بيان موقف | بيان بمناسبة التخلي عن منصبي الدبلوماسي | محمد العربي زيتوت

13٬216

بسم الله الرحمان الرحيم

بيان موقف
منذ أكثر من ثلاث سنوات و نصف و الشعب الجزائري يعيش مأساة حقيقية نجمت عن مغامرة 11 جانفي 92 الانقلابية التي دبرتها كمشة من الجنرالات بدعم من أقلية إيديولوجية وصولية مرتزقة متعطشة للسلطة و التسلط.
و لقد أدت ‘’ سياسة ‘’ الجنرالات، المنقلبين على إرادة الشعب و اختياراته، الى إدخال الوطن العزيز الى نفق مجهول.
فها هم القتلى و الجرحى يعدون بعشرات الآلاف،

وها هم المعتقلون و مساجين الرأي بعشرات الآلاف،

وها هم المطرودون من مناصب عملهم بعشرات الآلاف،

وهاهم الهاربين و المطاردين من وطنهم بعشرات الآلاف،

و ها هو تدمير الوطن و ممتلكات الشعب يقدر بملايير الدولارات.

 

والملايير الأخرى التي تقترض بإسم الشعب و ترهن مستقبل أبنائه تتهاوى عليه أسلحة و سجونا.
و ها هو الشعب – كل الشعب – يبيت ليله خوفا، و رعبا، و مداهمات … و يعيش نهاره جوعا، و قهرا، و مطاردات … و تمر أيامه دماءا، و دموعا … و يعيث سجانوه في البلاد دمارا و فسادا.
و تتواصل المأساة … و يواصل الجنرالات الدمويين سياستهم الإجرامية في حق الشعب و الوطن، رافضين كل الدعوات الصادقة لحقن دماء الجزائريين، و تجنيب الجزائر، دولة و مجتمعا، الدمار الكامل و الانهيار الشامل، مواصلين سياسة الهروب الى الأمام داعين – بخبث مفضوح – الى مهزلة أسموها -بلا حياء ‘’ -الانتخابات الرئاسية’’ .
أمام هذا الوضع الخطير، الآخذ في التعفن و التفاقم، و بعد أن تأكد، بما لا يدع مجالا للشك، أن نظام الجنرالات سائر، بسياسته الإستئصالية الإجرامية، بالشعب و الوطن، الى الكارثة المحققة، قررت، و أنا أحد أبناء هذا الشعب العظيم، و هذا الوطن العزيز، أن أنحاز علنا الى إرادة الشعب، و أن أدعو و أعمل مع الجزائريين الشرفاء، و الممثلين الحقيقيين لإرادة الشعب، و الملتئمين في مجموعة العقد الوطني من أجل حل سلمي، شامل و عادل، يعيد الى الوطن إستقراره و أمنه، و الى الشعب حقه في الحياة الكريمة، لإختيار نظامه السياسي و الإجتماعي الذي يرتضيه عن طريق الاختيار الديموقراطي الحر، و في جو من الأمن و العدل و الحرية.
و إني أغتنم هذه الفرصة لأدعو كل الإطارات، و الكفاءات الوطنية – و خاصة الشباب منهم – في الإدارة، و الجيش، و الأمن، و في كل مكان، الى الإنحياز المطلق لإرادة الشعب، للتعجيل برحين نظام الجنرالات الفاسد.

محمد العربي زيتوت
ديبلوماسي / السكرتير الأول للسفارة الجزائرية بليبيا

تعليق 1
  1. هشام يقول

    و الله لا يسعنا الا الوقوف احتراما لك ايها الرجل الطيب الكريم الشجاع الصادق و الله لا يمكن مقارنتك الا بمصالي الحاج ابو الوطنية في الجزائر اتمنى ان تتحقق احلامك و احلامنا بوطن حر نعيش فيه ونبنيه بعزة وكرامة

التعليقات مغلقة.