخل التراب الجزائري بالقرب من مدينة تين زواتين الحدودية مع مالي.
-ثم كانت المكالمة التي قيل أنه أجراها مع عبد العزيز بوتفليقة، وكانت على الأرجح مع شقيقه سعيد يوم الإثنين 19 فبراير، ليحث النظام ككل على ضرورة الإنضمام لG5 مقابل العهدة 5، وعموما مقابل إستمرار الدعم الفرنسي الحيوي لبقاء الجماعة الجزائرية الحاكمة.
في هذا الوقت، تستمر فرنسا عبر أنصارها في الجزائر في خوض حروبها الهادئة بصمت لإضعاف الدولة الجزائرية أكثر مما هي عليه وذلكبفرض كبار وكلاءها على أهم القطاعات الحيوية في البلاد كبن غبريط وزيرة التربية وهو حال أكثر الوزراء، كما تدعم علنا أشخاص ينهبون بلاحساب،كعلي حداد أكبر ناهب للمال العام،والذي صرخ قبل أيام”تحيا فرنسا Vive la France ” في تجمع تجاري حضره فرنسيون…
لكن تبقى الجائزة الكبرى لفرنسا، هي وصول عبد العزيز بوتفليقة لسدة الرئاسة قبل حوالي 19 عاما وهو الذي قال عنه ديغول لمساعديه، في فراسة اثبتت الأيام انها صحيحة، في عام 63 عقب استقباله، ” هذا الشاب يحب لنا الخير Ce jeune nous veut du bien”.
يحب فرنسا على حساب الجزائر…
محمد العربي زيتوت
ترجمة تقريبية للمقال بالإنجليزية…
“The President of the Republic, Mr. Abdelaziz Bouteflika, today held a telephone conversation with the President of the French Republic, Mr. Emmanuel Macaron,” the official news agency said on Monday (February 20th).
She added that the exchange “allowed the presidents of the two countries to exchange views on the situation in Mali and Libya.”
And that the two sides “discussed ways and possibilities to strengthen the dynamics of Algerian-French cooperation, which was launched during the summit that brought together Algerian and French presidents in December last year in Algiers.”
Indeed, Macron is probably talked with Said Bouteflika, the ruler in the name of his brother, who has lost the ability to speak comprehensively since he suffered a shock on the morning of April 27, 2013, and who also locked him in a wheelchair, despite what French doctors did for nearly three months Abdel Aziz at the Val de Grace military hospital and Les Invalides, which belongs to the French Ministry of Defense, and could benefit from its services only those who “provided great services to the Republic,” according to its official website.
The French military presence in the Sahara region, particularly in Mali, which France invaded on January 11, 2013, under the pretext of the war on terror, is certain to be discussed after Islamist and Touareg groups seized control of the northern half of Mali.
Bouteflika, along with Chief of Staff aid Saleh, allowed French military planes to “cross the Algerian airspace without limits and no restrictions” to bomb the “terrorists”, French Foreign Minister Fabius said three days after the invasion.
The ruling regime in Algeria offered “enormous assistance and facilities to the French,” said Algerian Foreign Minister Ramtan Lamamra
“Algeria has provided France with all that it needs for the success of its war on terrorism in Mali, except for sending military men in military uniforms,” he said, with a broad smile.
But France, along with some eighteen Western countries present militarily and in the Sahara, wants more of the ruling group in Algeria!
In addition to continuing the opening of Algerian airspace for Western military aircraft and providing logistic and intelligence support, the Algerian military forces are organizing the so-called “G5 Sahel”, a force composed of the soldiers of Chad, Mali, Niger, Mauritania and Burkina Faso.
France wants Algeria to become the sixth member of the French-led force on the ground.
But this demand, which Macron insists on the first day of his French presidency last May, is very disturbing to senior generals in Algeria and to the presidential official, unconstitutional and undeclared, Said Bouteflika to realize:
1. The extent of the popular anger that such a request would meet, whereby Algerian soldiers would be under the orders of French officers, that is, no more than a foreign Lviv or a “new Senegaleses” to serve the French colonial ambitions. This would also anger many army officers and the old Mujahideen And it is detrimental to a central issue for all Algerians, namely, the Algerian army’s abstention from engaging in foreign wars except in relation to the Arab-Israeli conflict in the past.
2. Algeria’s accession to the G5 makes it self-evident that it is vulnerable to the attacks of the armed “Islamic” groups in the Sahara, which have not yet recovered from the Teguntrin attack, which the group “signatories of blood” said was a response to the cooperation of the military ruling group with France, By closing the border with Mali and opening the skies for French military aircraft.
An attack that not only cost billions of dollars in economic losses, the destruction of the country’s second most important gas field but also stigmatizing the generals who have been badly damaged, leading to the dismantling of intelligence in the previous version led by Gen. Tawfiq for a quarter of a century …
3 – The Algerian army, if engaged in the Sahara wars, soon find itself involved in a number of internal wars in one way or another not only the five countries of the G5 except for Mauritania but also other African countries such as Nigeria, which vibrate daily under Strikes one of the biggest military incursions on the African continent led by the expanding Boko Haram group …
4- This is what happened to some of the former South American dictatorships. Perhaps the fall of the Argentine dictatorship after the loss of the Malvinas War in 1982, which the British call the Falklands War, Is one of the most serious contemporary examples …
The Algerian regime, which is today at its weakest, is still reluctant to make a very necessary concession to “defeat Islamic terrorism” in the Sahara. Opening the skies for President Holland was believed to be one of the seven impossible, but the fourth mandate made it possible and even made the support of the Algerian regime of France vital to the success of Serval.
Diversified and pluralistic support, as Ramtan Amamra
With the year 2019 approaching, the year in which the Algerian regime is forced to renew its legitimacy by elections known in advance its results, Macron realizes that he is holding him from the hand that hurts him the most.
He knows, as is universally known among nations, that without the continued French support, the Algerian regime could not have survived a dirty war in his country in the 1990s. He had scattered hundreds of billions of dollars on projects that proved to be absurd and a large part of that money Went to the pockets of the top elements of the system, and perhaps reveal the scandals such as the Motoroway and Al khalfa and Sonatrach. It is only the top of the tip of the iceberg as it is said.
Macron, who will gather on Friday, February 24 in Brussels, 18 European countries, including Saudi Arabia, the UAE and the G5, will insist on attending Algeria.
This meeting, which will collect at least 423 million euros, to finance the colonial wars in the Sahara, in the name of “war on terror” of course.
Wars that the French ruling class sees as necessary for its realization, as one African leader rightly said, that it is “the wealth of Africa that plunders that makes France a great power.”
To confirm Macron’s insistence on his position, he made three things last week:
– On Tuesday (February 13th), his chief of staff was sent to meet senior Algerian generals to consider “expanding” military cooperation …
– On the following day, on Wednesday (February 14th), warplanes attacked three SUVs and killed 15 fighters of the Ansar al-Din group in Algerian territory near the border town of Tin Zouatine with Mali.
– The call he reportedly made with Abdelaziz Bouteflika, probably with his brother Said on Monday (February 19th), prompted the regime to join the G5 in return for mandate 5 and generally for continued vital French support for the survival of the Algerian ruling group.
At this time, France continues through its supporters in Algeria to quietly fight its silent wars to weaken the Algerian state more than it is, by imposing its top agents on the most vital sectors of the country, such as Minister of Education Ibn Ghabrit, and other top most ministers.
ali Haddad who had shouted “Vive la France” a few days ago at a trade gathering attended by Frenchmen.
But the great prize for France remains the accession of Abdelaziz Bouteflika to the presidency about 19 years ago, which De Gaulle said to his aides, in a pronostic that the days proved correct, in 63 after his reception, “This young man loves us good.” Ce jeune nous veut du bien ” .
Bouteflika loves France at the expense of Algeria
Mohamed Larbi Zitout
اه اه اه بلغ السيل زبى
Dans ce bled la tète de l’armée , pour ne pas dire armement , a toujours servi les intérêts du nord.
En Egypte, l’armée avait toujours une tète chrétienne depuis M Ali Pacha.
En Syrie, une minorité noceirite détient le pouvoir avec la beni de black house.
Au hijaj, la famille laïque el Saoud prépare son cinquième état.
En Iran, le temple du feu est né des cendres.