جزائر اليوم … بين باكستان و السودان
فها هو المدعو حميد يس في صحيفة الخبر لهذا اليوم (13.11.2012)، و هو أحد عملاء ال دي إر إس DRS الذي كان من أبواق تَهويل الخطر الإرهابي في الساحل، يَطلُع علينا في خبر مطول ما أسماه ”حركة الصحراء من أجل العدالة الإسلامية” التي كانت تنوي القيام بأعمال إرهابية لفصل الصحراء عن الجزائر، هكذا ببساطة و بسهولة، و يبشرنا أن ال دي إر إس DRS، “العين التي لا تنام”، قد ألقت القبض على أعضاء هذه الحركة و هم متلبسين بعمليات إرهابية ضد مُنشآت و شركات و أنابيب نفطية، و أنهم كانوا يُجهِزون متفجرات و قنابل للقيام بذلك، و أن أغلب أعضائها من مدينة ورقلة، و أن زعيمها يوجد في شمال مالي، و أن و أن و أن …
خبر لا يَستغفل إلا عقول بعض البُسطاء، و لكنه يَمتلئ بالخبث و الإجرام، فكلما ضاق النطاق على هذه العصابة الحاكمة بالإنتفاضات الشعبية إدعَت مُحاربتها “للإرهابيين و للإنفصاليين”، و الحقييقة أنهم يُريدون أن يُوغِلوا صدور الجزائريين ضد سكان الصحراء المنتفضين في هذه السنوات الأخيرة، بلا توقف تقريبا، من أجل حقوقهم المشروعة في العمل و السكن و الكهرباء…
هكذا تَصرفوا قبل عشرة أعوام مع المطالب المشروعة لسُكان القبائل، فاتهموهم زورا و كذبا بالإنفصال بل و دَعم الإرهاب، ولكي يثبتوا ذلك سَاهموا في إنشاء كيان حِزبي صُنع في دهاليز الدي إر إس DRS يدعو اليوم عَلنا للإنفصال، و يَتجول داخل الجزائر و في أنحاء العالم دون إزعاج.
و في بداية التسعينات وُجِهت تُهمة الإرهاب لإسلاِميي جبهة الإنقاذ لأنهم فازوا في الانتخابات بينما كانوا هم أكبر صانعي الإرهاب، و أوهَموا العالم أن الذي فاز في الإنتخابات يَذبح في مجازر مُروعة من إنتخبه؟.
ما الذي يمنع أمريكا و خاصة فرنسا غدا، و التي لم تُخفي أبدا مَطامِعها في الصحراء، من أن تستصدر قرارا أمميا للدفاع عن حق الصحراويين في الانفصال و تقرير المصير. و تستند على كتابات كهذه للسعي لدعم إنفصال؟ ألم تُقنِع العالم قبل أسابيع بخوض حرب على الساحل ؟!
صحفيون، أقل ما يُقال عنهم أنهم عبيد عند العبيد و مرتزقة عند المرتزقة و كذابون بلا حدود. لا أخلاق و لا عِلم و لا ضَمير.
إن حاكم السودان تنازل عن ما يقارب ثُلثَ مساحة البلد لتَتشكل دولة في الجنوب، المهم أن يبقى قابضا على السلطة، و أن العصابة التي تتحكم في الجزائر اليوم، قهرا و قسرا، مُستعدة أن تفعل ذلك، شرط أن يَتواصل الدعم الغربي.
عصابة إجرامية ذَبحت الجزائريين و لا تزال، عبثت بأرزاقهم و لا تزال، أساءت لهم في كل مكان و لا تزال، و ها هي تهدف الى تحطيم الوطن. و تَجد من يَبث سُمومها مقابل دنانير معدودة.
التعليقات مغلقة.