زيتوت لـ “قدس برس”: لا أستبعد أن يقدم النظام الجزائري على تنفيذ عملية إرهابية للهروب من استحقاقات الإصلاح

99

لندن ـ خدمة قدس برس
حذر الديبلوماسي السابق العضو المؤسس في حركة “رشاد” الجزائرية المعارضة محمد العربي زيتوت من امكانية أن يقدم النظام الجزائري على تنفيذ عملية عسكرية ضخمة في جنوب البلاد كإسقاط طائرة مدنية ونسبتها للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لجلب التعاطف الدولي في إطار ما يعرف بالحرب على الإرهاب.
وأشار زيتوت في تصريحات خاصة لـ “قدس برس” إلى أن النظام الجزائري مستعد لقعل كل شيء من أجل الهروب من استحقاق الثورات الشعبية التي تجتاح المنطقة العربية، وقال: “أعتقد أن النظام الذي عودنا على العبثية والهروب من مطالب الإصلاح الحقيقية من خلال اختلاق الأزمات، قد يلجأ إلى تنفيذ عملية إرهابية كبيرة في جنوب البلاد بما في ذلك إسقاط طاشرة مدنية ونسبتها إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، لأن هناك تضخيما غير مسبوق للقاعدة وحديث عن أنها حصلت على أسلحة متقدمة وعلى صواريخ. وقد يتم تكرار نموذج التفجير الذي جرى في مراكش من طرف مجموعات مناوئة للإصلاح، في الجزائر لتخويف الشعب الجزائري والغرب وإخضاع مشاورات الإصلاح التي تم تدشينها لتمر كما يخطط لها النظام بعيدا عن أية ضغوط”.
وقلل زيتوت من أهمية المشاورات التي أطلقتها الجزائر للإصلاح السياسي، ووصفها بأنها “جزء من العبثية وكسب الوقت لا غير”، وقال: أعتقد أن مشاورات الإصلاح التي دشنها النظام الجزائري مهزلة وهي جزء من سياسته العبثية ومحاولة منه لربح الوقت والتصدي للضغوط الداخلية والخارجية، لأن أصدقاءه من الفرنسيين والأمريكيين وحتى البريطانيين لا يريدونه أن يرحل وينصحونه بتقديم بعض التنازلات، لكن لحد الآن يبدو أن النظام لم يفهم ويعتقد أنه محصن من الثورات الشعبية التي تجتاح المنطقة العربية”.
ووصف زيتوت لجنة الإصلاح بأنها عيمة الجدوى، وقال: “لقد جاءت مسرحيته بتشكيل ما يسمى بهيئة المشاورات حول الإصلاحات السياسية التي يرأسها عبد القادر بن صالح بمساعدة محمد تواتي و محمد علي بوغازي للتخفيف من هذه الضغوط، وإلا فالجنرال محمد التواتي الذي عو الرئيس الفعلي لهذه اللجنة وليس بن صالح، معروف أنه كان ضابطا في الجيش الفرنسي أيام الاحتلال ولم يلتحق بالثورة إلا في أواخرها، أي عام 1961، وظل يفكر بطريقة فرنكفونية واستئصالية، وهو مخ الانقلاب وسياسة الاستئصال التي تم انتهاجها منذ عام 1992، وهو من أجهض محاولة للمصالحة الوطمية عامي 1993 و1994، وهذا ينسجم وسياسات النظام الجزائري القائمة على الازدواجية”.
وأضاف: “النظام الجزائري الآن في مأزق حقيقي، فكبار قادته مرضى سواء تعلق الأمر برأسه المدني عبد العزيز بوتفليقة أو برأسه الأمني الجنرال التوفيق، وأغلب قياداته شاخت وفاقت مستوى السبعين سنة وبعضهم بلغ الثمانين، وهؤلاء جميعا يعيشون في عالم خاص بهم ولا علاقة لهم بمعاناة الشعب الجزائري ولا يعرفون طبيعة القضايا التي يعيشها الشعب إطلاقا”.
وأشار زيتوت إلى أن الجزائر ليست محصنة ضد الثورة الشعبية، وقال: “حركة التحرر في العالم العربي تبرز بوضوح اننا شعوب عربية مشتركة في الواقع والمصير، ولذلك فالاحتجاجات التي تعم المنطقة العربية لن تكون الجزائر استثناء منها، على الرغم من المسكنات التي يقدمها النظام الجزائري من حين لآخر، وهي مسكنات تزيد من تراكمات الانفجار الشعبي الذي سيزيل هذا النظام إلى الأبد”، على حد تعبيره.

التعليقات مغلقة.